قال المدير العام لـ"المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات" عزمي بشارة في المحاضرة الافتتاحية لـ"المنتدى السنوي لفلسطين"، في الدوحة، اليوم السبت، إن إسرائيل فشلت في تحرير الرهائن بالقوة، وفي القضاء على حركة حماس، وهذه حقيقة، وكان ظهور مقاتلي المقاومة المفاجئ خلال تبادل الأسرى والمحتجزين من بين الركام مدهشاً، مثلما كان صمودهم خلال أطول حرب خاضتها إسرائيل.
وأضاف: "احتفت غزة بوقف إطلاق النار بعد مفاوضات تطلبت صموداً أسطورياً، لأن أداة التفاوض الإسرائيلية الأساسية كانت الأسلحة الفتاكة"، معتبراً أنه لا يوجد تفسير عقلاني للرغبة الإسرائيلية في ممارسة القتل، والآن تدفع الضفة الغربية ثمن القبول الاضطراري لليمين المتطرف بصفقة غزة. وشدد بشارة على أن الأوضاع في غزة لم تعد كما كانت قبل، مشيراً إلى أن الاحتلال اضطر إلى قبول ما كان مطروحاً منذ بداية عام 2024، أي وقف الحرب، وإجراء عملية تبادل، والانسحاب التدريجي، ولكنها قررت مواصلة الحرب بدوافع سياسية وحزبية والانتقام من الفلسطينيين.
وقال بشارة: "صنّاع القرار في دولة الاحتلال شعروا بالحصانة في الدعم الأميركي المطلق لإسرائيل، والتظاهر العربي بالعجز، فقررت تجويع غزة، واتباع سياسة الأرض المحروقة فيها، وتكثيف الاستيطان في الضفة". وشدد على أن المهمة الآن هي العمل على استدامة وقف إطلاق النار، فهذه مشيئة الشعب الفلسطيني كله، والانتقال إلى الإعمار لأن هذا الطريق الوحيد لتعزيز للصمود والحيلولة دون نزوح واسع من القطاع، إذا فُتح المجال لذلك، وهو ما تريده الإدارة الأميركية الجديدة، أمّا المهمة الثانية فهي منع إسرائيل من التخلص من وصم الإبادة.
وانطلقت صباح اليوم السبت، أعمال الدورة الثالثة من "المنتدى السنوي لفلسطين"، في الدوحة، والتي تستمرّ ثلاثة أيام، بتنظيم من "المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات"، بالتعاون مع "مؤسّسة الدراسات الفلسطينية". وقال رئيس مجلس أمناء "مؤسّسة الدراسات الفلسطينية" طارق متري في افتتاح المنتدى: "نلتقي بعد اتفاق وقف إطلاق النار في غزة الذي ثابرت في السعي إليه دون كلل دولة قطر الشقيقة، وندرك في الوقت ذاته أن المخاوف لمّا تتبد لا في غزة ولا في الضفة، وإن العدوانية الإسرائيلية لم تنحسر". وأضاف: "من حقنا الخشية أن يكون ما انتزعه الرئيس الأميركي من الحكومة الإسرائيلية بيد سيعطى لها ويزيد بيد أخرى"، مشيراً إلى الميل الأميركي الصريح إلى إطلاق يد إسرائيل في الاستيطان، وإخضاع أهل الضفة بالحديد والنار.
ورأى متري أنه لم يعد مستطاعاً كما في السابق حجب الشعب الفلسطيني عن حقل رؤية العالم، ولم يعد ممكناً أن يُنظر إلى قضيته بوصفه نزاعاً محلياً يروق للحكام أن يتجاهلوه.
