أخرجت قرعة الدور التمهيدي المؤهل إلى ثمن نهائي دوري أبطال أوروبا المدرب الإسباني بيب غوارديولا عن صمته، لمّا شعر بالخطر وإمكانية خروجه من المسابقة على يد حامل اللقب، وذلك بعد أن أفرزت نهائياً قبل الأوان بين مانشستر سيتي الإنكليزي وريال مدريد الإسباني، متهكماً على رابطة البريمييرليغ التي لا تشفق، بحسب تعبيره، على الأندية الإنكليزية المشاركة في المسابقات الأوروبية؛ بسبب البرمجة الماراثونية المكثفة لمباريات الدوري المحلي وكأس الاتحاد، إذ سيخوض سيتي سبع مباريات في أقل من شهر، في ظل غيابات كثيرة بسبب الإصابات، وظروف صعبة يعاني منها الفريق فنياً وبدنياً ونفسياً، أدت إلى تراجع مردود ومستوى لاعبيه ونتائج فريقه.
سيبدأ مانشستر سيتي شهر فبراير/ شباط بمواجهة أرسنال غداً الأحد، ثم يخوض مباراة كأس إنكلترا في الثامن من الشهر نفسه، قبل مواجهة ريال مدريد الإسباني في ذهاب ملحق دوري الأبطال في 11 من الشهر الحالي، ثم نيوكاسل في الدوري بعد أربعة أيام، وبعدها بثلاثة أيام يتنقل إلى مدريد لخوض مباراة العودة في دوري الأبطال، قبل أن ينهي الشهر بمباراتين صعبتين في الدوري ضد ليفربول وتوتنهام، ما يعني أنه سيلعب مصيره هذا الموسم خلال شهر واحد، ربما يخرج فيه من دوري الأبطال، ويضيع ما تبقى له من حظوظ في ضمان مكان مع الأربعة الأوائل من الدوري في نهاية الموسم، خاصة بعدما فقد كثيراً من حظوظه في الحفاظ على لقب الدوري أمام المتألق ليفربول الذي لا يبدو أنه سيتراجع عن نواياه.
وقال غوارديولا في ندوته الصحافية التي عقدها، أمس الجمعة: "الأندية الإنكليزية المشاركة في المسابقات الأوروبية بحاجة إلى دعم الاتحاد الإنكليزي الذي لا يعيرها أي اهتمام منذ مدة، منذ عهد (أليكس) فيرغسون، (جوزيه) مورينيو وأرسين فينغر الذين اشتكوا قبلي من كثافة المباريات"، لكن لا شيء تغير، وما زالت معاناة الأندية الإنكليزية مستمرة، ما يعني أنّ الأمر ليس جديداً، لكن المدرب الإسباني لم يتحدث من قبل، إلى أن أوقعته القرعة في مواجهة ريال مدريد وشعر بإمكانية الخروج من دوري الأبطال مبكراً، رغم أنه مُعتاد على النسق نفسه وكثافة المباريات في إنكلترا، ولديه خيارات فنية كثيرة بفعل حضور عدد كبير من اللاعبين المتميزين في تشكيلته الثرية، ما يسمح له بإشراك من يشاء في مختلف المباريات.
الأمر ليس جديداً، وغوارديولا ليس الأول ولن يكون الأخير الذي يشتكي ويحتج على كثافة الروزنامة المحلية والأوروبية وحتى الدولية بعد برمجة الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" بطولة كأس العالم للأندية الصيف المقبل، وعليه، وجد غوارديولا نفسه وحيداً هذه المرة في انتقاد الروزنامة المضغوطة التي يريد أن يحمّلها مسؤولية إنهاء الموسم دون أي لقب لأول مرة في مشواره الكروي مع كل الأندية التي دربها، رغم تدعيم صفوف فريقه بثلاثة لاعبين في الميركاتو الشتوي، وعودته إلى سكة الفوز في الدوري، وتأهله الصعب إلى الملحق المؤهل إلى ثمن نهائي دوري الأبطال بعد الفوز على نادي بروج البلجيكي بالثلاثة.
صحيح أن مانشستر سيتي يملك على الورق مقومات الإطاحة بأي فريق في إنكلترا وأوروبا، لكن مواجهة ريال مدريد وإمكانية خروجه المبكر من دوري الأبطال تشكل منعرجاً كبيراً لمدرب مثير في موسم استثنائي لم يؤثر على مصيره مع الفريق الذي لم يتردد في تجديد عقده، ولم يتجرأ عشاقه على المطالبة برحيله مثلما يحدث في الحالات والظروف نفسها مع مدربين وأندية أخرى، تكون فيها الاستقالة أو الإقالة نتيجة حتمية لتراجع المستوى والمردود والنتائج مهما كان اسم المدرب أو النادي، لكن يبدو أن غوارديولا لا يخضع للقواعد نفسها في اللعبة، حتى ولو خرج مبكراً من مسابقة دوري الأبطال، وضيّع لقب الدوري، وغاب عن المسابقة الأوروبية الأكبر الموسم المقبل.
أما إذا تمكن غوارديولا من الإطاحة بريال مدريد حامل لقب دوري الأبطال منتصف شهر فبراير، فلن يوقفه أحد بعد ذلك، إلى غاية نهاية الموسم، وهو قادر على تحقيق ذلك وإسكات كل الأصوات التي تحمّله مسؤولية التراجع.
