ذكرت وكالة تاس الروسية للأنباء أنّ الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان وصل إلى موسكو، اليوم الجمعة، لإجراء محادثات مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين وتوقيع معاهدة شراكة استراتيجية بين البلدين. ومن المقرر أن يجري بزشكيان، الذي يزور الكرملين لأول مرة منذ توليه الرئاسة في يوليو/ تموز الماضي بعد مصرع سلفه في حادث تحطم طائرة هليكوبتر، محادثات مع بوتين تركز على العلاقات الثنائية والقضايا الدولية قبل التوقيع على المعاهدة.
ووطدت روسيا علاقاتها مع إيران ودول أخرى معادية للولايات المتحدة، مثل كوريا الشمالية، منذ بداية الحرب في أوكرانيا، ولديها اتفاقيات استراتيجية مع بيونغ يانغ وحليفتها الوثيقة بيلاروسيا فضلاً عن اتفاقية شراكة استراتيجية مع الصين.
Iran's President Masoud Pezeshkian is in Moscow to discuss and sign a strategic partnership agreement with his Russian counterpart Vladimir Putin.
Follow us on Telegram: https://t.co/B3zXG74hnU pic.twitter.com/u46Xv7AvB8
ومن المرجح أن يثير الاتفاق بين موسكو وطهران، الذي سيمتد 20 عاماً ويتضمن بنوداً بشأن تعزيز التعاون الدفاعي، قلق الغرب. وتقول موسكو وطهران إنّ توطيد علاقاتهما ليس موجهاً ضد أي دولة أخرى. وتستخدم روسيا طائرات مسيرة إيرانية بشكل مكثف خلال الحرب في أوكرانيا. واتهمت واشنطن طهران في سبتمبر/ أيلول بتسليم صواريخ باليستية قصيرة المدى إلى موسكو لاستخدامها في الحرب. وتنفي إيران إمداد روسيا بطائرات مسيرة أو صواريخ.
وأحجم الكرملين عن تأكيد حصوله على صواريخ إيرانية، لكنه أقرّ بأنّ تعاونه مع طهران يشمل "المجالات الأكثر حساسية". وكان بوتين التقى مع بزشكيان على هامش قمة مجموعة بريكس في مدينة قازان الروسية في أكتوبر/ تشرين الأول، وعلى هامش منتدى ثقافي في تركمانستان في الشهر نفسه.
ويرافق بزشكيان في زيارته إلى موسكو وزير النفط، ومن المرجح مناقشة العقوبات الغربية على القطاع خلال الزيارة. واستبعد الصحافي المتخصص في الشؤون الإيرانية الخبير بالمجلس الروسي للشؤون الدولية نيكيتا سماغين أن تشكّل الاتفاقية نقلة نوعية في مستوى العلاقات بين البلدين، لا سيما في مجال الدفاع والأمن نظراً إلى تباين مصالح البلدين وتشابكها في ملفات عدة إقليمياً ودولياً.
وقال سماغين، الذي عمل مراسلاً لوكالة تاس الرسمية الروسية في طهران بضع سنوات، لـ"العربي الجديد": "بدأت الأحاديث حول إبرام الاتفاقية منذ عهد الرئيس الإيراني الأسبق حسن روحاني ووزير خارجيته محمد جواد ظريف، ولكن عملية تدقيقها استغرقت وقتاً طويلاً ربما لوجود خلافات بشأن قسم أو أقسام من الاتفاقية".
وقلّل من أهمية التوقعات بأن التوقيع على الاتفاقية سيحدث نقلة في مستوى العلاقات الروسية الإيرانية، مضيفاً: "مقارنة مع فحوى الاتفاقيات التي أبرمتها إيران مع الدول مثل سورية والصين وفنزويلا، تبدو اتفاقية الشراكة مع روسيا أقرب إلى مذكرة نيات من شأنها تثبيت المستوى الحالي للتعاون".
من جانبه، رأى رئيس مركز دراسات الشرق الأوسط الأستاذ الزائر بالمدرسة العليا للاقتصاد في موسكو مراد صادق زاده أن التوقيع على الاتفاقية في قمة بوتين وبزشكيان يشكل تثبيتاً لمستوى التعاون، لا سيما في مجال التجارة والاقتصاد طالما لا تنص النسخة النهائية من الاتفاقية على إقامة تحالف عسكري.
وقال صادق زاده لـ"العربي الجديد": "يشكل التوقيع على الاتفاقية تثبيتاً مهماً لمستوى العلاقات التجارية والاقتصادية والسياسية بين موسكو وطهران اللتين توجهتا منذ عام 2015 نحو آفاق جديدة من التعاون والتنسيق في مختلف جوانب الأجندتين الثنائية ومتعددة الأطراف. على الرغم من رغبة فريق الإصلاحيين بقيادة بزشكيان في عقد مفاوضات مع الغرب، إلا أنهم يرغبون أيضاً في مواصلة نهج الرئيس الراحل إبراهيم رئيسي، من جهة مزيد من التقارب مع روسيا، ما يعني أنهم يعتبرون موسكو شريكاً رئيسياً على المستويين الإقليمي والعالمي".
(رويترز، العربي الجديد)