أبدى الرئيس الأميركي دونالد ترامب، أمس الأربعاء، اعتقاده بأنّ الوساطة التي تقوم بها إدارته لإنهاء الحرب في أوكرانيا توصّلت إلى "اتفاق مع روسيا"، مشيرا إلى أنّه يتعيّن حاليا انتزاع موافقة الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي. وقال ترامب للصحافيين في البيت الأبيض "أعتقد أنّ لدينا اتفاقا مع روسيا"، مضيفا "نحن بحاجة للتوصّل إلى اتفاق مع زيلينسكي. ظننت أنّ التعامل مع زيلينسكي سيكون أسهل لكنّه كان حتى الآن أكثر صعوبة".
وكان موقع أكسيوس الأميركي، قد أشار نقلا عن مصادر إلى أن إدارة ترامب توقعت ردًا من أوكرانيا كان موعده أمس الأربعاء، على إطار عمل لاتفاق سلام يتضمن اعترافًا أميركيًا بشبه جزيرة القرم باعتبارها جزءا من روسيا، واعترافًا غير رسمي بسيطرة موسكو على جميع المناطق المحتلة تقريبًا منذ غزو عام 2022. وبحسب الموقع الأميركي، وصفت الوثيقة المكونة من صفحة واحدة، والتي قدمتها الولايات المتحدة للمسؤولين الأوكرانيين في باريس الأسبوع الماضي، هذا العرض بأنه "العرض النهائي" للرئيس دونالد ترامب.
وفقاً لما أورده "أكسيوس"، ستحصل روسيا على مجموعة من الامتيازات بموجب اقتراح ترامب تتمثل باعتراف أميركي "شرعي" بالسيطرة الروسية على شبه جزيرة القرم،
واعتراف "فعلي" باحتلال روسيا لكامل مقاطعة لوغانسك تقريبًا، والأجزاء المحتلة من دونيتسك وخيرسون وزابوريجيا، ووعد بعدم انضمام أوكرانيا إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو)، فضلا عن رفع العقوبات المفروضة منذ عام 2014، وتعزيز التعاون الاقتصادي مع الولايات المتحدة، وخاصة في قطاعي الطاقة والصناعة.
أما الامتيازات التي ستحصل عليها أوكرانيا بموجب الاقتراح الأميركي، فتتمثل بـ"ضمان أمني قوي" يشمل مجموعةً مؤقتة من الدول الأوروبية، وربما دولاً غير أوروبية متقاربة التفكير، واستعادة الجزء الصغير من مقاطعة خاركيف الذي احتلته روسيا، وممر حر لنهر دنيبر، الذي يمتد على طول خط المواجهة في أجزاء من جنوب أوكرانيا، وتعويضات ومساعدة لإعادة الإعمار، مع أن الوثيقة لم توضح مصدر التمويل.
(فرانس برس، العربي الجديد)
