"باريس السوداء": الفن ومقاومة الاستعمار

منذ ٢١ ساعات ١٦

حتى الثلاثين من حزيران/ يونيو المقبل، يتواصل في "مركز بومبيدو" بباريس "معرض "باريس السوداء". الانتشار الفني ومقاومة الاستعمار، 1950 - 2000"، الذي افتتح الأربعاء الماضي.

يعود المعرض إلى محطّة بارزة في تاريخ نضالات الأفريقيين أعقبت الحرب العالمية الثانية، وتحديداً مع صدور مجلة  حضور أفريقي (Présence Africaine) التي أسّسها المنظّر والمثقف السنغالي أليون ديوب عام 1947، ضمن حراك فكري تمحور حول مفهوم "الزنوجة" بوصفه تعبيراً عن هوية سوداء مناهضة للعنصرية وهيمنة الرجل الأبيض.

في تلك الفترة، توافد كتّاب وفنانون وموسيقيون سود من الولايات المتحدة وبلدان الكاريبي وأفريقيا إلى العاصمة الفرنسية، وسط أجواء ثورية قادت إلى عقد مؤتمر في "جامعة السوربون" عام 1956، بحضور إيمي سيزير، وليوبولد سيدار سنغور، وليون غونتران داماس، وفرانز فانون، وعبد الله واد، والشيخ أنتا ديوب، وجيمس بالدوين، وغيرهم.

تُعرض أعمال لأكثر من مئة وخمسين فناناً أقاموا فترات متقطعة في العاصمة الفرنسية

أتى ذلك بموازاة نشاط فني مكثف ومتنوع في أساليبه بين التجريد والسوريالية والتشخيص، وفي موضوعاته أيضاً حيث تناول الفنانون أساطير ورموزاً من الميثولوجيا الأفريقية القديمة، وذكريات العبودية منذ القرن السادس عشر وحتى القرن التاسع عشر، والصراع مع القوى الاستعمارية، بالإضافة إلى النقد الاجتماعي للخرافة والجهل في مجتمعات القارة السمراء.

يضيء المعرض ارتباط المسارين الفكري والفني خلال نصف قرن، وتطوّرهما بعد نيل معظم الدول الأفريقية استقلالها في الستينيات، إذ ركّزت التنظيرات على أزمات التنمية والدكتاتورية وموجات الهجرة التي عبّرت عنها على نحو بارز "مجلة السود" التي صدرت عام 1991 وتوقّفت بعد عقد، بينما استمر التجريب في الممارسة الفنية على صعيد المواد، حيث استعاد بعض الفنانين الحرف التقليدية في بلدانهم، وكذلك على مستوى التقنيات والأساليب مع بروز تجارب تأثرت بالفن الحضري والغرافيتي وفنون الشارع وغيرها.

تُعرض أعمال لأكثر من مئة وخمسين فناناً أقاموا فترات متقطعة في باريس، منخرطين في الحركة الطليعية ضدّ المستعمر وبمشاركة مثقفين فرنسيين. من بين هؤلاء الفنانين: السنغالي بابا إبرا تول (1935 – 2015)، والجنوب أفريقي غيرالد سيكوتو (1913 – 1993)، والأفروأميركي بوفورد ديلاني (1901 – 1979)، والكوبي ويفريدو لام (1902 – 1982)، والكولومبي إيلودي بارتيليمي (1965)، والدومينيكاني خوسيه كاستيلو (1955 – 2018)، والإثيوبي ألكسندر بوغوسيان (1937 -2003)، والبرازيلية ويلسون تيبيريو (1920 – 2005)، والكونغولي تشري سامبا (1956).

قراءة المقال بالكامل