المتمردون يتقدمون شرقي الكونغو الديمقراطية وسط تقارير عن جرائم إعدام

منذ ٢ شهور ٣٦

قالت الأمم المتحدة، الجمعة، إن المتمرّدين المدعومين من رواندا يوسعون وجودهم سريعاً في شرق الكونغو الديمقراطية بعد الاستيلاء على مدينة غوما، المدينة الرئيسية في المنطقة، وأعربت عن مخاوفها بشأن عمليات إعدام نفذها المتمردون بعد تصعيد كبير لتمردهم المستمر منذ سنوات.

وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك إن منظمة الصحة العالمية وشركاءها أجروا تقييماً مع حكومة الكونغو في الفترة من 26 إلى 30 يناير/ كانون الثاني "وذكروا أن 700 شخص قد قتلوا وأصيب 2800 شخص" في غوما ومحيطها، مشيراً إلى أنه من المتوقع أن تتزايد هذه الأرقام مع توفر المزيد من المعلومات.

بدوره، لفت رئيس قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة جان بيير لاكروا، في مؤتمر صحافي الجمعة، إلى أن المتمردين الآن على بعد نحو 60 كيلومتراً (37 ميلاً) من بوكافو عاصمة إقليم جنوب كيفو، و"يبدو أنهم يتحركون بسرعة كبيرة". وحذرت المفوضية السامية للأمم المتحدة لحقوق الإنسان في وقت سابق من يوم الجمعة من تفاقم الصراع وتسببه في أزمة حقوق إنسان، وسط تقارير بشأن تصاعد العنف الجنسي.

وقالت المفوضية التي تتخذ من جنيف مقراً لها إنها تلقت تقارير من العاصمة الإقليمية غوما، ومن مناطق قتال في إقليم جنوب كيفو، بشأن حالات اغتصاب جماعي. وأضافت المفوضية في بيان: "نتحقق من تقارير بشأن اغتصاب القوات الكونغولية في جنوب كيفو 52 امرأة، بما في ذلك تقارير مزعومة عن حالات اغتصاب جماعي"، مشيرة إلى أن هذا العنف ليس بجديد. وأوضحت المفوضية أن "العنف الجنسي المرتبط بالصراع كان سمة مروعة للصراع المسلح في شرقي جمهورية الكونغو الديمقراطية منذ عقود".

إلى ذلك، عقدت مجموعة تنمية الجنوب الأفريقي اجتماعاً طارئاً لبحث الاشتباكات في الكونغو الديمقراطية بين قوات الحكومة ومتمردين، ودعت إلى التهدئة والحوار. ونُظمت القمة الجمعة في هراري عاصمة زيمبابوي، والتي تتولى الرئاسة الدورية للمجموعة، وحضرها رؤساء ورؤساء حكومات وممثلين من دول المجموعة.

ومجموعة تنمية أفريقيا الجنوبية منظّمة دولية تتكون من 14 دولة أفريقية، بينها زيمبابوي، موزامبيق، بوتسوانا، زامبيا، وأنغولا، وتهدف إلى زيادة التعاون بينها. وفي بيان ختامي، أعربت المجموعة عن إدانتها الشديدة للهجوم الذي شنته حركة "23 مارس" المتمردة على بعثة المجموعة، ما أسفر عن مقتل 13 جندياً من جنوب أفريقيا، و3 جنود من مالاوي. ودعت المجموعة جميع الأطراف في الكونغو الديمقراطية لوقف إطلاق النار، والحوار السياسي.

والخميس، أعلنت "حركة 23 مارس" المتمردة أنها سيطرت على مدينة غوما. ومنذ بداية العام الجاري، نزح أكثر من 400 ألف شخص بسبب الاشتباكات العنيفة المستمرة بين حركة "23 مارس" وقوات الأمن شرق البلاد. وبعد أن سيطرت على العديد من القرى والبلدات في المنطقة، فرضت "23 مارس" أخيراً حصاراً على مدينة غوما. و"23 مارس" تُعرف أيضاً باسم "جيش الكونغو الثوري"، وتأسست بعد انهيار اتفاق السلام الموقع في 23 مارس/ آذار 2009، ومعظم أفرادها من قبيلة "التوتسي" التي ينتمي إليها الرئيس الرواندي بول كاغامي. وتتهم الأمم المتحدة وجمهورية الكونغو الديمقراطية، رواندا بدعم حركة "23 مارس"، وهو ما تنفيه الأخيرة.

(أسوشييتد برس، الأناضول)

قراءة المقال بالكامل