المحليات منخفضة السعرات: هل تزيد خطر الإصابة بجلطات الدم؟

منذ ١ شهر ٤٦

يعتبر الإريثريتول من المحليات منخفضة السعرات الحرارية الموجود بشكل شائع في منتجات الأطعمة والمشروبات الغذائية منخفضة السعرات الحرارية والخالية من السكر، خاصة تلك التي يتم تسويقها لنظام الكيتو، وقد توصلت دراسة حديثة إلى وجود صلة بين المُحلي الصناعي "إريثريتول" وزيادة خطر الإصابة بجلطات الدم، فما حقيقة ذلك؟

بحثت دراسة جديدة نشرت في مجلة Nature Medicine، وأجريت على أشخاص أصحاء لديهم وظائف كلى طبيعية شارك فيها 20 متطوعاً بمتوسط عمر نحو 30 عاماً بما في ذلك الذكور والإناث. وبعد الصيام طوال الليل، شرب عشرة مشاركين ماءً مخلوطاً مع السكر (30 غراماً من الغلوكوز)، بينما تناول العشرة الآخرون مزيجاً من الماء ومحلي الإريثريتول (30 غراماً)، وأخذت عينات من الدم مرة قبل شرب المحلول السكري ومرة أخرى بعد 30 دقيقة من تناوله.

أظهرت النتائج أن المشاركين الذين تناولوا الماء المحلى بالإريثريتول لوحظت لديهم زيادة كبيرة في تراكم الصفائح الدموية (التكتل) عند التعرض لمحفزات معينة وزيادة في العلامات المحددة التي تطلق من الصفائح الدموية، بينما لم يكن هناك أي تغييرات في تفاعلات الصفائح الدموية بعد استهلاك الغلوكوز، مما يؤكد تأثير الإريثريتول على وظيفة الصفائح الدموية.

وعلى الرغم من أن الدراسة كانت صغيرة وفحصت آثار جرعة واحدة فقط بعد فترة وجيزة من الاستهلاك، فإنها تثير مخاوف بشأن إمكانية زيادة الإريثريتول لخطر تكوين جلطات الدم عند استهلاكه يومياً.

وفي دراسة حديثة أخرى أجراها الباحثون أنفسهم وجدت أن الإكسيليتول، وهو مُحلٍّ صناعي آخر، قد يزيد أيضاً وبشكل مماثل خطر تجلط الدم لدى البالغين الأصحاء وهذا يسلط الضوء على الحاجة إلى مزيد من البحث في التأثيرات الصحية طويلة المدى على السلامة القلبية الوعائية للكحوليات السكرية مثل الإريثريتول والإكسيليتول، خاصة بالنسبة للأشخاص الأكثر عرضة لخطر تجلط الدم.

تمت التوصية سابقاً باستخدام الإريثريتول بديلاً للسكر للأشخاص الذين يعانون حالات مرضية مزمنة مثل السمنة والسكري وأمراض القلب، ويتم تسويقه بشكل شائع بديلاً طبيعياً وصحياً للسكر التقليدي لأنه خالٍ من السعرات الحرارية، ويستخدم مكوناً أساسياً في العديد من الأطعمة والمشروبات المصنعة بما في ذلك العلكة الخالية من السكر والمشروبات الغازية الخالية من السكر ومشروبات البروتين. وعند استهلاك الإريثريتول لا يتم هضمه، ويدخل إلى مجرى الدم من خلال الأمعاء ويفرز في المقام الأول عن طريق البول ويبقى من دون تغيير.

وتعكس كمية الإريثريتول المستخدمة في الدراسة السابقة (30 غراماً) الكمية اليومية التي يستهلكها الأشخاص عادة من الأطعمة والمشروبات بناءً على بيانات المركز الوطني لإحصاءات الصحة والتغذية الأميركي من عام 2013 إلى عام 2014 وحسابات إدارة الغذاء والدواء الأميركية من عام 2001. ونظراً إلى الارتفاع المطرد في استخدام المحليات الصناعية، فقد يكون المدخول اليومي من الإريثريتول قد زاد منذ إجراء هذه التقديرات.

وعلى الرغم من وجود أدلة متزايدة تشكك في سلامة الإريثريتول، فلا تزال إدارة الغذاء والدواء تعتبره آمناً للاستهلاك بحدود الكميات اليومية التي لا تتعدى 30 غراماً بناءً على الأبحاث الحالية والاستخدام التاريخي، ولكن هذه النتائج قد لا تأخذ في الاعتبار المخاطر طويلة الأمد أو التراكمية.

لذلك يوصي الباحثون في معهد راش للشيخوخة (كلية العلوم الصحية الأميركية) بتوخي الحذر في ما يتعلق باستهلاك المحليات الصناعية مثل الإريثريتول وغيرها، خصوصاً بالنسبة للأشخاص المعرضين لخطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية أو الذين يعانون حالات مرتبطة بزيادة خطر الإصابة بجلطات الدم. وحثت إدارة الغذاء والدواء على إعادة النظر في سلامة الإريثريتول.

يوصي الباحثون بالتركيز على الأطعمة الطبيعية الكاملة لأنها لا تحتوي على إضافات ضارة وتقدم بدلاً من ذلك فوائد صحية عديدة، وبتناول السكريات والمحليات الطبيعية مثل العسل، وشراب القيقب، التمر، وسكر جوز الهند، ومستخلص ستيفيا 100%، ومستخلص فاكهة الراهب 100%، بكميات معتدلة، لمنع الآثار السلبية الصحية طويلة الأمد مثل السمنة ومرض السكري من النوع الثاني والاضطرابات الأيضية، لأنها بدائل أكثر أماناً من المحليات الصناعية مثل الإريثريتول.

قراءة المقال بالكامل