الوكرة القطرية... ممشى بحري لذوي الإعاقة البصرية

منذ ٢٢ ساعات ٢٤

في سياق اهتمامها بالأشخاص ذوي الإعاقة، دشنت مدينة الوكرة القطرية ممشى بحرياً للمكفوفين، وذلك في إطار مشروع تطوير شاطئ خاص للأشخاص ذوي الإعاقة

في سابقة من نوعها، دشنت مدينة الوكرة القطرية ممشى بحرياً للمكفوفين يمثل المرحلة الثانية من مشروع تطوير شاطئ خاص مستدام للأشخاص ذوي الإعاقة. المشروع الذي يقع على شاطئ مدينة الوكرة جنوب الدوحة، ويبعد عنها حوالي 17  كيلومتراً، بدأ تنفيذه عام 2022 من خلال إنشاء ممشى بحري خاص يوصل الأشخاص ذوي الإعاقة الحركية وكبار السن إلى أقرب نقطة من البحر، من خلال استخدام مواد صديقة للبيئة وفق مواصفات عالمية، تساهم في خفض انبعاثات الغازات الدفيئة ضمن الحدود الإدارية لمدينة الوكرة.

ويأتي المشروع في إطار مبادرة "الوكرة صديقة للأشخاص ذوي الإعاقة" التي تخدم أهداف التنمية المستدامة ورؤية قطر الوطنية لعام 2030. يقول مدير عام بلدية الوكرة، محمد حسن النعيمي، إن تدشين الممشى البحري يأتي في إطار تعزيز الشراكة المؤسساتية مع القطاع الخاص لخدمة كافة شرائح المجتمع وتلبية تطلعاتهم المنشودة، من ضمنها فئة ذوي الإعاقة البصرية، والعمل على الارتقاء بجودة الحياة والمساهمة في تنفيذ مبادرات ومشاريع مشتركة تواكب أعلى معايير الاستدامة البيئية وتشجع الممارسات الصديقة للبيئة، إلى جانب المساهمة في تطوير وتأهيل الشواطئ ومرافقها الخدماتية وإتاحة الفرصة لمرتاديها من الأشخاص ذوي الإعاقة لممارسة رياضة المشي والاستمتاع والترويح عن النفس.

ويمتد الممشى البحري على طول 500 متر على شاطئ البحر، وهو مجهز بلوحة إرشادية بلغة برايل، ومكون من مواد معاد تدويرها، ويعتبر الأول من نوعه في دول المنطقة، ويتوافق مع استراتيجية وزارة البلدية لبناء مدن مستدامة وأنسنتها. وكانت بلدية الوكرة قد افتتحت في إبريل/ نيسان 2022 ممشى بحرياً مستداماً للأشخاص ذوي الإعاقة وكبار السن بطول 85 متراً وعرض مترين، مزود بمرافق خدماتية وفق معايير الاستدامة عالية الجودة، وقد نجح في جذب العديد من المرتادين من كبار السن وذوي الإعاقة، إلى جانب تنفيذ العديد من المشاريع والمبادرات التي ساهمت في حصول بلدية الوكرة على جائزة منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "يونسكو" لمدن التعلم لعام 2021، لتكون مدينة الوكرة أول مدينة خليجية تحصد هذا اللقب.

وحصلت مدينة الوكرة على هذه الجائزة بعد تنفيذ استراتيجيتها في التحول إلى مدينة مستدامة، من خلال تنفيذ مشاريع إنارة بالطاقة الشمسية، وإطلاق حملات وطنية للتوعية بالاستدامة وأهميتها على مدار العام وفي مختلف مناطقها، بالإضافة إلى تحقيقها الهدف الرابع "التعليم الجيد" لخدمة الهدف الـ11 وهو "بناء مجتمعات مستدامة"، اعتماداً على استراتيجية الدولة في توفير فرص التعليم للجميع والمؤشرات العالمية لجودة التعليم. كما اعتمدت البلدية في ملفها على البيئة التشريعية والاجتماعية لدولة قطر، فأشركت كبار السن والفئات المهمشة في عملية التنمية المستدامة، وإبراز دور المرأة في المجتمع القطري، وتحقيق العدالة في إنشاء مجتمع مستدام، وإشراك جيل الشباب في تطوير الحلول لمشاكل البيئة والحفاظ عليها من التلوث والانبعاثات، وإطلاع الجهات الدولية والإقليمية على ما تقوم به في تحقيق استراتيجيتها للتنمية المستدامة. 

وتشير الإحصائيات الصادرة عن وزارة التخطيط التنموي والإحصاء في عام 2016، إلى أن عدد الأشخاص المسجلين في المراكز ذات الصلة بالإعاقة البصرية وصل إلى 1.040 كفيفاً وكفيفة، أي حوالي 9.4% من مجموع الأشخاص ذوي الإعاقة، من بينهم 619 من القطريين (أي حوالي 60%)، وغير القطريين 421 (أي حوالي 40%).

وبلغ عدد الكفيفات 445 من بينهن 285 قطرية و160 غير قطرية. وبلغ عدد المؤسسات التي تعنى بالأشخاص ذوي الإعاقة في قطر 27 مركزاً ومعهداً وجمعية، تقدم خدماتها لأشخاص مسجلين فيها بلغ عددهم 11.086 شخصاً، بينهم 5.575 من القطريين، (50.3% من مجموع الأشخاص ذوي الإعاقة) و5.511 من غير القطريين (أي بنسبة 49.7%). وبلغ عدد الذكور القطريين وغير القطريين من هذه الفئة 6.294 (أي بنسبة 63.1% من مجموع الأشخاص ذوي الإعاقة المسجلين في المراكز ذات الصلة)، في مقابل 3.648 أنثى (أي بنسبة 36.9% من المجموع المذكور).

ويحظى الأشخاص ذوو الإعاقة بالاهتمام في قطر، فقد كانت من الدول السباقة في تفعيل معايير الوصول الشامل للأشخاص ذوي الإعاقة في كل مكان، وأتاحت لهم تجربة حضور بطولة كأس العالم 2022، والاستمتاع بمتابعة المباريات بفضل التقنيات المتقدمة التي وظفتها في هذا المجال، وقد أضيفت خمسة أنواع من المقاعد المخصصة لذوي الإعاقة، وغرف حسّية للأشخاص ذوي الإعاقة الحسية. كما أتاح مونديال قطر التعليق الوصفي السمعي باللغتين العربية والإنكليزية للمشجعين من ذوي الإعاقة البصرية. وقدّم خدمات المساعدة على التنقّل في منطقة الميل الأخير وداخل الملاعب وكافة المرافق اللازمة لضمان سلامة وراحة المشجعين من ذوي الإعاقة.

قراءة المقال بالكامل