بي بي سي
تناولت عناوين الصحف التي نعرضها لكم الأحد، أبرز ما ورد على الساحة الإقليمية والدولية بدءاً من المحادثات الأمريكية الإيرانية ومساع التوصل إلى اتفاق كما ورد في تحليل لصحيفة هآرتس الإسرائيلية، بينما تحدثت صحيفة موندويس الأمريكية عمّا تواجهه السياسة الإسرائيلية من انقسامات في ظل عدم التوصل لوقف إطلاق نار في غزة. وأخيراً يتناول مقال علمي على صحيفة الغارديان قصة كويكب يوفر مكونات هامّة للحياة على الأرض، وقد يؤشر على حياة في عوالم أخرى.
نبدأ من ما نشرته صحيفة هآرتس، حيث عنون الكاتب تسفي برئيل تحليلاً بعنوان "مع تقدم المحادثات النووية بين الولايات المتحدة وإيران، ستكون المرحلة التالية هي التحدي الحقيقي الأول". فأين يكمن هذا التحدي؟
يجيب الكاتب: أن الجولة الثانية من المحادثات بين وفدي الجانبين الأمريكي والإيراني التي انعقدت في روما السبت الماضي 19 أبريل/ نيسان، لم تُثرِ الآمال فحسب، بل مهدت الطريق لتحقيق الأهداف المأمولة من المحادثات، وسط ما أشيع عن الأجواء الجيدة خلال المحادثات التي وُصفت بالفعالة، على الأقل وفق التقارير التي وردت إيران، ويستند لها الكاتب في تحليله السياسي.
لكنه يقول إن المرحلة الأصعب والأكثر تعقيداً "تقترب الآن"، حيث تمضي المفاوضات إلى المستوى التالي، وتنتقل "من مناقشة الإطار العام إلى دراسة التفاصيل الفنية". وهي المرحلة المقرر عقدها يوم الأربعاء في عُمان بين مجموعات العمل تمهيداً لجولة المحادثات الثالثة السبت. وهي مرحلة يصفها الكاتب بمرحلة التفاصيل، "حيث تكمن الشياطين" على حد تعبيره.
في هذه المرحلة "يستعرض الطرفان نتائج المناقشات المهنية ويقرران مستقبل العملية الدبلوماسية"، يقول الكاتب.
ويوضح برئيل أنه في ظل تضارب تصريحات الإدارة الأمريكية حول مصير النووي الإيراني، بين الاكتفاء بتقييد تخصيب اليورانيوم دون تفكيك البرنامج النووي، أو التدمير الكامل لبرامج إيران النووية والصاروخية الباليستية، فقد "نجد مؤشراً على مسار المفاوضات في تصريحات وزارة الخارجية العمانية يوم السبت، وجاء فيها أن المحادثات تهدف إلى التوصل إلى اتفاق عادل ودائم وملزم... لضمان خلو إيران تماماً من الأسلحة النووية والعقوبات، مع الحفاظ على قدرتها على تطوير الطاقة النووية للأغراض السلمية".
ويلفت الكاتب إلى شروط إيران التسعة الأساسية لإجراء المفاوضات من أبرزها، "الجدية، والضمانات الأمريكية الملموسة، والتوازن، وتخفيف العقوبات، ورفض النموذج الليبي، ووقف التهديدات الأمريكية، والتقدم السريع، واحتواء الجهات الفاعلة المزعزعة للاستقرار مثل إسرائيل، وتسهيل الاستثمار الأجنبي".
يشير مقال هآرتس إلى أنه رغم انعدام الثقة العميق بين طهران وواشنطن، إلا أن الجانبين اتخذا "قراراً استراتيجياً ببدء جهد دبلوماسي قائم على قاسم مشترك، وهو تجنب الحرب".
ويستنتج المقال أنه "ظاهرياً تُعتبر هذه الحرب تهديداً أحادي الاتجاه من قِبل الولايات المتحدة وإسرائيل ضد إيران، ولكن من الممكن الاستنتاج من تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن التهديد ثنائي الاتجاه".
ويوضح الكاتب تسفي برئيل رأيه بالقول "ترامب، الذي يسعى لفصل بلاده عن مناطق الحرب العالمية، بدأ بسحب القوات الأمريكية من سوريا، وأعلن بوضوح تخليه عن جهود الوساطة في أوكرانيا"، ويضيف أنه "وفقًا لصحيفة نيويورك تايمز، فإن ترامب عرقل الخطط الإسرائيلية لضرب إيران".
ويؤكد برئيل بناء على ما سبق أن ترامب ليس متحمساً، في الوقت الحالي، لحرب جديدة ضد إيران، لأنه، على عكس الحرب الروسية الأوكرانية، من المحتمل أن تكون الولايات المتحدة طرفاً فاعلاً في حرب ضد إيران وقد تتكبد خسائر، وفق ما يرى الكاتب.
ويلفت إلى أن هذه "المفاوضات الثنائية لها صفة خاصة بأنها تجمع بين إدارة ترامب والنظام الإيراني، دون دعوة الشركاء الأوروبيين، الذين وقّعوا الاتفاق النووي الأصلي عام 2015، كما أن الصين وروسيا لم تشاركا في المفاوضات أيضاً" والأهم من ذلك كله، "أن إسرائيل ليست حتى مراقباً في المحادثات" وأنها "مُضطرة للاكتفاء بإرسال مدير الموساد ديفيد بارنيا ووزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر إلى روما للقاء المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف، بشكل شبه سري، لمحاولة عرض مطالبها". وفق ما يقول.
يخلص الكاتب إلى أنه من المتوقع أن "تُشكّل هذه المحادثات منصةً لعرض إنجازات ترامب، في وقت سيُسلّط فيه الضوء على الاختلافات الرئيسية بين الاتفاق النووي الأصلي الذي وقّعه خصمه اللدود الرئيس السابق باراك أوباما، واتفاق ترامب الذي سيمهد الطريق للجائزة الكبرى".
لكن وبحسب الكاتب فإن إيران أيضاً "تحتاج إلى نموذجٍ يُحتذى به، وستسعى جاهدةً لتقديم أي اتفاقٍ على أنه لا يختلف جوهرياً وتفصيلياً عن الاتفاق الأصلي، وستحصل، كمكافأةٍ إضافية، على ضمانٍ لتنفيذه والالتزام بالتعهدات هذه المرة من ترامب نفسه الذي انسحب من الاتفاق الأصلي".
