بعد زيارة وفد روسيا لدمشق.. ما مصير قواعد موسكو في سوريا؟

منذ ٣ شهور ٦٧

كتبت- سلمى سمير:

في زيارةٍ حملت في طياتها أكثر من مجرد بروتوكولات دبلوماسية، وبعد أن حط وفد روسي رفيع المستوى رحاله في دمشق لأول مرة في ولاية الإدارة الجديدة، أُعيد فتح ملف شائك بشأن مستقبل الوجود العسكري الروسي في سوريا، بعد أن قاد هذه الزيارة، كبار مسؤولي الكرملين، والتي جاءت لتضع موسكو ودمشق أمام مفترق طرق قد يُعيد تشكيل خريطة التحالفات الإقليمية.

باتت القواعد الروسية المنتشرة في سوريا، والتي كانت لسنوات رمزًا لقوة موسكو ونفوذها في الشرق الأوسط، محط تساؤلاتٍ مصيرية، لتدفع للتساؤل عما إذا كانت موسكو تُعيد حسابتها في سوريا، وعما إذا كانت هذه الزيارة بداية انسحابٍ تدريجي أم إعادة تموضعٍ تكتيكي.

صورة 1

منذ سنوات، مثلت القواعد العسكرية الروسية في سوريا نقطة محورية في القوة والنفوذ الروسي في المنطقة، لكن مع التغيرات الجديدة يبرز التساؤل حول مستقبل هذه القواعد، وفي هذا الشأن يقول المحلل السياسي المختص في الشأن السوري، الدكتور محمد هويدي، في تصريحات خاصة لـ "مصراوي" إنه يوجد تفاهمات جرت قبل سقوط النظام السوري السابق وبعده، للحفاظ على الترتيبات العسكرية الروسية الجديدة. عند متابعة التطورات، مشيرًا إلى أن الإدارة الجديدة أظهرت مؤشرات إيجابية تجاه روسيا.

وتابع الدكتور هويدي، أن العلاقة بين روسيا وسوريا تستند إلى مصالح مشتركة، والتي أكدتها الزيارة الروسية الأخيرة وأعادت تعريف أطر التعاون بين البلدين، خاصة فيما يتعلق بالقواعد العسكرية في طرطوس واللاذقية، قائلًا إنه لن يكون هناك أي تغيير جذري في مسألة القواعد وستظل قائمة، رغم وجود بعض الضغوط الغربية على الإدارة الحالية.

صورة 2

دلل هويدي، على حسن نوايا الإدارة الجديدة بشأن القواعد الروسية، بأنه لم يتم استهداف هذه القواعد عسكريًا منذ سقوط نظام الأسد، إضافة إلى أن السفارة الروسية لا تزال قائمة في دمشق دون تسجيل أي اعتداءات ضدها، مشيرًا إلى عدم وجود أي مؤشرات على تغيير السياسة الروسية أو التراجع عن التواجد العسكري في سوريا.

من جانبه يرى المحلل السياسي المختص في الشأن السوري، قصي عبيدو، في تصريحات خاصة لـ "مصراوي"، إنه لم يتم الوصول إلى رؤية واضحة بشأن التواجد العسكري الروسي في مطار حميميم في اللاذقية أو في ميناء طرطوس، مشيرًا لاستمرار المشاورات بين الأطراف المعنية للوصول إلى اتفاق حول هذه المسائل.

وقال عبيدو، إن العقود الموقعة بين روسيا والنظام السوري السابق لم يتم تنفيذها بالكامل ولم يتم الاعتراف بها بشكل كامل، وهو ما تسعى لكن الحكومة السورية الحالية، ممثلة بأحمد الشرع، في الوصول إلى تفاهم مع موسكو بشأنه لتحقيق مصالح كلا الطرفين.

في الوقت نفسه، أشار عبيدو، إلى وجود دعوات من دول مثل ألمانيا لخروج القوات الروسية من سوريا، مرجحًا أن تكون هناك مساعٍ للتوصل إلى اتفاق يرضي جميع الأطراف، بما في ذلك الدولة السورية وروسيا، لتحقيق مصالح مشتركة كالتواجد الروسي في المياه الدافئة بالبحر المتوسط.


 بعد زيارة وفد روسيا لدمشق.. ما مصير قواعد موسكو في سوريا؟
قراءة المقال بالكامل