تراجعت أسعار الغاز الطبيعي في أوروبا، وسط توقعات بارتفاع درجات الحرارة، وترقب المحادثات بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، مما يعزز التوقعات بتحسن الإمدادات في المنطقة.
وهبطت العقود المستقبلية القياسية بنسبة 2.1%، أمس الاثنين، لتتراوح بين 41 و42 يورو لكل ميغاواط في الساعة (وحدة قياس أوروبية)، وهو نطاق تداولها خلال معظم الأسبوع الماضي. وأثارت الجهود المبذولة لإنهاء الحرب في أوكرانيا تكهنات بشأن عودة تدفقات الغاز عبر الأنابيب من روسيا إلى القارة، والتي تحتاج إلى الإمدادات بعد استنفاد جزء كبير من احتياطياتها خلال الشتاء.
وقال ترامب إنه سيتحدث مع بوتين، اليوم الثلاثاء، فيما لمح بوتين بالفعل إلى إمكانية استئناف بعض شحنات الوقود، لكن التنفيذ الفعلي لذلك قد لا يكون بهذه السهولة. لكن آرني لومان راسموسن، كبير المحللين في شركة استشارات الطاقة "غلوبال ريسك مانجمنت" قال، وفق تقرير لوكالة بلومبيرغ الأميركية، إن "المحادثات الحالية تركز فقط على وقف إطلاق النار، وليس على اتفاق سلام شامل. من غير المرجح التوصل إلى اتفاق نهائي قبل عدة أشهر أو حتى هذا العام".
ومن شأن التوصل إلى تسوية أن يدفع دولاً أوروبية لإعادة حساباتها بشأن السماح باستئناف إمدادات الغاز الروسية. وكان سعر السوق الفورية في مرفق نقل الملكية الهولندي، وهو مركز تجارة الغاز في أوروبا، قد وصل في العاشر من فبراير/ شباط الماضي إلى 58 يورو (61 دولاراً) لكل ميغاواط/ساعة، وهو أعلى مستوى له في عامين. وتوقف معظم عمليات تسليم الغاز في عام 2022، عندما أغلقت روسيا خط أنابيب "نورد ستريم 1" وهو خط الأنابيب الرئيسي إلى أوروبا بعد بدء العقوبات الغربية على موسكو. وفي عام 2021، توقف خط أنابيب آخر يمر عبر أوكرانيا عن التدفق. والآن يتلقى الاتحاد الأوروبي 10% فقط من غازه من روسيا، مقابل 45% في عام 2021.
لكن زيادة التدفقات عن المعدلات المتواضعة الحالية تمثل فرصة للطرفين موسكو أو بروكسل. ولا تستطيع روسيا إعادة توجيه معظم إمداداتها التي توقفت إلى أسواق بديلة، مما يؤدي إلى خسائر مالية كبيرة. وفي عام 2022، شكلت مبيعات الوقود 13% من ميزانية روسيا، والآن لا تمثل سوى 8%. وتوقع الخبير لدى بنك الاستثمار الأميركي غولدمان ساكس، غاري ستين، أن يؤدي انتهاء الحرب إلى زيادة بنسبة 0.5% في الناتج المحلي الإجمالي الأوروبي، ومعظم ذلك يأتي من الغاز الطبيعي الأرخص.
ويقترح المؤيّدون أن التدفقات المتجددة قد تشجع أيضاً الرئيس الروسي على التفاوض على اتفاق سلام ثم الالتزام به. وتدعم المجر وسلوفاكيا هذه الحجة. كذلك جاء انخفاض سعر الغاز وسط توقعات بأن تنحسر موجة البرد التي اجتاحت المنطقة بحلول منتصف الأسبوع، مما سيخفف بعض الضغوط على المخزونات التي تبلغ حالياً 35% فقط من طاقتها. كما أن ضعف الطلب على الوقود في آسيا يساعد أوروبا في الحصول على شحنات الغاز الطبيعي المسال.
