«المحلف رقم٢».. للعملاق كلينت إيستوود ولماذا يحاولون دفنه؟!

منذ ١ شهر ٣٤

المتمرد والعملاق الأمريكي كلينت إيستوود مرت مسيرته بعدد من الإخفاقات بين كل نجاح وآخر، تماماً كما هى الحياة، صعود وهبوط، مثل دقات القلب، لكن المهم كيف يتعلم الناس أن ينهضوا بعد السقوط، وكيف يريدون أن ينهوا حياتهم على خشبات مسرح الحياة.

قدم إيستوود فيلمه «بكاء ماتشو»، تمثيلاً وإخراجاً، عام ٢٠٢١. كان واضحاً أنه أصبح هرماً جداً، فرغم يقظة العقل، وجاذبية لايزال يتمتع بها، كانت الأقدام تهتز، والكلمات كذلك، وهو ما كان يأخذني من أحداث الفيلم فأتأسف على ما تفعله السنون بالإنسان. ورغم التقطيع المتعدد في أحجام اللقطات أثناء التصوير ثم المونتاج لتفادي فضح الأخطاء الناجمة عن كبر سنه، ورغم جودة الموضوع لكنه لم يكن أبداً في مستوى أعماله، واْستقبل سلبياً على المستوى النقدي والجماهيري.

لم يقبل المتمرد الأمريكي أن يختتم مسيرته بعمل لا يُحتفى به، لم يقبل أن تكون تغريدته الأخيرة على المسرح بهذا المستوى أبداً. إنه لا يقبل بالأعذار، ولا يعترف بعقدة الذنب في حياته الخاصة، من ثم يُفسر البعض قسوته في التعامل. لكن ربما أفاده هذا المنهج في التفكير بألا يقبل بالضعف. من هنا، قبل أن يمر عامين بدأ تصوير «المحلف رقم ٢» Juror #2، هذه المرة ابتعد عن التمثيل وأسند البطولة لوجه ليس من النجوم البارزين لدرجة أن الممثل نيكولاس هولت تخيل أن السيناريو جاءه عن طريق الخطأ.

اكتفى إيستوود بالاخراج والشراكة في الإنتاج مع«وارنر بروس» التي أنتجت له أعماله على مدار عقود.
المفاجأة، أن الشركة المنتجة طرحت الفيلم - بدون أي خطة ترويجية أو ميزانية تسويقية - في أقل من خمسين دار عرض بفترة محدودة جداً، ورفضت تمديد عرضه رغم تحقيق إيرادات تجاوزت العشرة مليون في الفترة القصيرة، ورغم الاحتفاء النقدي والجماهيري للفيلم، فقد حصل على تقيمات بلغت ٩٣٪، ونال أربعة جوائز نقدية من دول مختلفة، وامتدحه المخرج المكسيكي ديل تورو - صاحب عدد من جوائز أوسكار عن فيلمه «ذا شيب أوف ووتر» - «شكل الماء»، قائلاً: الفيلم رائع، وعار عليهم ألا يٌمددوا عرضه. بينما في فرنسا وبالتزامن مع عرضه فيلمه في الصالات الفرنسية أصدرت صحيفة «لوفيغارو» اليومية عدداً خاصاً عنه بعنوان: كلينت إيستوود: آخر العمالقة»، في حين استنكرت صحفاً ومجلات أمريكية عدم تمديد عرض الفيلم، وعدم وضع خطة ترويجية له، وقصر عرضه على أحدى المنصات المحدودة «ماكس»، وهى منصة غير متاحة لجميع دول العالم ومنها منطقتنا العربية والشرق الأوسط. اكتشفت ذلك بعد أن دفعت ثمن الاشتراك مرتين حتى أشاهد الفيلم. مع ذلك تمكنت من مشاهدته بجودة عالية بفضل بعض السينفيليين من أصحاب مبدأ «الثقافة حق مجاني للجميع».


«المحلف رقم٢».. للعملاق كلينت إيستوود ولماذا يحاولون دفنه؟!
قراءة المقال بالكامل