السويداء: مسيرة تأييد لاتفاق "قسد" وإقبال على التسجيل في صفوف الجيش

منذ ٦ أيام ١٥

شهدت ساحة الكرامة وسط مدينة السويداء تجمعاً، اليوم الثلاثاء، لعشرات الناشطين والناشطات من أجل تأييد اتفاقية دمج قوات سوريا الديمقراطية (قسد) في الدولة والجيش السوريين، والذي تم باتفاقية وقعت بين الرئيس السوري أحمد الشرع، وقائد "قسد" مظلوم عبدي.

وفي خطوة تكرس صوت معظم أهالي محافظة السويداء، أزال المشاركون في الوقفة كل الأعلام والرايات الفئوية من ساحة الكرامة، مبقين علم الجمهورية فقط، تأكيداً منهم أن العلم السوري هو الراية والهدف الوحيد الذي يجمع كل السوريين تحت سقف واحد في دولة المواطنة والقانون.

وعلى صعيد موازٍ، تشهد السويداء اليوم إقبالاً كبيراً للتسجيل في صفوف الجيش السوري وقوى الأمن العام، حيث تم افتتاح أكثر من مركز غير رسمي في بلدة المزرعة وفي السويداء. وقال العديد من الشبان الذين التقاهم "العربي الجديد"، أن أعداداً كبيرة تجاوزت المئات من المحافظة، قامت بالتطوع لمصلحة الجيش وقوى الأمن العام، وإن دورات تدريبية قد بدأت بالفعل في بعض الأماكن من السويداء، وإن عدداً من الفصائل والقوى الفاعلة في المحافظة، وفي مقدمها تجمع أحرار الجبل، وحركة رجال الكرامة، ومضافة الكرامة، ولواء الجبل، قد دعم هذا التوجه، ويقوم بالتنسيق المستمر مع وزارة الدفاع ووزارة الداخلية بهذا الخصوص.

وكان الشيخ حكمت الهجري قد أكد في لقاءٍ جمعه يوم أول من أمس بزوار من وجهاء العشائر السورية، وحدة المصير ونبذ الفرقة والخلافات بين السوريين، رافضاً أي نقاش أو حديث يمس وحدة الأراضي السورية، ويدعو للفرقة والتقسيم أو الانفصال. وقال الهجري: "لقد مددنا يدنا للإدارة في دمشق وانتظرنا أن تُنجز هذه الحكومة الانتقالية المهام الأساسية خلال هذه الفترة، لكنها لم تستغل هذه الفترة بالشكل الصحيح، واستأثرت بالحكم وابتعدت عن المصداقية، متناسية أن كل السوريين شاركوا وضحوا من أجل تحرير سورية، ونحن في الجنوب كنّا جزءاً من هذا النضال، وقد تحررت محافظتنا منذ عام 2017 وبالطبع ليس بقوة السلاح وإنما بقوة الإرادة والرأي، ومنذ ذاك الحين حافظنا على شبابنا ومنعنا انخراطهم بجيش النظام البائد والمشاركة بقتل السوريين".

واتهم الهجري النظام المخلوع باستغلال الطائفة العلوية واضطهادها كما باقي السوريين، مشيراً إلى أن الجميع كان يرى الفقر والظلم اللذين يعانيهما أكثر من 90% من أبناء الساحل السوري، مستنكراً الجرائم التي تجري في الساحل، محمّلاً الإدارة المسؤولية عن الأخطاء التي وصفها بـ"الجسيمة"، والتي حصلت إبان الحملة التي انطلقت ضد فلول الأسد.

وشدد على ضرورة العمل على دستور يتوافق عليه جميع السوريين، ووزارة من الكفاءات، وانتخابات رئاسية حرة، ومجلس شعب منتخب، وجيش وطني من السوريين، وغير مبني على المحاصصة، مؤكداً أنه عندما يتم هذا، سيكون كل سوري شريف في أي منصب يمثل كل الشعب السوري.

وكان وفد من الناشطين السياسيين والحقوقيين من أبناء محافظة السويداء قد التقى الرئيس أحمد الشرع يوم الاثنين في دمشق، بحضور المحافظ مصطفى البكور، حيث تناول اللقاء الوضع الذي تمر به البلاد، وخاصة في الساحل السوري، وكذلك المشاكل العالقة أمام الاندماج الكامل لمحافظة السويداء بالمؤسسات الرئيسية في الدولة.

وقال الناشط المدني عمر صبرا من السويداء لـ"العربي الجديد"، إن اللقاء كان مثمراً، وخطوة في الدفع نحو الأمام في العلاقة مع الإدارة، ملخصاً أهم القضايا التي تناولها الوفد، عن معاناة المواطن السوري واحتياجاته الرئيسية في الأمن، والقانون، والعدالة الانتقالية، والسلم الأهلي، وكذلك القضايا الخدمية الرئيسية، بالإضافة إلى الوضع في مدن الساحل السوري ووسط سورية.

وتحدث أحد المشاركين لـ"العربي الجديد"، عن الشفافية في اللقاء، والجرأة في الطرح، حيث تحدثت المهندسة غادة الشعراني عن موقفها المعارض لنظام الأسد وأنه سيكون معارضاً لنظام الشرع إذا لم يكن وطنياً جامعاً لكل السوريين، مطالبة بدستور عادل، وجيش وطني، ونظام يشعر فيه كل مواطن سوري بحق المواطنة والانتماء. وحمّلت الشعراني الرئيس الشرع أمانة العدالة والمحاكمة لكل من أثار الشغب والأحداث الدامية في الساحل السوري.

غارات إسرائيلية على ريفي درعا والقنيطرة

وفي سياق منفصل، شنّ طيران الاحتلال الإسرائيلي مساء أمس، غارات جوية استهدفت الفوج 89 في بلدة جباب، واللواء 12 في مدينة إزرع في ريف درعا، وفي وقت متزامن استهدفت غارات جوية أخرى اللواء 90 في ريف القنيطرة الشرقي. وشهدت بلدة معرية بريف درعا في وقت سابق، توغّلاً لقوات الاحتلال الإسرائيلي، تحت غطاء جوي مكثّف بين الطيران المروحي الحربي وطيران الاستطلاع الإسرائيلي.

وفي هذا الصدد، قال المواطن والناشط المدني محمد بكر لـ"العربي الجديد"، إن "صمت الحكومة السورية والمجتمع الدولي، سهّل لإسرائيل التوغل والغول، حيث لا نسمع سوى الإدانات والخطابات، لقد تعبنا من المناشدات. لا أحد يسمع أصوات أهالي المنطقة، الخوف والجوع والبطالة، فتكت بالناس هنا، ونحن غير قادرين على المقاومة".

قراءة المقال بالكامل