الشرع يعد في أول خطاب له بمؤسسات قوية للدولة السورية الجديدة

منذ ٢ شهور ٤٤

وجّه الرئيس السوري أحمد الشرع، مساء اليوم الخميس، خطاباً إلى الشعب السوري، تحدث فيه عن تسلمه السلطة في البلاد، مؤكّداً العمل على مجلس تشريعي مصغر، وبسط سلطة الدولة على كامل الأراضي السورية. واستهل الشرع خطابه بالتوجه إلى السوريين من النازحين في المخيمات واللاجئين والجرحى والمصابين وعائلاتهم والشهداء والمفقودين، وناشطي الثورة ممن كرّسوا حياتهم من أجل سورية الحرة. وقال في خطابه: "أقف أمامكم اليوم بعد 54 يومًا من تحرّرنا جميعاً، تحرّر سورية من قيود نظام مجرم جثم على صدورنا لعقود. 54 يوماً مرّت على زوال 54 عاماً من أحلك أشكال الحكم الاستبدادي في العالم أجمع". وأضاف: "تحرّرت سورية بفضل الله أولاً، ثم بفضل كل إنسان ناضل في الداخل والخارج، كل إنسان ضحى بروحه ودمه ومنزله وماله وأمنه وأمانه. تحرّرت سورية بالشهداء والمعتقلين والمعتقلات، والمعذبين والمعذبات، والمفقودين والمفقودات، وجميع أمهاتهم الثكالى وأهلهم المكلومين بسبب تضحياتهم وتضحياتكم جميعاً".

وأردف الشرع: "أقف هنا اليوم لنفتح معًا فصلاً جديداً في تاريخ بلدنا الحبيب. انطلق هذا النصر من حناجر المتظاهرين وهتافات المحتجين في الساحات والميادين، انطلق من أنامل حمزة الخطيب وأهازيج المظاهرات وآهات المعتقلين والمعذبين في أقبية تدمر وصيدنايا وفرع فلسطين، واستمر بتضحيات الثوار الذين حرروا أرض سورية رغم سنوات من عذابات الصواريخ والبراميل والكيماوي، فلم ينثنوا ولم ينكسروا". ولفت الشرع إلى أنه تسلم السلطة في سورية بعد مشاورات مكثفة مع الخبراء القانونيين لضمان سير العملية السياسية ضمن الأعراف القانونية وبما يمنحها الشرعية اللازمة. وذكر أنه يخاطب السوريين في فترة مصيرية، كخادم لا حاكم، ساعيًا إلى تحقيق وحدة سورية ونهضتها. وأوضح أن المرحلة الانتقالية جزءٌ من عملية سياسية تتطلب مشاركة "حقيقية لكل السوريين والسوريات في الداخل والخارج لبناء مستقبلهم بحرية وكرامة، دون إقصاء أو تهميش"، لافتًا إلى العمل في الفترة المقبلة على حكومة انتقالية شاملة تعبر عن تنوع سورية برجالها ونسائها وشبابها، وتتولى العمل على بناء مؤسسات سورية الجديدة حتى نصل إلى مرحلة انتخابات حرة نزيهة.

وأكد الشرع أنه انطلاقًا من تفويضه بالمهام الحالية وقرار حلّ مجلس الشعب، سيعلن عن لجنة تحضيرية لاختيار مجلس تشريعي مصغّر عبر عدالة انتقالية حقيقية، بهدف إتمام وحدة الأراضي السورية وفرض السيادة عليها تحت سلطة واحدة وعلى أرض واحدة. أيضاً "بناء مؤسسات قوية للدولة تقوم على الكفاءة والعدل، لا فساد فيها ولا محسوبية ولا رشوة، وإرساء دعائم اقتصاد قوي يعيد لسورية مكانتها الإقليمية والدولية ويوفر فرص عمل حقيقية كريمة لتحسين الظروف المعيشية واستعادة الخدمات الأساسية المفقودة".

وختم الشرع خطابه بالحديث عن سورية كوطن للجميع بحاجة إلى أبنائها كافة، وقال: "يا أبناء سورية الحرة، إن بناء الوطن مسؤوليتنا جميعًا، وهذه دعوة لجميع السوريين للمشاركة في بناء وطن جديد يحكم فيه بالعدل والشورى. معًا سنصنع سورية المستقبل، سورية منارة العلم والتقدم وملاذ الأمن والاستقرار، سورية الرخاء والتقدم والازدهار، سورية التي تمد يدها بالسلام والاحترام، ليعود أهلها إلى وطن عزيز كريم مزدهر آمن مطمئن بإذن الله".

وأعلن الناطق باسم إدارة العمليات العسكرية، العقيد حسن عبد الغني، أمس الأربعاء، تعيين أحمد الشرع رئيساً لسورية في المرحلة الانتقالية، بحيث يقوم بمهام رئاسة الجمهورية العربية السورية، ويمثّلها في المحافل الدولية.  وأكد عبد الغني حلّ جميع الفصائل العسكرية، والأجسام الثورية السياسية والمدنية، ودمجها في مؤسسات الدولة. وأضاف أنه بموجب القرار "يُحَلّ حزب البعث العربي الاشتراكي، وأحزاب الجبهة الوطنية التقدمية، وما يتبع لها من منظمات ومؤسسات ولجان، ويحظر إعادة تشكيلها تحت أي اسم آخر، على أن تعود جميع أصولها إلى الدولة السورية". وجاء ذلك في مؤتمر موسّع من فصائل إدارة العمليات العسكرية وقوى الثورة السورية، عقد مساء أمس الأربعاء.

قراءة المقال بالكامل