وصلت دفعة جديدة من الأسر العراقية الموجودة داخل مخيم الهول السوري إلى محافظة نينوى شمالي العراق، وسط إجراءات أمنية مُشدّدة، فيما أكدت مصادر أمنية ببغداد، لـ"العربي الجديد"، أن "نقل تلك الأسر تمّ بعد تدقيق سجلاتهم الأمنية من قبل الأجهزة الأمنية والاستخباراتية المختصة.
وتعمل الحكومة العراقية على إعادة مئات العائلات العراقية الموجودة في مخيم الهول تدريجياً، فتنقل دفعات منها في محطات زمنية متقاربة إلى مخيم الجدعة الواقع في محافظة نينوى المجاور لمحافظة الحسكة السورية، ليتابع أفراد تلك العائلات دورات تأهيل نفسي واجتماعي وتعليمي، قبل السماح لهم بالعودة إلى منازلهم في مدنهم الأصلية التي تركوها قبل احتلال تنظيم داعش في عام 2014.
وقالت مصادر أمنية عراقية، لـ"العربي الجديد"، إن "161 عائلة بواقع 607 أشخاص عراقيين وصلوا من مخيم الهول إلى العراق برا بتنسيق من قوات التحالف الدولي مع قوات قسد، واستقرت في مخيم الجدعة جنوبي مدينة الموصل، وسط إجراءات أمنية مشددة". وأضافت أن "عملية نقل تلك العوائل من مخيم الهول السوري، تمت بعد إجراء تدقيق أمني على الأشخاص العائدين، وبعد التدقيق تم نقلهم لعدم وجود أي متورط فيهم بالأعمال الإرهابية، وهؤلاء الأشخاص سيبقون داخل مخيم الجدعة من أجل الخضوع لدورات تأهيل نفسي واجتماعي وتعليمي بإشراف أممي ودولي قبل عملية إعادة دمجهم في المجتمع من جديد".
وكشفت المصادر أن "الأيام المقبلة ستشهد نقل دفعة جديدة من الأسر العراقية من مخيم الهول السوري إلى مخيم الجدعة داخل الموصل، ويبلغ عددهم ما يقارب 800 شخص أغلبهم من النساء، ويجري التنسيق في ذلك مع كل من التحالف الدولي وقوات سورية الديمقراطية، والهدف من ذلك إفراغ المخيم السوري من العوائل العراقية".
وأفاد مستشار الأمن القومي العراقي قاسم الأعرجي، في وقت سابق، بأنّ قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب تخفيض المساعدات الخارجية يعوق عملية استعادة العراق مواطنيه من مخيم الهول الواقع جنوبي محافظة الحسكة السورية، بحلول نهاية العام الجاري.
عضو لجنة الأمن والدفاع في البرلمان العراقي مهدي تقي قال لـ"العربي الجديد"، إن "العراق منذ سنوات طويلة يشعر بخطر وتهديد مخيم الهول السوري، ولهذا يسعى إلى تفكيكه عبر جهود دولية وأممية، ويعمل منذ فترة على نقل كافة مواطنيه العراقيين حصرا إلى مخيم الجدعة داخل مدينة الموصل".
وأكد تقي أن "العراق مازال يعتبر مخيم الهول قنبلة موقوتة قرب حدوده خاصة بعد التطورات الأخيرة في الساحة السورية، ولهذا يعمل بشكل عاجل على نقل كافة مواطنيه والتحرك نحو المجتمع الدولي لإلزام الدول الأخرى على سحب مواطنيها منه، خاصة في ظل وجود قيادات إرهابية داخل هذا المخيم وفق تقارير أمنية واستخباراتية عراقية وأجنبية".
وأضاف عضو لجنة الأمن والدفاع البرلمانية، أن "العراق مازال يشدد من إجراءاته العسكرية على كامل حدوده مع سورية، وهذا التشديد سيبقى مستمراً إلى حين عودة الاستقرار والهدوء داخل الساحة السورية، وحالة الإنذار القصوى مستمرة إلى إشعار آخر على كامل الشريط الحدودي".
وفي نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، أكد رئيس بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق (يونامي)، محمد الحسّان، أن البعثة الأممية وضعت ملف إعادة العراقيين من مخيم الهول السوري من ضمن أولويات برنامجها. ويقبع الآلاف من مسلحي تنظيم "داعش"، بـ"سجن غويران". ويدفع هذا لمخاوف عراقية من الاختلالات الأمنية التي قد تحصل في الشمال الشرقي السوري الواقع تحت سيطرة "قسد"، وما قد ينتج عنه من مشاكل وتهديدات مرتبطة بمصير مسلحي التنظيم المحتجزين عند "قسد"، أو بالمخيم الذي يضم أكثر من 42 ألف شخص، غالبيتهم نساء وأطفال، ومن نحو 16 دولة أجنبية وعربية.
