بيروت تلتقط رسائل الدعم الأميركي المشروط: الإصلاحات قيد التنفيذ

منذ ٤ ساعات ٦

لم تخلُ جولة الرئيس الأميركي دونالد ترامب في الشرق الأوسط، والتي استهلها من الرياض، من التطرق إلى الملف اللبناني، متوقفاً عند شروط الدعم الاقتصادي والموقف من حزب الله. وقد أتى الرئيس الأميركي سريعاً على ذكر لبنان في كلمته خلال منتدى الاستثمار السعودي – الأميركي في الرياض، أمس الثلاثاء، قائلاً "مستعدون لمساعدة لبنان في بناء مستقبل من التنمية الاقتصادية والسلام مع جيرانه". وفي سياق حديثه عن إيران، لم يغفل ترامب الإشارة إلى حزب الله، حين قال إن "حزب الله جلب البؤس إلى لبنان ونهب الدولة اللّبنانيّة". كما كرر خلال مشاركته اليوم الأربعاء في القمة الأميركية الخليجية الحديث عن لبنان بإشارته إلى أن هناك فرصة لمستقبل خال من قبضة حزب الله في لبنان، معتبراً أن "لبنان يحظى بفرصة جديدة مع الرئيس (جوزاف عون) ورئيس الوزراء (نواف سلام) الجديدين". كما تطرق ولي العهد السعودي محمد بن سلمان في كلمته إلى الملف اللبناني، قائلاً: "نجدد دعمنا الذي يقوده فخامة الرئيس اللبناني والحكومة اللبنانية لإصلاح المؤسسات وحصر السلاح بيد الدولة والمحافظة على سيادة لبنان وسلامته".

وبدا واضحاً من حديث ترامب، تحديداً في منتدى الاستثمار السعودي-الأميركي، أن المساعدة الأميركية للبنان مشروطة، بقوله إن "لبنان ضحية هيمنة حزب الله وتدخلات إيران... الحزب نهب الدولة ودمّر طموحات بيروت"، مشيراً إلى "الاستعداد لمساعدة لبنان في بناء مستقبل من التنمية الاقتصادية والسلام مع جيرانه".

وفي السياق، قال مصدر حكومي لبناني لـ"العربي الجديد" إنّ كلام ترامب يحمل رسالة أن "الاهتمام الأميركي والسعودي بلبنان لا يزال قائماً، لكنه مشروط بالخطوات الإصلاحية". ولفت إلى أن "الإصلاحات المالية والسياسية والأمنية، وتفعيل دور الجيش جنوباً...  كلها شروط قيد التنفيذ، ولبنان مصمم على تحقيق هذه الأهداف".

وفيما شدد ترامب أكثر من مرة على نيّته إحلال السلام في كل مكان، وخصوصاً في الشرق الأوسط، والعمل على ضم مزيد من الدول إلى الاتفاقات الإبراهيمية، قال المصدر الحكومي نفسه إنّ "لبنان يتمسك باتفاقية الهدنة الموقعة عام 1949، ويطالب بانسحاب إسرائيلي كامل من الأراضي اللبنانية، ويسعى إلى ممارسة ضغوط كبيرة على إسرائيل لدفعها إلى الانسحاب".

وتعليقاً على قول ترامب اليوم خلال القمة الخليجية إن "فرصة لبنان تأتي مرة في العمر ليكون مزدهراً وفي سلام مع جيرانه"، رأى المصدر أن الرسالة الأميركية-السعودية واضحة يجب على لبنان ألا يُفوّت هذه اللحظة، بل المسارعة إلى تنفيذ الشروط الإصلاحية المطلوبة"، مؤكداً أن لبنان يعمل عليها.

في المقابل، عقد عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب عن حزب الله حسن فضل الله مؤتمراً صحافياً في مجلس النواب، رد فيه على التصريحات الأميركية الأخيرة بشأن حزب الله، مؤكداً أن "العدوان الإسرائيلي على لبنان كان ولا يزال يتم بدعم أميركي دائم"، مشدداً على أن الحزب "وُلد من بين عذابات الشعب اللبناني، وقدّم التضحيات دفاعاً عن وطنه والمقهورين بفعل السياسات الأميركية". ورفض فضل الله أي محاولات لعزل الحزب أو التشكيك بشرعيته، مشيراً إلى أن "حزب الله مكوّن لبناني تنتخبه فئة كبيرة من الشعب، ولا يمكن لأي قوة، مهما تجبّرت وتغطرست، أن تضعفه أو تمنعه من أن يكون جزءًا من أرضه".

قراءة المقال بالكامل