تعمل الصين على إعادة هيكلة نظام التعليم العسكري وإنشاء أكاديميات لفروع الخدمة الجديدة، في الوقت الذي يبذل فيه جيش التحرير الشعبي جهوداً حثيثة من أجل التحديث. وبحسب وزارة الدفاع الصينية، فإنّ أكاديمية القوات البرية لجيش التحرير الشعبي الصيني ستتمركز في مدينة هيفاي بمقاطعة آنهوي، وجامعة الهندسة لقوة دعم المعلومات لجيش التحرير الشعبي الصيني في مدينة ووهان بمقاطعة هوبي، وجامعة الهندسة لقوة الدعم اللوجستي المشتركة لجيش التحرير الشعبي الصيني في تشونغتشينغ.
وقال المتحدث باسم الوزارة جيانغ بين، أمس الخميس، إنّ هذه الأكاديميات ستفتح باب القبول للمتقدمين من خريجي المدارس الثانوية، وسيتم الإعلان عن برامج القبول وتسجيل الطلاب في إشعارات المتابعة. وأضاف أنّ هذه المبادرة جاءت للتكيف مع احتياجات إعادة هيكلة الخدمات العسكرية وتدريب المواهب العسكرية، وستوفر المعاهد الجديدة لفروع الخدمة الجديدة لجيش التحرير الشعبي الصيني قوة دعم المعلومات، وقوة الدعم اللوجستي المشتركة، وقنوات متميزة لتجنيد خريجي المدارس الثانوية بشكل مباشر، وتعزيز مجموعة المواهب لديهم وتدريب الأفراد على احتياجاتهم.
هذا، ومن المقرر أن تتولى قوة الأمن الداخلي تنسيق إدارة شبكات الجيش وأنظمة الاتصالات، في حين تتولى قوة الخدمات اللوجستية المشتركة دمج نظام اللوجستيات التابع لجيش التحرير الشعبي في جميع أنحاء البلاد لدعم العمليات المشتركة السريعة. وتعمل المؤسسات الجديدة على إعادة تنظيم أو دمج بعض الأكاديميات الموجودة لجيش التحرير الشعبي الصيني، وخاصة تلك التابعة للقوات البرية لجيش التحرير الشعبي الصيني.
وبحسب وزارة الدفاع، ستجمع أكاديمية الخدمة للقوات البرية بين أكاديمية القوات المدرعة وأكاديمية المدفعية والدفاع الجوي التابعة لقوة جيش التحرير الشعبي الصيني، بينما ستقوم جامعة الهندسة التابعة لقوة الدعم اللوجستي المشتركة بدمج أكاديمية اللوجستيات التابعة لقوة الدعم اللوجستي المشتركة وجامعة النقل العسكري، بما في ذلك كلية تدريب السيارات التابعة لها. وتتكون جامعة هندسة قوة دعم المعلومات من قسم المعلومات والاتصالات في الجامعة الوطنية لتكنولوجيا الدفاع وكلية الاتصالات التابعة لجامعة هندسة الجيش (القوات البرية).
وبعد إعادة الهيكلة، سوف تستمر قوات جيش التحرير الشعبي الصيني في تشغيل العديد من الأكاديميات الأخرى، بما في ذلك كلية القيادة، وجامعة الهندسة، وكلية المشاة، وأكاديمية العمليات القتالية الخاصة، وأكاديمية سلاح الطيران بالجيش، ومعهد الدفاع النووي والبيولوجي والكيميائي (للأسلحة النووية والبيولوجية والكيميائية)، وجامعة الطب العسكرية.
يُشار إلى أنه منذ عام 2016، خضع جيش التحرير الشعبي الصيني لعملية إصلاح هيكلية لإعادة تشكيل البناء العسكري الصيني وتحسين كفاءته ليتناسب مع الحرب الحديثة والتكنولوجيا الفائقة بحلول عام 2027، كما حلّ جيش التحرير الشعبي قوة الدعم الاستراتيجي التابعة له في إبريل/ نيسان 2024، ودشن وحداته الوظيفية - قوة الأمن الداخلي، وقوة الفضاء الجوي العسكرية، وقوة الفضاء الإلكتروني - باعتبارها فروع خدمات مستقلة تابعة للجنة العسكرية المركزية. وجميعها قوات ميدانية تابعة لوحدات العمليات، إلى جانب قوة الدعم الاستراتيجي المشتركة، التي أُنشئت عام 2016.
تاريخياً، عُرف عن الصين أنها صاحبة أكبر جيوش العالم عددياً، إذ بلغ تعداد الجيش الصيني حالياً حوالي 2.3 مليون جندي، وقد أُخذ عليها خلال العقود الماضية اهتمامها بالكمّ على حساب الجودة؛ أي أنها لم تلق بالاً لمسألة التحديث العسكري، وظل جيشها لعقود طويلة غير مؤهل في العتاد والقدرات القتالية، فضلاً عن أن آخر حرب خاضها الجيش الصيني كانت ضد فيتنام في عام 1979. لكن مع وصول الرئيس الحالي شي جين بينغ إلى السلطة في عام 2013، اختلف الأمر تماماً، إذ أطلق عملية تحديث ترسانة الصين العسكرية بصورة شاملة. وشهدت هذه العملية خطط بناء وإصلاحات كبيرة، كان أبرزها: خفض قوات الجيش في مقابل الاعتماد على التكنولوجيا العسكرية، وزيادة موازنة الدفاع، وتعزيز القدرات القتالية.
