اتخذ نادي الفيصلي الأردني موقفاً مشرفاً يُجسد الوفاء لفلسطين، برفض التعاقد مع لاعب مرتبط اسمه بإسرائيل، وهو ما أكده مدرب الفريق الشهير، جمال أبو عابد (60 عاماً)، عبر ظهور تلفزيوني. وجاءت الخطوة لتؤكد عمق العلاقة بين نادي الفيصلي، والأندية الأردنية عموماً، والقضية الفلسطينية، خاصة بعد العدوان السافر على غزة من قِبل جيش الاحتلال الإسرائيلي، وكذلك الضفة الغربية ولبنان.
واعترف المدرب الأردني بأنه كان يأمل في تعزيز الصفوف بلاعبين أُعجب بهم شخصياً، لإيمانه بأنهم يخدمون مشروعه الرياضي في الفريق، لكنه تراجع عن التعاقد مع أحد الأسماء، تضامناً مع فلسطين، قائلاً: "يوجد لاعب أعجبني بصراحة، لكن أوقفنا الصفقة، لأنه لعب في إسرائيل، وخاض آخر تجربة هناك، وهذا ما رفضناه، خاصة في الظرف الحالي".
وأضاف جمال أبو عابد: "النادي الفيصلي معروف، وهذه القضية يعتبرها خطاً أحمر، وعندما تباحثت الأمر مع نائب الرئيس، أحمد وريكات، خرجنا بقرار موحد وهو الرفض، والجميع رفض الفكرة في النادي بالتأكيد. من غير المعقول أن يثير الوسيط (الذي عرض اللاعب) مشاعر المشجعين على المدرب، فأقول له إنه ليس حريصاً على النادي أكثر منا، فهدفنا الوحيد هو أن يكون في الوضع المثالي".
وتلقى المدرب الأردني الشهير ونادي الفيصلي إشادة واسعة في الأردن وخارجه، باعتبار أن القرار كان شجاعاً، ويحمل معاني الإنسانية في ظروف صعبة، رغم توقف إطلاق النار، وهي مبادئ يتصف بها الفريق ويظهرها في كل مرة تتعرض فيها غزة للاعتداءات، سواءً عبر الجهات الرسمية أو من المشجعين في المدرجات وخارجها، مما يزيد من قيمة القرار ويؤكد العلاقة المميزة، التي تجمع الفريق ومحيطه بدولة فلسطين.
وكان النادي الفيصلي من أول الأندية العربية المتضامنة مع الشعب الفلسطيني، ولم ينسَ الاحتفال وتهنئته بعد إعلان الهدنة الأخيرة، ولا يتأخر المسؤولون فيه عن إيصال صوت المظلومين في فلسطين بمختلف الطرق المتاحة، كما لا يزال على هذا العهد بتجاوزه مصالحه الشخصية، عبر رفض لاعب أُعجب المدرب بخدماته من أجل المصلحة العامة للمظلومين في فلسطين، ولو بالشيء القليل.
