تبريء التضامن مع الفلسطينيين من معاداة السامية

منذ ٤ ساعات ١٣

نشر عشرات الفنانين والمبدعين اليهود المقيمين في المملكة المتحدة إرشادات لمساعدة المؤسسات الثقافية على التعامل مع القضايا المتعلقة باتهامات معاداة السامية. وأكدت الإرشادات أن الرموز الفلسطينية والانتقادات الموجهة إلى الصهيونية ليست من معاداة السامية. وأيّد هذه التوجيهات الكاتب والملحن المسرحي توبي مارلو، والمديرة الفنية ماري أوزبورن، والممثل ويل أتينبورو. وأضاف العشرات من الممثلين والمخرجين والملحنين وكتاب المسرحيات والموسيقيين والفنانين التشكيليين والمنتجين والمعلمين أسماءهم.

منذ بدء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023، تعرّض فنانون عدة لإلغاء عروضهم داخل المؤسسات الثقافية البريطانية، بما في ذلك مركز أرنولفيني للفنون، وباربيكان، ومسرح تشيكنشيد، وكلها فعاليات فنية تضم فنانين فلسطينيين أو متضامنين مع الفلسطينيين. وفي كل حالة، أصدرت هذه المؤسسات بياناتٍ أشارت فيها إلى مخاوف أمنية أو "تعقيد" الوضع في غزة.

لذا، أقرّ أكثر من 70 يهودياً نص إرشادات بعنوان "الشجاعة والحرص: إرشادات لمواجهة معاداة السامية والرقابة في الفنون". وقال الموقعون: "كتبنا هذا النص بدافع الشعور بالإلحاح. نرى مراراً وتكراراً مؤسسات تتصرف بدافع الخوف والارتباك. معاداة السامية متفشية في الثقافة البريطانية، ومع ذلك، فإن الفن الذي لا يُعتبر معادياً للسامية يخضع إلى رقابة خاطئة". وتنص الإرشادات على أن "هذا النص مُصمّم كمورد لمساعدة المؤسسات والمنظمات والأفراد على اتخاذ قرارات أفضل وأكثر شجاعة في مواجهة معاداة السامية والرقابة في الفنون"، وقد "كُتب انطلاقاً من إيمان راسخ بضرورة السماح للفن بأن يكون سياسياً، وتخريبياً، ومُزعجاً، وبضرورة التصدي للتعصب".

يُحدّد القسم الأول من هذه الإرشادات ما قد تبدو عليه معاداة السامية في الفنون، بما في ذلك التمييز في مكان العمل، والإساءة، والتمثيلات والعبارات الإشكالية، والتقليل من شأن الاضطهاد، مثل المحرقة. يُحدّد القسم التالي ما لا تبدو عليه معاداة السامية في الفنون. ويؤكد المبدعون على أنه "نحن متفقون على أنه لا يجوز فرض رقابة على الفن بذريعة زائفة هي الحماية من معاداة السامية". ومن الأمثلة على ما لا يُعتبر من معاداة السامية الأعمال الفنية التي تنتقد إسرائيل أو الصهيونية، وتدعم النضال الفلسطيني من أجل الحرية وتقرير المصير. وتشير الإرشادات إلى أن "الرموز الفلسطينية، مثل العلم الفلسطيني والكوفية والبطيخة، وعبارات مثل "من النهر إلى البحر، فلسطين ستتحرر"، ليست بحد ذاتها معادية للسامية، ولا ينبغي فرض رقابة عليها أو حظرها". ويضيف أيضاً أن الانتقاد أو السخرية من أفعال يهود معينين، طالما لم تُقدم يهوديتهم كتفسير لرذائلهم، لا يُعدّ معاداة للسامية. ويُقدّم القسم الأخير من التوجيه "مناطق رمادية" قد يشوبها الغموض. ويشجع الموقعون المؤسسات الثقافية، في هذه الحالات، على النظر في عدد من الأسئلة، منها: "من يتحدث؟ أين منبره؟ متى يحدث هذا وما هو على المحك في العالم؟ من يطّلع على العمل؟".

قراءة المقال بالكامل