السودان يتهم كينيا بالسعي لاستضافة مؤتمر جديد لقوات الدعم السريع

منذ ١ يوم ١٧

اتّهم السودان، السبت، كينيا بالسعي لاستضافة مؤتمر جديد لقوات الدعم السريع وحلفائها، معتبراً ذلك "استخفافاً بالشرعية الدولية". وقالت وزارة الخارجية السودانية، في بيان: "تتواتر تقارير عن أنّ كينيا ستستضيف خلال الأيام القادمة مؤتمراً ثانياً لمليشيا الدعم السريع الإرهابية وتابعيها".

وأضافت: "يأتي ذلك في وقت تصعّد فيه هذه المليشيا حملة الإبادة الجماعية ضد مجموعات إثنية محددة في إقليم دارفور (غرب)، كما يجسّدها هجومها الحالي والمستمر على معسكر زمزم للنازحين، الذي راح ضحيته مئات المدنيين، بينهم أطفال ونساء". وتابعت الخارجية السودانية: "كما يأتي ذلك في الوقت الذي تواصل فيه المليشيا استهداف المنشآت المدنية الحيوية في مختلف أنحاء البلاد".

وفي وقت سابق، السبت، أعلن الجيش السوداني، في بيان، أنّ 74 مواطناً قُتلوا جراء هجوم شنّته قوات الدعم السريع، على مخيم للنازحين بمدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، منذ الجمعة. واعتبرت وزارة الخارجية السودانية في بيانها، أنّ سعي نيروبي لاستضافة الاجتماع المزمع "يمثل امتداداً للاجتماعات السابقة التي رعتها الرئاسة الكينية في فبراير/ شباط الماضي، بهدف إعلان ما سُمّي بالحكومة الموازية للدعم السريع وتابعيها".

وأضافت مستنكرة: "إصرار الحكومة الكينية على التمادي في دعم مليشيا الدعم السريع واحتضان أنشطتها، يمثل استخفافاً بالشرعية الدولية وبمجلس السلم والأمن الأفريقي". وحذّرت من أنّ هذه الخطوات "تنطوي على تهديد خطير للأمن الإقليمي، ولسيادة الدول الأفريقية، وللسلم الاجتماعي فيها".

ودعا البيان، المجتمع الدولي إلى "إدانة هذا المسلك غير المسؤول، الذي يتنافى مع القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة والنظام التأسيسي للاتحاد الأفريقي". وفي 20 فبراير/ شباط الماضي، استدعى السودان سفيره لدى نيروبي كمال جبارة، احتجاجاً على ما قال إنه "استضافة كينيا اجتماعات ضمت قوى سياسية وقيادات من قوات الدعم السريع، بهدف إقامة حكومة موازية".

وفي مواجهة هذه الاتهامات آنذاك، أصدر وزير الخارجية الكيني موساليا مودافادي، بياناً شدد فيه على أن هدف بلاده من استضافة تلك الاجتماعات هو "تسريع وقف الحرب، والتوصل إلى اتفاق سياسي بين الأطراف السودانية". وأكد مودافادي، أن كينيا "تسعى إلى استعادة الاستقرار والحكم المدني في السودان، بالتنسيق مع الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي"، نافياً وجود "أي دوافع خفية" لدى بلاده من استضافة هذه اللقاءات.

وأضاف أنّ كينيا، ودول المنطقة عموماً، تتحمّل مسؤولية معالجة تبعات الحرب السودانية، بما في ذلك أزمة اللاجئين، في ظل تدهور الأوضاع الإنسانية. واعتبر أن تحركات نيروبي "منسجمة مع مواثيق الاتحاد الأفريقي الرافضة الانقلابات والتغييرات غير الدستورية"، مذكّراً بأن الاتحاد علّق عضوية السودان عقب إجراءات أكتوبر/ تشرين الأول 2021، حين أطاح رئيس مجلس السيادة الانتقالي عبد الفتاح البرهان بشركائه المدنيين، واتخذ خطوات من بينها حل مجلسي السيادة والوزراء.

ولفت مودافادي إلى أن سماح كينيا لقوات الدعم السريع ومكونات مدنية سودانية بطرح خريطة طريق سياسية في نيروبي "ينسجم مع دورها في مفاوضات السلام، وتوفير منصات محايدة للأطراف المتصارعة".

ومنذ إبريل/ نيسان 2023، يخوض الجيش السوداني و"الدعم السريع" حرباً أودت بحياة أكثر من 20 ألف شخص، وتسبّبت في نزوح ولجوء نحو 15 مليوناً، بحسب تقديرات الأمم المتحدة والسلطات المحلية، في حين قدّرت دراسة أعدتها جامعات أميركية عدد القتلى بنحو 130 ألفاً.

(الأناضول)

قراءة المقال بالكامل