شدد الرئيس الروحي لطائفة الموحدين الدروز في محافظة السويداء، جنوبي سورية، الشيخ حكمت الهجري اليوم السبت على التمسك بوحدة الأراضي السورية، واصفاً أي محاولة للخروج عن هذا المبدأ بأنها "تغريد خارج السرب". وأضاف الهجري: "موقفنا وطني واضح، وكل سوري شريف يتبنى هذه الثوابت". كما انتقد الهجري ما وصفه بـ"تشويه الإعلام لمواقف السويداء"، متهما وسائل الإعلام بـ"اختيار أصحاب آراء غير ممثلين لإيهام الرأي العام بوجود خلاف داخلي".
جاء ذلك خلال زيارة العشرات من أبناء السويداء، اليوم السبت، دار الشيخ حكمت الهجري في بلدة قنوات، لدعم موقفه الرافض للسياسات الحكومية في دمشق، والإعلان الدستوري الأخير الذي وصفوه بأنه "لا يلبي تطلعات السوريين".
وتطرق الشيخ الهجري إلى التحديات الأخيرة التي واجهتها المجموعات المعارضة لتصرفات الحكومة بدمشق، معتبراً أن "بعض المطالب المشروعة يتم تصويرها كصفقات مع أطراف معادية لسورية". وأضاف: "نحن سوريون قبل أن يُعين البعض أنفسهم في مواقع المسؤولية دون استشارة الشعب". وأكد أن "ثوابت الوحدة الوطنية غير قابلة للمساومة"، مشيراً إلى ضرورة "التدخل الفكري عندما يحاول آخرون الإخلال بهذه الثوابت". وختم حديثه بالتشديد على السلمية: "لا نعتدي على أحد، ولا نسمح بالاعتداء علينا.. نأمل بعنوان جامع لكل السوريين يحقق طموحهم".
وأكد الزوار أن موقف الهجري يعبّر عن توجهاتهم. ورداً على اتهامات بتهميش آراء أخرى، قال محمد حرب: "الخطاب الوطني الجامع ليس حكراً على أحد، لكنه يحتاج إلى حوار شامل يضم كل الأصوات". كما عبر أحد الزائرين لدار الهجري عن الزيارة بالقول إنها "تعبّر عن إصرار المحافظة على لعب دور وطني رغم محاولات التهميش". كما أشاد بموقف الهجري الرافض للإعلان الدستوري، معتبراً أنه "لا يمثل إرادة السوريين ولا يحقق العدالة الانتقالية".
من جانبها، قالت الناشطة الحقوقية سلام العباس: "المطلوب اليوم هو حوار وطني حقيقي، لا إعلانات دستورية تُفرض من طرف واحد". وتجسّد فعاليات السويداء اليوم استمرارية الحراك السلمي السوري، الذي يجمع بين إحياء ذكرى الثورة وتجديد المطالب برفض الاستبداد، وفي الوقت نفسه السعي نحو خطاب وطني جامع. بينما تبقى تعليقات الشيخ الهجري وانقسامات الرأي حولها مؤشراً على تعقيدات المشهد السوري، الذي لا يزال يبحث عن مخرج يحقق طموحات الشعب بعد 14 عاماً من الثورة.
وفي الذكرى الـ14 لانطلاق الثورة السورية، احتشد، اليوم السبت، عدد من النشطاء والناشطات في محافظة السويداء، لإحياء الذكرى، وذلك في أول احتفالية تُقام بعد سقوط النظام. ورفع المشاركون والمشاركات لافتات تحمل شعارات الاحتفالات السنوية، مرددين هتافات تؤكد رفض الاستبداد والحكومة الحالية، وكل أشكال التبعية "للمتنازعين على الساحة السورية".
وأكد المشاركون في التظاهرة السلمية التمسك بمطالب الثورة الأساسية، وطالبوا بإسقاط "كافة أنواع الاستبداد"، ورفض "التبعية والارتهان للجهات الخارجية". وقالت إحدى الناشطات لـ"العربي الجديد" إن "الثورة لم تمت، بل تحولت إلى نضال يومي من أجل الحرية وبناء سورية جديدة تُحترم فيها إرادة الشعب".
وفيما أكد الصحافي والناشط المدني علي الحسين ضرورة إعلان الموقف الرافض لسرقة الثورة والاستيلاء على القرار، ومصادرة حقوق الناس المكتسبة خلال 14 عاما من النضال ضد الاستبداد، ليأتي اليوم الاستبداد بوجوه متعددة، دون اعتبار للتضحيات التي قدمها الشعب السوري بكل مكوناته.
