تعمق الفلاسفة في الغرب في مفهوم ودلالات المادية منذ القرن السابع عشر، وذلك عندما تحدث المفكر الأمريكي "بنجامين فرانكلين" في الولايات المتحدة الامريكية عن دور العمل في التقرب إلى الله، وضرورة قيام الفرد بنبذ الإسراف والتبذير واللهث وراء الثروات باعتبار هذا النهج يمثل خطيئة روحية ولا يساعد على تطهير الإنسان من آثامه. وجاء من بعده الفيلسوفان والمفكران الألمانيان " فريدريش هيجل"و"فيورباخ" ليناقشا المادية الجدلية التي تتأسس على قوانين "الديالكتيك"؛ فالفكر هو نتاج المادة، أي نتاج العقل. والمادة موجودة بشل مستقل عن وعي الإنسان.
أما المفكر الألماني " كارل ماركس" فقد قلب مادية "هيجل " رأساً على عقب إذ رأى أن المادية هي أساس الصراع التاريخي. وأن التاريخ هو صراع مادي بين الطبقات، كما أن القيم الاجتماعية والنظم السياسية والأديان هي بنى فوقية تعكس الواقع الطبقي المادي المعاش. ويتماشى هذا التفكير مع النزعة المادية لتفسير التاريخ المتناقض مع النزعة المثالية.
وبالطبع رفض أصحاب الفلسفة المثالية هذا الفكر، حيث رأوا أن الفكر والروح لهما الأولوية على المادة، وأن المادة هي انعكاس لوعي الإنسان.
