قالت أربعة مصادر مطلعة لوكالة "رويترز"، اليوم الثلاثاء، إنه من المتوقع أن يجري الرئيس السوري أحمد الشرع محادثات مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في أنقرة بشأن اتفاق دفاع مشترك يتضمن إنشاء قواعد جوية تركية في وسط سورية وتدريب الجيش السوري الجديد.
وقال رئيس دائرة الاتصال في الرئاسة التركية فخر الدين ألطون، أمس، في منشور عبر منصة إكس، إنّ أحمد الشرع يُتوقع أن يصل إلى أنقرة اليوم تلبية لدعوة من الرئيس أردوغان، وأوضح أنّ المحادثات التي ستُجرى في المجمع الرئاسي التركي ستتطرق إلى آخر التطورات في سورية من جميع الجوانب، وتقييم الخطوات المشتركة التي يجب أن يتخذها البلدان في سبيل التعافي الاقتصادي، والاستقرار، والأمن المستدام على الأراضي السورية. وأضاف ألطون أن المحادثات ستركّز أيضاً على الدعم الذي يمكن أن تقدمه أنقرة للإدارة الانتقالية والشعب السوري، معرباً عن قناعته بأنّ زيارة أحمد الشرع والوفد المرافق له "ستعزز العلاقات التركية-السورية التي عادت إلى طبيعتها بعد حصول سورية على حريتها".
وخلال مقابلة مع "تلفزيون سوريا" أمس، أكد أحمد الشرع على أنّ سورية لن تُحكم من شخص واحد، بل ستكون دولة قانون ومؤسسات مع فسحة واسعة للحريات تحت مظلة القانون، مع العمل على إعادة تموضعها في محيطها العربي والدولي بما يخدم مصلحة الشعب السوري. وتحدث الشرع عن جهود تشكيل جيش وطني لكل السوريين بدلاً من الجيش السابق الذي قال إنه كان يعاني سابقا من تفكك وولاء لعائلة محددة، كما شدد على ضرورة ضبط السلاح وحصره بيد الدولة، مع الإشارة إلى وجود تفاهمات مع "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) بخصوص هذا الملف، مع الاختلاف على بعض الجزئيات.
وتأتي زيارة الشرع إلى تركيا باعتبارها محطة ثانية بعد زيارته الخارجية الأولى إلى المملكة العربية السعودية التي بدأها أمس الأول الأحد، والتقى خلالها ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان. ونقلت صفحة رئاسة الجمهورية السورية على منصة تليغرام عن الشرع أنه أجرى اجتماعاً مطولاً مع بن سلمان ولمس وسمع من خلاله رغبة حقيقية لدعم سورية في بناء مستقبلها، وحرصاً على دعم إرادة الشعب السوري ووحدة وسلامة أراضيه.
وكان وزير الخارجية التركي هاكان فيدان ورئيس المخابرات التركية إبراهيم قالن قد زارا دمشق بعد إسقاط النظام السوري، في الثامن من ديسمبر/ كانون الأول الماضي، وأجريا محادثات مع القيادة الجديدة. وقال فيدان عقب الزيارة، في 22 ديسمبر، إنه بحث مع الشرع قضية وحدات حماية الشعب الكردية وحزب العمال الكردستاني، مؤكداً أنه "لا مكان لمسلحي حزب العمال الكردستاني ووحدات حماية الشعب الكردية في مستقبل سورية"، واعتبر أنّ المسلحين الأكراد يحتلون أراضي سورية على نحو غير مشروع، مبدياً اعتقاده بأنّ الرئيس الأميركي دونالد ترامب سيتخذ نهجاً مختلفاً بشأن الوجود الأميركي في سورية والشراكة مع المسلحين الأكراد.
