أكد زعيم جماعة الحوثيين عبدالملك الحوثي، الثلاثاء، أن الجماعة ستتصدى لأي عدوان أميركي على اليمن على خلفية عمليات الجماعة ضد إسرائيل، مشدداً على أن جماعته "ستستأنف التصعيد في أعلى مستوياته وستعمل كل ما تستطيعه ضد العدو الإسرائيلي".
وقال الحوثي في خطاب متلفز له، الثلاثاء، إن "العدو الإسرائيلي يريد باستمرار الحرب أن يجرد حركة حماس من ورقة الأسرى التي لا تزال ورقة ضغط في يدها من دون الدخول إلى المرحلة الثانية من الاتفاق"، مضيفا أن "العدو الإسرائيلي يتهرب من استحقاقات المرحلة الثانية من وقف العدوان على غزة وإكمال الانسحاب من غزة"، ومؤكدا أنه لا يمكن لحركة حماس أن تساوم في استحقاقات المرحلة الثانية أو تقايض بها من أجل ألا يحصل حرب.
وأضاف أن "العدو الإسرائيلي يريد أن تمضي حماس في مسار بديل عن المرحلة الثانية دون أن يكون عليه الوفاء بما عليه من استحقاقات"، وأن حماس "لا يمكن أن تساوم في تجريد العدو لها من ورقة الأسرى ثم بعدها يعود الإسرائيلي إلى العدوان على قطاع غزة".
وأكد أن "العدو الإسرائيلي نكث باتفاق وقف العدوان وإنهاء الحصار والتجويع وسبق ذلك بأكثر من أسبوعين منعه دخول المساعدات، وقد استأنف إبادته الجماعية ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة بمشورة أميركية كما أعلن الأميركي نفسه"، معتبرا أن "الأميركي والإسرائيلي وجهان لعملة واحدة ولهما رصيد إجرامي فظيع لا مثيل له في العالم"، مشيرا إلى أن "العدو الإسرائيلي منذ استأنف إبادته الجماعية أباد المئات من أبناء الشعب الفلسطيني ومعظمهم من الأطفال والنساء".
وتابع زعيم الحوثيين أن "العدو الإسرائيلي في إقدامه على الإجرام الفظيع والإبادة الجماعية والتجويع يعتمد على الشراكة الأميركية"، لافتا إلى أنه "مع الحماية الأميركية للعدو الإسرائيلي يساهم التخاذل العربي في جرأة العدو الإسرائيلي وما يفعله من إجرام فظيع للغاية وعدوان كبير". واعتبر أن "التفرج على الإبادة في قطاع غزة فعلا أمر معيب ومخزٍ ووصمة عار على كل المجتمع البشري"، مؤكدا أنه لا أحد سينجو من عار التفرج على الإبادة في غزة ومن عواقبه السيئة في الدنيا والآخرة".
وأوضح الحوثي أن "العدو الإسرائيلي مطمئن إلى أنه لن يكون هناك من الجانب العربي أي تحرك جاد ولو في الحد الأدنى من الموقف"، مضيفا أن "بعض الأنظمة العربية تحرض العدو لمواصلة عدوانه على قطاع غزة وهذه مسألة خطيرة تشجع الصهاينة". واعتبر أن "التخاذل العربي مؤثر على الموقف الإسلامي، ولو تحرك العرب بالشكل المطلوب لتحركت معهم الكثير من البلدان الإسلامية".
وأشار إلى أن "العدو الإسرائيلي ينكث بالاتفاق بما فيه من التزامات واضحة وعليه ضمناء ويعود إلى إجرامه في الإبادة الجماعية"، مؤكدا أنه "يشكل خطورة فعلية على كل أمتنا بمختلف بلدانها وشعوبها"، لافتا إلى أنه "لا مناص عن تحمل المسؤولية في مواجهة العدو الإسرائيلي والتصدي له لأنه بهذه العدوانية والسوء والشر والطغيان".
وشدد الحوثي على أن "العدو الإسرائيلي ومعه الأميركي ناكثان ومجرمان ولا يفيان بما عليهما من التزامات وهذا درس كبير لمن يراهنون على الاتفاقات"، لافتا إلى أن من يراهن على الاتفاقيات معهم عليه أن يرى نكثهم للاتفاقيات وتهربهم منها ومن استحقاقاتها، مضيفا أنه "بكل وقاحة يحاولون أن يضغطوا على حركة حماس لأن تقبل باستكمال تبادل الأسرى بعيدا عن صيغة الاتفاق الواضحة ومن دون الدخول في المرحلة الثانية من الاتفاق".
ولفت إلى أن التحرك في سقف المسؤولية "هو التحرك العسكري لما تمتلك الأنظمة العربية والإسلامية من قدرات لكن ذلك أصبح بعيد المنال"، مضيفا أن التحرك العسكري بات من الأشياء التي لا يمكن أن تقدم عليها الأنظمة والحكومات، متسائلا: "لماذا لا تقدم الدعم العسكري للمجاهدين في فلسطين؟". واتهم الحوثي الدول الغربية كما هو حال بريطانيا وألمانيا "بدعم العدو الإسرائيلي بالأسلحة"، مضيفا أنه "بالرغم مما يمتلكه العدو الإسرائيلي من إمكانات عسكرية تقدم له أميركا السلاح بكميات هائلة وتقدم التمويل لذلك من ميزانيتها".
وأكد أن "العدو الإسرائيلي لا يزال مستفيدا بشكل كبير من دول عربية وإسلامية في الجانب الاقتصادي"، لافتا إلى أنه يستفيد اقتصاديا من تركيا ومصر والأردن، والسعودية والإمارات، ومن واجب هذه البلدان المقاطعة الاقتصادية، داعيا "من له علاقة بالعدو أن يكون لهم موقف جاد بقطع علاقاتهم الاقتصادية والسياسية معه".
