كتبت- سهر عبد الرحيم
مع بداية الحرب التي شنها جيش الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة والتي استمرت لـ15 شهرًا، قدم اليمين المتطرف في حكومة الاحتلال مقترحًا لتهجير الفلسطينيين من القطاع الفلسطيني إلى دول الجوار وخاصة مصر والأردن، الأمر الذي رفضته القاهرة وعمّان بشكل قاطع، واعتبرتا هذه الخطوة "خط أحمر" لا يمكن الاقتراب منه.
وجدد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مقترح تهجير سكان قطاع غزة إلى مصر والأردن، قائلًا إنه يريد من البلدين استقبال الفلسطينيين من القطاع في محاولة لإحلال السلام في منطقة الشرق الأوسط.
وخلال حديثه إلى الصحفيين على متن الطائرة الرئاسية "إير فورس وان"، أشار ترامب إلى أنه يتعين على الأردن ومصر استقبال المزيد من الفلسطينيين، خاصة وأن القطاع "مدمر" بشكل تام وفي حالة فوضى عارمة، على حد تعبيره.
وقال "نتحدث عن مليون ونصف مليون شخص لتطهير المنطقة برمتها"، وعندما سأله أحد الصحفيين إذا كانت هذه الخطوة مؤقتة أم دائمة أجاب ترامب قائلًا "قد تكون مؤقتة أو طويلة الأجل".
وذكر الرئيس الأمريكي أنه تحدث، أمس السبت، مع العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني بن الحسين، موضحا إلى أنه طلب منه استقبال المزيد من سكان غزة.
كما صرح أنه يأمل في أن تستقبل مصر أيضًا المزيد من الفلسطينيين، مصرحًا بأنه سيتحدث إلى الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم الأحد.
وأكد المحلل السياسي الأردني الدكتور بدر ماضي، أن الأردن لن يوافق على المقترح الأمريكي بتهجير سكان قطاع غزة إلى أراضيه، ويعود ذلك لأسباب سياسية وأخلاقية وموضوعية، فموقف المملكة واضح منذ البداية وهو رفضها للترحيل الجماعي للشعب الفلسطيني".
وقال ماضي خلال حديثه مع "مصراوي"، إن هذا المقترح يخالف الموقف الأردني الثابت منذ البداية الذي يدعو إلى قيام دولة فلسطينية مستقلة ينعم فيها الشعب الفلسطيني كباقي الشعوب الأخرى بدولته ذات السيادة.
وأضاف أن المملكة الأردنية نجحت في إفشال المخطط الإسرائيلي في بداية حرب غزة، الذي دعا إلى تهجير الشعب الفلسطيني إليه.
وأوضح ماضي أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو دائمًا ما يبحث عما يخفف عنه عبء إدارة الجانب الديموجرافي المتعلق بحقوق الشعب الفلسطيني في قيام دولته المستقلة على أراضيه.
وفيما يتعلق بإمكانية اتخاذ الاحتلال الإسرائيلي إجراءات تمنع الفلسطينيين من العودة إلى شمال قطاع غزة، خاصة أن جيش الاحتلال يؤخر عملية العودة لحين الإفراج عن الأسيرة الإسرائيلية أربيل يهود، قال ماضي إن هذا لا يمكن أن يحدث، إذ أن تل أبيب ملزمة باتفاق مع حركة حماس ويرعاه الوسطاء من مصر وقطر والولايات المتحدة، فلا تستطيع عدم الوفاء بتعهداتها التي وافقت عليها.
