تُتَرجم هجمات الرئيس الأميركي دونالد ترامب السياسية بـ"شكوك" أكبر على صلة بالمناخ الاقتصادي العالمي مقارنة بما كانت عليه الأمور خلال جائحة كوفيد 19، بحسب تصريحات أدلى بها نائب رئيسة البنك المركزي الأوروبي، لويس دي غويندوس، في مقابلة الأحد لصحيفة "صنداي تايمز"، وقال غويندوس إنه في توقعاته للتضخم، على البنك المركزي الأوروبي "أن يأخذ في الاعتبار عدم اليقين في المناخ الحالي الأعلى مما كان عليه خلال الجائحة"، وأضاف، أن احتمال فرض واشنطن رسوماً جمركية وفرض شركائها رسوماً يثير "الكثير من الشكوك" ويجعل "الوضع الحالي متقلباً للغاية".
وتابع لويس دي غويندوس: "يبدو أنه كل يوم تُفرض ضريبة جديدة، أو تُلغى ضريبة معلنة". ومنذ عودته إلى السلطة في يناير/ كانون الثاني، أطلق الرئيس الأميركي هجمات تجارية ضد حلفائه ومنافسيه، بحجة أن الولايات المتحدة تعامَل بغير عدالةٍ في المبادلات التجارية العالمية. ويؤكد دي غويندوس أن "الجميع سيخسر في الحرب التجارية"؛ لأنها ستكبح النمو من خلال زيادة الأسعار.
وإضافة إلى الرسوم الجمركية، فإن "تحرير" المالية لإدارة ترامب "مصدر آخر لعدم اليقين" كما هو الحال بالنسبة لخفض الضرائب على أرباح الشركات، الذي "قد يؤثر على تدفق رؤوس الأموال عبر الأطلسي"، وأمام مراجعة الالتزام العسكري، فإن خطة إعادة التسلح التي طرحتها المفوضية الأوروبية وتهدف إلى زيادة إنفاق الدول الأعضاء بمستوى 1.5% من إجمالي الناتج المحلي هي "بالتأكيد قرار في الاتجاه الصحيح"، لكن غياب "تفاصيل" يمنع راهناً "التقييم الدقيق لتداعياتها على الاقتصاد"، كما أكد لويس دي غويندوس.
وأكد المسؤول الأوروبي أنه رغم "الشكوك"، تسير "عملية خفض التضخم على المسار الصحيح"، مؤكداً ثقته في وصول التضخم بطريقة مستدامة نحو هدف 2% "بحلول نهاية العام أو مطلع العام المقبل"، ويحدد البنك المركزي الأوروبي استقرار الأسعار عند هذا المستوى، ما يعزز ثقة الأسر والشركات بالاستهلاك والاستثمار.
وقبل عشرة أيام، خفّض المركزي الأوروبي أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس (0.25%)، مشيراً إلى تراجع التضخم في منطقة اليورو، وقام بتحديث لغته في قراره ليؤكد أن السياسة النقدية أصبحت "أقل تقييداً بشكل ملموس"، ويؤدي هذا الخفض إلى تقليل سعر الفائدة على تسهيلات البنك المركزي الأوروبي الإيداعية، وهو سعر الفائدة الرئيسي، إلى 2.5%، وهي خطوة كانت الأسواق قد توقعتها إلى حد كبير قبل الإعلان.
(فرانس برس، العربي الجديد)
