عقبت الرئاسة الفلسطينية على نشر عدد من التقارير الصحافية التي تتحدث عن وجود أفكار أميركية وإقليمية لإقامة دولة فلسطينية مصغرة، وتبادل موسع للأراضي مع إسرائيل، محذرة الأطراف المتورطة في مثل هذه المشاريع المشبوهة "من التمادي في التعاطي مع هذه المخططات التي تشكّل خيانة لدماء وتضحيات الشعب الفلسطيني المستمرة منذ مئة عام، من أجل قيام دولته المستقلة على كامل ترابها الوطني بعاصمتها القدس الشرقية". وقالت الرئاسة الفلسطينية، في بيان لها اليوم الاثنين: "نجدد التأكيد على أن تحقق السلام والاستقرار لن يتم إلا من خلال تطبيق قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية، وتجسيد قيام الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود الرابع من حزيران عام 1967". وأكدت الرئاسة الفلسطينية أن "أية حلول سواء دولة ذات حدود مؤقتة أو تبادل للأراضي يؤدي إلى المساس بالحدود المعترف بها دولياً، وفق قرارات مجلس الأمن الدولي والجمعية العامة للأمم المتحدة مرفوضة، ولن يسمح الشعب الفلسطيني بتمريرها على حساب نضاله وثوابته الوطنية ومقدساته".
ودعت الرئاسة "حركة حماس والمشاركين في هذه المؤامرة إلى مراجعة حساباتهم، وتقديم المصالح الوطنية للشعب الفلسطيني على حساباتهم الحزبية الضيقة، وعدم الانجرار وراء مشاريع هدفها الوحيد تصفية قضيتنا الوطنية"، وفق تعبيرها، مؤكدة أن "دولة مصغرة ومشاريع التهجير ومحاولة إحياء مشاريع التوطين المرفوضة سيكون مصيرها الفشل أمام صمود الشعب الفلسطيني وتضحياته".
من جانب آخر، حذرت الرئاسة الفلسطينية من تداعيات استمرار الحرب المتواصلة على الشعب الفلسطيني من قبل سلطات الاحتلال الإسرائيلي التي بدأت بشنّ المرحلة الثانية من الحرب على الضفة الغربية بالعدوان على محافظة طولكرم، الذي أدى إلى استشهاد مواطنين، وتدمير ممنهج للبنية التحتية وممتلكات المواطنين في المحافظة.
وقالت الرئاسة الفلسطينية: "هذا العدوان يترافق مع ما تتعرض له محافظة جنين من عدوان إسرائيلي متواصل، أدى إلى استشهاد 17 مواطناً، وإصابة 39 آخرين، واعتقال 28 مواطناً آخرين، بالإضافة إلى تفجير وحرق العشرات من منازل المواطنين، وتدمير واسع للبنية التحتية في المحافظة". وحملت الرئاسة الفلسطينية سلطات الاحتلال مسؤولية تدهور الأوضاع في مدن وقرى ومخيمات الضفة الغربية، من خلال استمرار الاعتداءات على الشعب الفلسطيني والأرض والمقدسات الفلسطينية، الذي "لن يجلب الأمن والاستقرار لأحد، بل يسهم بالتصعيد ومزيد من العنف".
وطالبت الرئاسة الفلسطينية الإدارة الأميركية الجديدة بـ"وقف العبث الإسرائيلي الذي سيؤدي إلى استمرار حالة عدم الاستقرار والقلق، وزعزعة الأمن في المنطقة، ولا يسهم بمعالجة مشاكل المنطقة برمتها، وذلك من أجل الوصول إلى سلام مستدام يوقف النزاعات ويمنع الصراعات في المستقبل".
