كتب- أحمد جمعة:
أثار قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بانسحاب الولايات المتحدة من منظمة الصحة العالمية، مخاوف دولية واسعة من التداعيات المرتقبة لهذا القرار، وما قد يترتب عليه من تأثيرات مباشرة على جهود المنظمة في مجال الصحة العامة حول العالم.
وفي هذا السياق، علقت الدكتورة حنان بلخي، المديرة الإقليمية لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط، على قرار الرئيس الأمريكي قائلة إن "المنظمة تتعامل مع قضية نقد أعمالها بجدية كبيرة للغايةـ ومنذ تعييني في منصبي في بداية فبراير 2024، قمنا بالعديد من الإصلاحات ليس فقط ردًا على الانتقادات، ولكن أيضًا بسبب احتياج المكتب الإقليمي إلى التغيير في بعض أساليب عمله، خاصة في برامج الطوارئ".
وأوضحت بلخي ردًا على مصراوي، أن هناك تغييرات شاملة تجري الآن على مستوى المكتب الإقليمي، بالتوازي مع الإصلاحات الكبرى التي تشمل منظمة الصحة العالمية بشكل عام.
وأكدت أن المنظمة تواصل عملها لتوضيح دورها الأساسي، الذي يتمثل في إعداد التقارير الطبية، ومعرفة مؤشرات المخاطر في الدول المختلفة، وجمع معلومات مهمة تساعد على تقييم الرعاية الصحية في أي دولة أو إقليم، وإيجاد الحلول للتحديات الصحية، وضمان الوصول إلى الرعاية الصحية لجميع الفئات، مع التركيز على تحقيق أهداف التنمية المستدامة.
وأشارت بلخي إلى أن هناك خططًا كبيرة في الأيام المقبلة لزيادة توضيح أعمال منظمة الصحة العالمية وزيادة قدراتها على التعاون مع المنظمات الأخرى والدول الأكثر حاجة للدعم، مضيفة: "نتمنى أن تكون هناك مناقشات مع الإدارة الأمريكية والرئيس ترامب لإعادة توجيه النقد البناء الذي نتخذه من الولايات المتحدة أو أي دولة أخرى".
وتابعت: "نحن منظمة أممية تضم 194 دولة، والتعامل مع النقد جزء من عملنا المستمر، ونعمل دائمًا على إيجاد الحلول لمشاكلنا داخل المنظمة، ونأمل أن نستمر في العمل بتعاون مع الدول الأعضاء والمنظمات الدولية الأخرى التي نتعاون معها منذ أكثر من 7 عقود".
وهذه هي المرة الثانية التي يأمر فيها ترامب بانسحاب الولايات المتحدة من منظمة الصحة العالمية، وهي جزء من الأمم المتحدة معنيّ بصحة الناس في جميع أنحاء العالم، وتعمل على القضاء على الأمراض.
وبرر ترامب قراره بأن "هذه المنظمة أساءت التعامل مع "كوفيد-19" وغيرها من الأزمات الصحية الدولية"، مضيفا أن منظمة الصحة لم تتصرف بمعزل عن "التأثير السياسي غير المناسب للدول الأعضاء فيها" وطالبت بـ"مدفوعات باهظة على نحو غير عادل" من الولايات المتحدة لا تتناسب مع المبالغ التي قدمتها دول أخرى أكبر مثل الصين.
والولايات المتحدة أكبر داعم مالي لمنظمة الصحة، إذ تساهم بنحو 18% من إجمالي تمويلها، وكانت أحدث ميزانية للمنظمة لعامي 2024 و2025 تبلغ 6.8 مليارات دولار.
