يستقبل نادي برشلونة الإسباني في الساعة 20:45 دقيقة بتوقيت القدس المحتلة، نادي بنفيكا البرتغالي، حين يدخل النادي الكتالوني بأسبقية معنوية مهمة بانتصاره ذهاباً (1ـ0)، في دوري أبطال أوروبا لكرة القدم، رغم أنّه خاض معظم فترات اللقاء منقوصاً لاعباً، ويبدو فريق المدرب الألماني هانسي فليك في موقف قوّة بما أن نتائجه على ميدانه كانت إيجابية منذ بداية الموسم، إضافة إلى الأسبقية التاريخية فخلال 11 لقاء سابقا أمام بنفكيا، انتصر الفريق الإسباني في خمس مناسبات وخسر مرّتين فقط، كما أن برشلونة يملك أرقاماً هجومية مرعبة تجعله في موقف قوة، إضافة إلى أنه لم يخص مباراة في نهاية الأسبوع بعد تأجيل المواجهة التي كانت ستجمعه بفريق أوساسونا في الدوري الإسباني، وهو في وضع بدني مثالي.
ولا يبدو بنفيكا في وضعه الحالي قادراً على قلب الطاولة، فسيندم كثيراً على الفرص التي أهدرها في لقاء الذهاب، وهجوم برشلونة قادر على أن يضرب دفاع ضيفه في أكثر من مناسبة لأن الوضع يختلف عندما يلعب الفريق أمام جماهيره ويكون متحفزاً أكثر، ولهذا فإن بطاقة التأهل أصبحت قريبة من برشلونة، الذي سيحاول بلا شك تفادي سيناريو الموسم الماضي، عندما ودّع المسابقة في ظروف مشابهة أمام باريس سان جيرمان الفرنسي رغم انتصاره خارج ملعبه ذهاباً، وبالنسبة إلى الفريق البرتغالي فإن القرعة لم تكن منصفة بالنسبة إليه لأنه واجه منافساً قوياً ويمرّ بأفضل مرحلة في مسيرته هذا الموسم.
وفي الدفعة الثانية من المباريات التي تنطلق في الساعة 23:00 بتوقيت القدس، يبدو باريس سان جيرمان الفرنسي قادراً على العودة بالتأهل من مواجهة ليفربول الإنكليزي، ذلك أن عملاق "الليغ 1" يملك كل القدرات التي تمكنه من قلب الطاولة بما أنه انتصر في الموسم الحالي على مانشستر سيتي (4ـ2)، بعدما كان متأخراً في النتيجة (2ـ0)، وخلال الموسم الماضي، خسر ذهاباً أمام برشلونة الإسباني في باريس، غير أنه عاد بورقة التأهل في لقاء الإياب بانتصار تاريخي بنتيجة 4ـ1، ورغم أن الفريق خسر هذا الموسم ثلاث مرات بعيداً عن ميدانه في دوري الأبطال أمام أرسنال الإنكليزي وبايرن ميونخ الألماني ودورتموند الألماني، إلا أن الوضع اختلف بشكل كامل لأن الفريق الفرنسي أصبح أكثر ثقة في قدراته ومستواه تحسن بشكل كبير، أمّا ليفربول فهو يُعتبر الآن من بين أفضل الفرق في أوروبا، ولم يخسر في هذه النسخة من الأبطال إلا في مناسبة وحيدة، وبعدما حسم مصير لقب الدوري، فإن كل تركيزه على المسابقة الأوروبية، ذلك أن مستواه في لقاء الذهاب كان ضعيفاً، والفريق لم يستحق الانتصار حيث لعب حارسه البرازيلي أليسون بيكر دوراً كبيراً في إنقاذه من خسارة بتصديات عديدة قبل أن يخطف هدفاً في آخر الدقائق منحه الانتصار (1ـ0)، ولهذا فإن ليفربول سيحاول أن يرفع مستواه في محاولة التدارك وتفادي "غضب" الباريسي الذي سيدخل اللقاء متحفزاً بعد العرض القوي في الذهاب الذي يؤكد أن الفريق بات قادراً على هزم منافسيه الكبار في المسابقة الأوروبية، معتمداً على عثمان ديمبيلي الذي يقدم أفضل المستويات ويُعتبر من بين أفضل اللاعبين في أوروبا حالياً، وهو اللاعب الذي يمكنه أن يقلب الطاولة مثلما فعل في الموسم الماضي أمام نادي برشلونة عندما كان بطل لقاء الإياب.
كما يبدو إنتر ميلانو الإيطالي في موقف مناسب من أجل التأهل، وذلك بعد انتصاره ذهاباً في هولندا بنتيجة 2ـ0 على فاينورد، وكان الفريق الإيطالي قادراً على إضافة هدف ثالث يحسم مصير التأهل، كما أن وصيف نسخة 2023 يظهر متماسكاً في المسابقة الأوروبية، حيث قدم يوم السبت الماضي عرضاً قوياً في الدوري الإيطالي، عندما قلب تأخره أمام مونزا بنتيجة 2ـ0 إلى انتصار مثير بثلاثة أهداف لاثنين وأظهر اللاعبون شخصية قوية. أما الفريق الهولندي، ورغم أنه صنع الحدث في الدور الماضي، عندما عاد ببطاقة التأهل من ميلانو أمام ميلان، إلا أن الوضع هذه المرة مختلف حيث سيكون من الصعب عليه التسجيل في مناسبتين في مرمى الإنتر، وبالتالي سيحتاج إلى مجهودات كبيرة لتفادي وداع المسابقة.
بدوره، سيخوض بايرن ميونخ مباراة تبدو سهلة أمام باير ليفركوزن، بعد الانتصار ذهاباً (3ـ0)، إذ سيكون من الصعب على بطل الدوري الألماني في الموسم الماضي تعويض فارق الأهداف المهم، ولكن المؤكد أنه لن يرمي المنديل بسهولة وسيحاول استعادة الاعتبار بتحقيق انتصار معنوي، بعدما تلقى الفريق صدمة قوية في الذهاب بسبب الأخطاء الفردية التي ارتكبها اللاعبون ومنحت "البافاري" فرصة حسم النتيجة، رغم أن ليفركوزن لم يجد صعوبة في الدور الأول وتأهل سريعاً، بينما صارع بايرن ميونخ ليصل إلى هذا الدور، ليستعيد مستواه الحقيقي في أول اختبار قوي، وودع المرحلة الصعبة التي مرّ بها ليظهر الآن في ثوب المرشح لحصد اللقب، بينما خاب أمل ليفركوزن في إعادة سيناريو نجاحه في الموسم الماضي، عندما بلغ نهائي الدوري الأوروبي دون خسارة، لكن الوضع اختلف بالكامل هذا الموسم، وهو بصدد خسارة معظم الألقاب أمام العودة القوية لفريق بايرن في الدوري أو المسابقة الأوروبية.
