السندات التركية تسجل أفضل أداء شهري منذ نحو عامين

منذ ٢ شهور ٣٦

يستقطب تباطؤ التضخم وآفاق تخفيف السياسات تدفقات استثمارية وافرة إلى أسواق السندات التركية بما يضع الديون الأطول أجلاً على المسار الصحيح لتحقيق أفضل أداء شهري منذ ما يقرب من عامين. وانخفضت العائدات على السندات التركية الحكومية المقومة بالليرة لمدة خمس سنوات بمقدار 295 نقطة أساس في يناير، بينما انخفضت تكاليف الاقتراض لمدة 10 سنوات بمقدار 213 نقطة أساس، وهو أكبر انخفاض منذ مايو/أيار 2023. ويعد الارتفاع في الأوراق المالية لمدة عامين هو الأكبر منذ مايو الماضي، حيث انخفضت العائدات بمقدار 247 نقطة أساس، وفقاً لشبكة بلومبيرغ الأميركية في تقرير أوردته اليوم الجمعة.

وخفض البنك المركزي التركي الآن أسعار الفائدة لمدة شهرين متتاليين، بعد أن بدأ دورة تخفيفه في ديسمبر بعد فجوة دامت عامين تقريبًا حيث بدأ التضخم تدريجيًا في الانخفاض. وهذا يجذب المزيد من المستثمرين، بمن في ذلك الأجانب الذين ضخوا أكثر من مليارَي دولار في السوق منذ بداية هذا العام، وفقًا لحسابات بلومبيرغ استناداً إلى بيانات البنك المركزي التركي، فيما تشير التدفقات الداخلة إلى تحول في موقف المستثمرين، الذين فضل العديد منهم حتى وقت قريب منتجات العملة أو الأدوات المتخصصة مثل الديون ذات أسعار الفائدة العائمة.

وتبلغ أسعار الفائدة التركية حالياً 45% ويتوقع المستثمرون سبع تخفيضات أخرى في أسعار الفائدة على مدار عام 2025. وتتوقع الأسواق أن ينهي التضخم العام عند 27%، على الرغم من أن البنك المركزي يهدف إلى تباطؤه إلى 21%، أي أكثر من نصف المستويات الحالية، فيما يُعد "إربدن إنفستمنتس" (Abrdn Investments) من بين الصناديق الأجنبية التي تحولت إلى الصعود، حيث اشترت ديون الليرة ذات أسعار الفائدة الثابتة لأول مرة منذ أكثر من ثلاث سنوات. وقد اتخذت هذه الخطوة في ديسمبر/كانون الأول، قبل أن يخفض البنك المركزي أسعار الفائدة. وتراهن شركات أخرى مثل "ناينتي ون" (Ninety One Plc) على الديون ذات آجال الاستحقاق الأطول حيث تتطلع إلى تأمين العائدات المرتفعة لسنوات أخرى.

كما سيزداد وزن تركيا في مؤشر "جي بي أي-إي إم غلوبال" (GBI-EM Global Diversified) الصادر عن "جيه بي مورغان تشايس" (JPMorgan Chase & Co)، وهو المعيار للديون بالعملة المحلية. وقد يجذب التغيير، الذي يدخل حيز التنفيذ اليوم الجمعة، الواقع فيه 31 يناير/كانون الثاني، المزيد من التدفقات الداخلة من صناديق تتبع المؤشرات.

ونقلت بلومبيرغ عن نائب مدير المحفظة في فان إيك، ديفيد أوسترويل، قوله أنه "إذا تمكنت تركيا من التمسك بمسار السياسة الأرثوذكسية الحالي في المستقبل المنظور، فإن الجزء الذي يمتد لعشر سنوات من منحنى السندات التركية الحكومية عند 25.25% سينتهي به الأمر إلى أن يكون استثماراً طويل الأجل جيداً للغاية". وقال أوسترويل إن الشركة لديها وزن زائد في كل من السندات التركية المحلية والعملات الأجنبية، مع مواقف مرجحة بشكل متساوٍ تقريبًا في النقاط التي تمتد لخمس سنوات وعشر سنوات على منحنى السندات التركية الحكومية الإسمي.

وفي السياق نفسه، قال استراتيجي الأسواق الناشئة في بي بي في إيه إس إيه في لندن، توفان كوميرت: "مع استمرار انخفاض التضخم واحتفاظ البنك المركزي التركي بموقفه المتشدد، نتوقع أن يستمر منحنى العائد في التحول إلى الأسفل ككل". وهو يتوقع أن ما يسمى ببطن المنحنى (السندات التي تتراوح آجال استحقاقها بين خمس إلى سبع سنوات* من المرجح أن تحظى باهتمام معظم المستثمرين.

قراءة المقال بالكامل