السوداني يوجه بملاحقة مرتكبي أعمال عنف بحق عمال سوريين في العراق

منذ ٥ أيام ٢٧

وجه رئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، فجر اليوم الأربعاء، بتشكيل فريق أمني مختص "لملاحقة مرتكبي أعمال عنفٍ مُشينة بحق عدد من السوريين العاملين في العراق"، بحسب ما ذكرت وكالة الأنباء العراقية (واع). وقال الناطق باسم السوداني في بيان نقلته الوكالة، إن "بعض منصّات وسائل التواصل الاجتماعي تداولت مقطع فيديو يظهر أعمال عنفٍ مُشينة بحق عدد من الأشقاء السوريين العاملين في العراق، من قبَل مجموعة مُلثمة تُنسب إلى فصيل يُطلق على نفسه اسم "تشكيلات يا علي الشعبية"، وعلى الفور، وجه القائد العام للقوات المسلحة، رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني، بتشكيل فريق أمني مختص لملاحقة من يرتكب هذه الأفعال غير القانونية التي لا تمتّ لأخلاق العراقيين بصلة".

وأضاف، أن "هذه الأفعال هي اعتداءات مُدانة بحكم القانون، وتخالف جميع القيم الإنسانية والأخلاقية، كما تمثل انتهاكاً لكرامة الإنسان وحقوقه". وتابع: "نؤكد عمق العلاقة بين الشعبين الشقيقين العراقي والسوري، وأن القانون سيطبق كاملاً على كل من يثبت تورطه في ارتكاب هذه الاعتداءات، دون أي تساهل أو تمييز، تأكيداً على مبدأ سيادة القانون وحماية الأمن المجتمعي".

من جهتها، دانت وزارة الخارجية والمغتربين السورية في بيان نشرته على منصة "إكس"، فجر اليوم الأربعاء، "ما يتعرض له بعض السوريين في العراق من أفعال تشكل انتهاكا لحقوق الإنسان والقانون الدولي". وطالبت "الحكومة العراقية بمحاسبة مرتكبي هذه الجرائم وضمان أمن وسلامة السوريين في العراق". وتابعت الخارجية السورية: "نعمل على التواصل مع الأشقاء في الحكومة العراقية لمعالجة هذه الانتهاكات ومنع أي تجاوزات أخرى"، مؤكدة "نحن على ثقة بقدرة الحكومة العراقية على فرض سيادة القانون وحماية جميع المجتمعات ضمن أراضيها".

بيان بشأن الاعتداءات على السوريين في #العراق pic.twitter.com/Bzg8kqDlqM

— وزارة الخارجية والمغتربين السورية (@syrianmofaex) March 12, 2025

وأول من أمس الاثنين، فرضت قوات الأمن العراقية إجراءات مشددة بمحيط السفارة السورية الواقعة في حيّ المنصور وسط بغداد، وذلك بعد دعوات صدرت عبر منصات إعلامية مرتبطة بفصائل وجماعات مسلحة، إلى التظاهر أمام سفارة دمشق ببغداد، تنديداً بجرائم وانتهاكات حصلت في مدن الساحل السوري، خلال الأيام الماضية.

وقال مسؤول أمني عراقي في بغداد، لـ"العربي الجديد"، إن وحدة مكافحة الشغب انتشرت بمحيط السفارة السورية، وأغلقت الطرق الفرعية المؤدية إليها، ووضعت أسلاكاً شائكة حولها، إثر الدعوات إلى التظاهر التي تبنتها منصات على تطبيق "تليغرام"، مرتبطة ببعض الجماعات والفصائل المسلحة.

وأكد المسؤول ذاته اعتقال 6 أشخاص الاثنين حاولوا دخول مبنى السفارة، بعد اجتياز الحاجز الأمني الإسمنتي المحيط بها، ويجري التحقيق معهم حالياً، كاشفاً عن أن "السفارة مغلقة ولا يوجد فيها أي أنشطة منذ التغيير في سورية"، في إشارة إلى سقوط نظام بشار الأسد. وأظهرت صور نشرها مدونون وناشطون عراقيون، انتشار العشرات من عناصر الأمن بمحيط السفارة، الاثنين، مع صور لعربات مدرعة مزودة بخراطيم مياه.

كذلك، اعتقلت قوات الأمن العراقية، خمسة لاجئين سوريين ومدونين عراقيين، بسبب تعليقات على مواقع التواصل تتعلق بتأييد عمليات السلطات الأمنية في سورية ضد فلول نظام بشار الأسد المخلوع، وفقاً لمسؤول أمني عراقي بارز في بغداد، وقال المسؤول لـ"العربي الجديد"، إن الاعتقالات جرت يومي الجمعة والسبت الفائتين، في بغداد ومحافظات أخرى من البلاد.

وانعكست التطورات السورية سريعاً على المشهد العراقي، بسبب المواقف التي تبنتها قوى وأحزاب وفصائل مسلّحة حليفة لطهران، من العمليات الجارية في مدن الساحل بين قوات الأمن السورية وفلول النظام المخلوع، وقال مسؤول أمني عراقي لـ"العربي الجديد"، إن "جهاز الأمن الوطني اعتقل ما لا يقل عن خمسة سوريين، وآخرين عراقيين، تبنوا مواقف أو نشروا صوراً، مؤيدة لعمليات الإدارة السورية الحالية في الساحل"، مؤكداً أن بعضهم أحيل إلى القضاء بتهمة دعم الإرهاب.

قراءة المقال بالكامل