قال فرهاد علاء الدين مستشار رئيس الوزراء العراقي للعلاقات الخارجية اليوم الأربعاء، إن الاستثناء الذي أكدته الولايات المتحدة في ما يتعلق بواردات العراق من الغاز الإيراني لم يتم إلغاؤه ولا يزال سارياً، بينما ألغي الاستثناء الخاص باستيراد الكهرباء.
وأكد متحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية أن إدارة الرئيس دونالد ترامب ألغت يوم السبت الماضي، إعفاء من العقوبات يسمح للعراق منذ عام 2018 بدفع ثمن الكهرباء لإيران، بينما تواصل واشنطن سياسة "أقصى الضغوط" على طهران. لكن تجارتهما الأكبر بكثير عبر الحدود هي الغاز. وتحصل بغداد حالياً على نحو 50 مليون متر مكعب من الغاز يوميا من إيران بحسب احتياجاتها بموجب تمديد اتفاق مدته خمس سنوات وُقع في مارس/آذار 2024. وقال مسؤولو طاقة عراقيون إن بغداد تدفع ما بين أربعة وخمسة مليارات دولار سنوياً لإيران مقابل استيراد الغاز.
وشدد المتحدث باسم الحكومة العراقية، باسم العوادي الأحد الماضي، أن العراق لم يبلغ رسمياً بإنهاء الإعفاءات على الغاز الإيراني المستورد، وأشار الى أن الحكومة وضعت سيناريوهات لمواجهة أي تطورات بهذا الخصوص. وقال علاء الدين لقناة تلفزيونية محلية، إن "استثناء الغاز ما ملغي، هو موجود.. الاستثناء اللي صار له إلغاء هو استثناء الكهرباء". وذكر علاء الدين أن معظم محطات الكهرباء العراقية تعمل بالغاز القادم من إيران، إذ يتم توليد 43 % تقريباً من الكهرباء في العراق بالغاز المستورد من إيران.
وقال القائم بالأعمال الأميركي في بغداد دانييل روبنشتاين، الأحد، إن استيراد العراق الغاز الطبيعي من إيران لا يزال خارج منظومة العقوبات الأميركية، وذلك وفقاً لبيان صادر عن المكتب الإعلامي لرئيس اللجنة المالية في مجلس النواب العراقي عطوان العطواني الذي التقى روبنشتاين في بغداد.
وأكد علاء الدين أن الولايات المتحدة تشجع بغداد على الحصول على الغاز من مصادر أخرى. وتابع "ما تقوله الإدارة الأميركية... نوّعوا من مصادر الاستيراد. روحوا... لدول (أخرى)". وقال رئيس شركة غاز الجنوب العراقية لوكالة رويترز أول من أمس الاثنين، إن العراق يتطلع إلى قطر وسلطنة عمان على أنها خيارات محتملة لشراء الغاز بدلاً من إيران بعد تحرك الولايات المتحدة لمنع واردات العراق من الكهرباء من إيران.
ورغم ثروته من النفط والغاز، يعاني العراق منذ عقود نقصاً في الكهرباء بسبب الحروب والفساد وسوء الإدارة، وأصبح يعتمد بشكل كبير على الغاز المستورد من إيران، إضافة إلى الكهرباء التي يتم استيرادها مباشرة منها، لتلبية احتياجاته من الكهرباء.
(رويترز، العربي الجديد)
