"بالدم" ومحاولة ترميم الدراما اللبنانية

منذ ٣ ساعات ٧

لطالما جذبت الدراما العربية المشتركة (خصوصاً السورية اللبنانية) جمهوراً جعلها في المقدمة. لكن السنوات كانت كفيلة بقلب صفحة الدراما المُشتركة، والهروب إلى نظيرتها المحلية. هكذا يمكن وصف اختيار الممثلة ماغي بو غصن لقصة مسلسسل "بالدم"، من كتابة نادين جابر وإخراج فيليب أسمر.
استُنسخت القصة الرئيسية من "بالدم" عن قصة اللبنانية غريتا الزغبي، التي خرجت قبل ثلاث سنوات لتعلن اكتشافها أنها ليست وليدة أمها، بعد فحص دم أجرته بيّن أنه غير مطابق مع دم أهلها. تعيش الزغبي إلى اليوم وهي أسيرة هذه القصة التي مضى عليها أكثر من 40 عاماً.
تكتشف ماغي بو غصن (غالية) أنها ليست الابنة الشرعية لروميو (رفيق علي أحمد) وزوجته جانيت (جوليا قصّار)، لتبدأ بعدها معركة غالية كي تعثر على أمها.
تختصر نادين جابر في نصها مجموعة من الروايات التي أتخمت الإعلام خلال السنوات سابقة، وهي تدرك جيداً أن القصة ليست جديدة، لكنها تؤمن بجهود الترويج الذي تتولّاه شركة إيغل فيلمز، والمنتج الذي يقودها، جمال سنان، ما سينعكس إيجاباً على مسار جابر التي لم تعد تعمل إلا مع هذه الشركة.
تحدثت ماغي بو غصن قبل عرض المسلسل عن أن القصة حقيقية، وكانت تقصد أنها حكاية غريتا الزغبي، مع القليل من التصرف، لكن ذلك لم يورد في شارة المسلسل، ما دفع الزغبي إلى تقديم اعتراض، ثم دعيت إلى الشركة لحل الأزمة من طريق الحق المالي.
يحسب لماغي بو غصن أنها شددت، هذا الموسم، على تقديم محتوى درامي لبناني 100%، من دون الاستعانة بالممثلين السوريين، ولا بقصص الحب القديمة التي ما زالت تسيطر على المشهد. وفعلاً، ربحت المعركة وكرّست جيلاً آخر لا بد وأن يصفق لها ولتقنية فريق العمل، واكتسبت قيمةً إضافية تتمثّل بأنها تعمل للصالح العام. لكن كل ذلك يمكن أن يعود وينكسر تبعاً لمحسوبيات بو غصن، لكونها زوجة المنتج المنفذ صاحب شركة إيغل فيلمز، وتقود إلى ذلك معارك عنيفة في سبيل البقاء ضمن الصف الأول الذي أصبح في السنوات الأخيرة غير مدرك اسم المنافس، ما دامت مسلسلات (بو غصن) تعرض وحدها باستثناء قلة قليلة من التنافس على الكعكة الدرامية في رمضان.

حكايات متشعبة تتمثّل بعشوائيات وميناء لصيد الأسماك، تجتمع لتشكل بوصلة العمل التي توصل غالية بالجميع، لكونها محامية وتعيش صراع اكتشاف أهلها الحقيقيين. لكن ذلك لا يعفي إدارة المسلسل من بعض الأخطاء القانونية التي ظهرت واضحة في الحلقات الأولى. إلا أن كل ذلك لم يؤثر في السياق الدرامي العام، ولو كان متأرجحاً في بعض الحلقات لزوم التطويل (30 حلقة).
هكذا أعاد "بالدم" حضور وجوه كانت غائبة، مثل وسام فارس، وسينتيا كرم التي لاقت استحسان الجمهور في أدائها دور الفتاة البسيطة التي تتعرّض لاستغلال ابن الجيران.
يطرح المسلسل قضية بيع الأطفال، والتجارة بالمخدرات. تفوز ماغي بو غصن هذه المرة بنجاحها في أداء دور لافت في "بالدم". في انتظار للموسم المقبل بدور جديد لها، تسيطر الفنانة على المشهد الدرامي الموسمي في لبنان.

قراءة المقال بالكامل