عبّر وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين، اليوم الأربعاء، عن تفاؤله بنتائج استضافة بغداد القمة العربية المفترض انعقادها السبت المقبل، مؤكداً أن الدول العربية قدّمت رؤيتها بخصوص جدول أعمالها، وأن مخرجاتها ستتضمن قرارات بشأن غزة وسورية.
وتتصدر ملفات العدوان المستمر للاحتلال الإسرائيلي على غزة والضفة الغربية، ولبنان وسورية جدول أعمال القمة العربية. وكان دبلوماسي عراقي في وزارة الخارجية، قد أكد في وقت سابق لـ"العربي الجديد"، أن اجتماعاً لوزراء الخارجية العرب سيعقد قبل موعد القمة بيوم واحد في بغداد للتفاهم على ما سيُطرَح، وعلى البيان الختامي للقمة. وأعرب عن ثقته في أن القمة ستخرج بـ"موقف عربي مُعتبر" تجاه "الكيان الصهيوني واستمرار جرائمه"، على حد تعبيره.
وقال حسين، خلال مؤتمر صحافي عقده في بغداد، إن "القمة العربية ستكون فعالة ونوعية، ونقاشاتها واقعية، وأن اللجنة التحضيرية للقمة العربية في بغداد أنجزت عملاً كبيراً"، لافتاً إلى أن "مشاركة القادة والمسؤولين بهذه الظروف الاستثنائية، تؤكد رغبتهم بتوحيد الموقف العربي بما يخدم الأمة العربية وتنميتها ورفاهيتها، ودعم بغداد ودورها الفاعل بالمنطقة". وأكد أنّ "اجتماع مجلس الجامعة العربية على المستوى الوزاري سيرفع مقرراته للقمة، ويوم القمة ستكون هنالك جلستان صباحاً على مستوى القمة والثانية للقمة التنموية الخامسة، فيما سيصدر عن القمتين إعلان بغداد، من بينه الوقف الفوري لما يجري في غزة".
وأشار إلى أن "الدول العربية الشقيقة قدّمت رؤيتها في البنود المطروحة للمناقشات أثناء القمة، ومن المؤمل أن تطرح مبادرات سياسية لتأسيس المركز العربي لمكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة والمخدرات وإعادة الإعمار". وأكد أن "الإعلان عن رفع العقوبات عن الشعب السوري خطوة مهمة، وما يحدث في الرياض وسيحدث في بغداد هي مرحلة تكاملية، وأن قمة السعودية ليست بديلاً عن قمة بغداد والعكس صحيح"، في إشارة إلى القمة الخليجية الأميركية التي استضافتها الرياض اليوم الأربعاء، وسبقها لقاء بين الرئيسين الأميركي دونالد ترامب، والسوري أحمد الشرع، الذي يبدو أنه سيغيب عن قمة بغداد. وقال: "لم أرَ في الكثير من القمم حضور جميع الرؤساء، إلا أن قمة بغداد ستصدر عنها قرارات تخص الوضع السوري ووضع الدول العربية بنحو عام".
وأضاف أن "20 منظمة عربية تشارك في هذه القمة، فضلاً عن ممثلي منظمات دولية، بينهم الأمين العام للأمم المتحدة والأمين العام لدول التعاون الإسلامي، وضيف الشرف رئيس وزراء إسبانيا، فضلاً عن نحو 300 صحافي من المؤسسات العراقية و200 من الصحافة الدولية، حيث منحت 1000 سمة دخول للحاضرين في القمة"، مبيناً أن "16 اجتماعاً للجنة الإدارية العليا للقمة العربية عُقد في بغداد".
وكانت بغداد قد قررت حظر التظاهر والتجمع يوم انعقاد القمة العربية في السابع عشر من هذا الشهر، كما منحت الأجهزة الأمنية صلاحيات المرونة في التعديل والتحديث على خطة أمن العاصمة. وعلى خلاف ما كان يخشاه سكان بغداد، لن يكون هناك حظر للتجوال، كما لم تنفذ قوات الأمن أي حملات اعتقال "وقائية"، على غرار ما حدث في القمة الأخيرة التي استضافتها بغداد سنة 2012، إبان حكومة نوري المالكي، وأدت إلى اعتقال آلاف المواطنين الذين ما زال قسم منهم مجهول المصير لغاية الآن.
