الدنمارك تنتقد نتنياهو وترفض استقبال مرضى من غزة

منذ ٣ ساعات ٧

أبدى وزير خارجية الدنمارك لارس لوكا راسموسن انزعاجه مما سماه "خطط (رئيس حكومة الاحتلال بنيامين) نتنياهو الاستفزازية في غزة"، مشددا على أنها "تخالف جميع القواعد (الدولية) المعمول بها". ونقلت التلفزة الدنماركية صباح اليوم تصريحات راسموسن في سياق رفضه تصريحات رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي حول "إكمال العملية في غزة بكل قوة"، حيث اعتبرها "أمرا خطيرا". وتتزامن تصريحات راسموسن مع تعرض حكومة ميتا فريدركسن لانتقادات كثيرة بسبب رفضها الاستجابة لمنظمتي الصحة العالمية وأطباء بلا حدود لنقل مرضى من قطاع غزة إلى المشافي الدنماركية.

وعبّر راسموسن عن انزعاجه "للغاية"، بسبب ما اعتبره تهرب إسرائيل من مسؤولياتها، قائلا إن "عليها تحمّل مسؤولياتها في غزة، وهي لا تفي بها، ولست أبالغ حين أعبّر عن انزعاجي". ولفت راسموسن إلى أن "فكرة شن هجوم وتهجير الفلسطينيين قسرا تتعارض مع كل ما هو سارٍ (دوليا)، ونرفض ذلك بشدة". وأكد الوزير الدنماركي رفضه تصريحات نتنياهو الأخيرة، عن أن الحرب ستمضي حتى النهاية، وقال: "رسالته (نتنياهو) هي رسالة للمجتمع الدولي بأسره، وتتزامن مع بدء الرئيس الأميركي (دونالد) ترامب جولته في الشرق الأوسط"، معتبرا صدور التصريحات بينما يزور ترامب المنطقة بمثابة أمر استفزازي.

وتأتي تصريحات راسموسن، الذي انضمت بلاده حديثا إلى عضوية مجلس الأمن الدولي (بين الدول العشر غير دائمة العضوية فيه) بعدما عبّر عن تفاؤل بتوقف الحرب في غزة إثر إطلاق سراح الأسير الأميركي عيدان ألكسندر الاثنين الماضي. وشدد في تصريحاته اليوم على أنه "من حق إسرائيل الدفاع عن وجودها، لكني أدعوها إلى الوفاء بالتزاماتها، بما في ذلك ضمان دخول المساعدات الطارئة إلى غزة. ولفت إلى أنه "لم تصل أي مساعدات طارئة إلى غزة منذ أكثر من 60 يوما، وهذا لا يتوافق مع التزامات إسرائيل". مع ذلك لا تزال الدنمارك الرسمية تنتهج سياسات متحفظة بشأن إدانة الاحتلال الإسرائيلي في حربه على قطاع غزة، مع أنها توجه انتقادات للعنف الاستيطاني في الضفة الغربية، وتواصل الحديث عن ضرورة قيام دولة فلسطينية مستقلة.

وتواصل هيئات حقوقية وشعبية توجيه انتقادات للحكومة بسبب استمرارها في منح تراخيص تصدير معدات حساسة تستخدم في طائرات أف 35، ومواصلة شركة ميرسك البحرية العملاقة نقل أسلحة للاحتلال الإسرائيلي، رغم تحذيرات من أن كوبنهاغن تخاطر في ملاحقتها بسبب احتمال مشاركتها في جرائم حرب بغزة.

رفض إجلاء مرضى إلى مستشفيات الدنمارك

من ناحية أخرى، رفضت حكومة ائتلاف يسار ويمين الوسط الدنماركية دعوات منظمة الصحة العالمية وأطباء بلا حدود، لنقل المصابين بأمراض خطيرة من قطاع غزة إلى مشاف دنماركية. واعتبرت المستشارة الطبية في منظمة أطباء بلا حدود، الدنماركية فيبيكي بريكس كريستنسن أنه "أمر محزن جدا ألا تكون هناك إرادة سياسية في البلد". ويشدد منتقدو الرفض الرسمي للدنمارك على ضرورة انتهاج البلد ذات الخط الذي انتهجته النرويج وإيطاليا ولوكسمبورغ ومالطا وفرنسا وبلجيكا وإسبانيا ورومانيا في تقديم الرعاية الصحية لأشخاص على حافة الموت، بسبب منع وصول المساعدات الطارئة واستهداف مستشفيات قطاع غزة.

ومع أن الدنمارك الشعبية والرسمية تتابع انتشار التجويع وتنتقده لكونه سلاحاً حربياً ضد المدنيين، والقصف اليومي للقطاع، إلا أن دعوات ضرورة إجلاء غزيين يعانون من أمراض خطيرة تلقى رفضا من حزب فينسترا الليبرالي (يمين وسط) المشارك في حكومة فريدركسن. وشدد المتحدث باسم الشؤون الخارجية في الحزب الليبرالي كريستيان فريس باك على ضرورة "رفض (استقبال) المرضى، رغم تدهور الوضع في غزة". ويتذرع "فينسترا"، وأطراف رسمية أخرى، وبرلمانية من اليمين المتشدد، بأن "الدعم بهذه الطريقة سيكون محدودا مقارنة بما يمكن أن نقدمه في غزة نفسها، وخاصة إذا دعمنا المستشفيات فيها وفي محيطها"، هذا مع علمهم بأنها مستشفيات يجري استهدافها وتدميرها أساسا.

ويرفض المتحدث باسم الحزب فريس باك الانتقادات المتزايدة لرفض الحكومة استقبال مرضى من غزة بقوله: "أُقرّ تماما بأن الأطفال وغيرهم لا يستطيعون الحصول على العلاج داخل غزة، لكن وجود المنظمات الدولية للرعاية الصحية هناك يعد الطريقة المثلى لتكون مساعداتنا على نطاق واسع وأكثر فعالية من استقبال بعض المرضى".

قراءة المقال بالكامل