ترامب يريد بناء أنابيب نفط مع كندا وتطبيقَ التعرِفات الأسبوع القادم

منذ ٢ شهور ٣٠

بينما يؤكد تمسكه بتطبيق التعرِفات الجمركية الإضافية التي فرضها على كندا والمكسيك اعتباراً من الأسبوع القادم، قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب، مساء الاثنين في واشنطن، إنه يريد بناء خط أنابيب النفط "كيستون إكس إل"، رغم أن الشركة المطورة للمشروع كانت قد تخلت عنه بالفعل.  وكتب الرئيس الأميركي دونالد ترامب عبر منصته للتواصل الاجتماعي: "يجب أن تعود الشركة التي كانت تبني خط أنابيب كيستون إكس إل، الذي ألغي بوحشية من إدارة بايدن التي لا كفاءة لديها، إلى أميركا وتنجزه - الآن!"، وأكد أن إدارته الحالية "مختلفة تماماً" عن الإدارة السابقة، مشيراً إلى أن الموافقات ستكون "سهلة، والبداية ستكون شبه فورية"، مضيفاً: "إذا لم تكن هذه الشركة، فربما تكون هناك شركة أنابيب أخرى"، مشدداً على رغبته في بناء خط أنابيب "كيستون إكس إل".

وصُمم المشروع، الذي تبلغ قيمته مليارات الدولارات ويمتد على مسافة 1,200 ميل (1,931 كيلومتراً)، لنقل النفط الخام من الرمال النفطية الكندية إلى ولاية نبراسكا، لكنه أصبح اختباراً رئيسياً للالتزام البيئي خلال فترة الرئيس الأسبق باراك أوباما، الذي رفض المشروع في عام 2015. ومنذ ذلك الحين، ظل المشروع موضع تجاذب سياسي، وحاول ترامب إحياء خط الأنابيب خلال ولايته الأولى، إلا أن الرئيس السابق جو بايدن ألغى التصريح الذي كان يسمح بعبور خط الأنابيب للحدود بين الولايات المتحدة وكندا بعد ساعات فقط من توليه منصبه في يناير/كانون الثاني 2021.

من جانبها، أعلنت شركة South Bow Corp، التي جرى فصلها عن TC Energy Corp، والتي سعت لتنفيذ مشروع كيستون إكس إل لأكثر من عقد، أنها غير مهتمة بإحياء المشروع مجدداً. وبالفعل جرى تفكيك أجزاء من النظام الذي كان يمر عبر مقاطعة ألبرتا الكندية وولايات مونتانا، داكوتا الجنوبية، ونبراسكا الأميركية، كما أن التصاريح الرئيسية للمشروع قد انتهت صلاحيتها، وأكّدت كاتي ستافينوها، المتحدثة باسم شركة South Bow، في تصريح لها مساء الاثنين: "لقد تجاوزنا مشروع كيستون إكس إل"، وأضافت: "ما زلنا نتواصل مع العملاء لتطوير خيارات لزيادة إمدادات النفط الكندي لتلبية الطلب المتزايد في الولايات المتحدة".

وعلى الرغم من ذلك، ألغى ترامب فعلاً أمراً تنفيذياً لإدارة بايدن كان قد أسقط تصريحاً صدر في مارس/آذار 2019 بشأن المشروع، ما يعيد المشروع نظرياً إلى الواجهة، إلا أن كندا لا تزال تواجه تهديد فرض رسوم جمركية جديدة على صادراتها إلى الولايات المتحدة، بما في ذلك ضريبة بنسبة 10% على النفط الخام، ومع ذلك، فقد أرجأ ترامب تطبيق هذه التعرِفات حتى أوائل مارس/آذار.

وسبق لترامب أن أكد أنه يؤمن بإمكانية اعتماد الولايات المتحدة على مواردها الخاصة من النفط والغاز دون الحاجة إلى الاستيراد من جيرانها في أميركا الشمالية، وجاءت تصريحاته الأخيرة في سياق محاولاته المتكررة لإعادة إحياء مشاريع الطاقة المتوقفة. وفي وقت سابق من هذا الشهر، تعهد بإكمال مشروع خط أنابيب Constitution، الذي كان من المفترض أن ينقل الغاز الطبيعي إلى نيويورك، على الرغم من أن الشركة المطورة للمشروع تخلت عنه عام 2020.

وفي مقابلة لها يوم الاثنين مع المذيع شون هانيتي على قناة فوكس نيوز، ربطت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولين ليفيت بين مشروعي خطي الأنابيب، مشدّدة على رغبة ترامب في تعزيز البنية التحتية للطاقة قائلة: "نريد بناء خط أنابيب كيستون إكس إل"، وأضافت: "كما يريد ترامب بناء خط أنابيب في شمال شرق الولايات المتحدة حيث نشأت، وهي المنطقة التي تعاني من بعض أعلى تكاليف الكهرباء والمرافق في البلاد".

ترامب متمسك بتطبيق التعرِفات

أكد الرئيس ترامب، يوم الاثنين، أن التعرِفات الجمركية الشاملة على الواردات من كندا والمكسيك "ستمضي قدماً" بمجرد انتهاء فترة التأجيل التي استمرت شهراً، الأسبوع المقبل. وقال ترامب، خلال مؤتمر صحافي في البيت الأبيض، رداً على سؤال حول ما إذا كانت التعرِفات المؤجلة على الشريكين التجاريين للولايات المتحدة ستعود قريباً إلى التنفيذ: "التعرفات ستمضي قدماً في الوقت المحدد، وفقاً للجدول الزمني".

وأضاف ترامب أن الولايات المتحدة "جرى استغلالها" من دول أجنبية "في كل شيء تقريباً"، مؤكداً خطته لفرض ما وصفه بـ"التعرِفات المتبادلة"، وقال ترامب: "إذاً، التعرفات ستمضي قدماً، نعم، وسنستعيد الكثير من الأراضي". ووقع ترامب، في الأول من فبراير/ شباط، أوامر تنفيذية بفرض تعرِفات جمركية بنسبة 25% على المنتجات المستوردة من المكسيك وكندا، بالإضافة إلى رسوم بنسبة 10% على الطاقة الكندية، واستند في قراره إلى ما وصفه بإخفاق المكسيك وكندا في منع الجرائم وتهريب المخدرات عبر الحدود الأميركية.

لكن ترامب علّق تنفيذ هذه التعرِفات بعد يومين فقط، وذلك بعد أن قدمت رئيسة المكسيك كلوديا شينباوم ورئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو تعهدات منفصلة بتعزيز جهود الرقابة الحدودية. وفي الثالث من فبراير، أعلن ترامب عبر منصة "تروث سوشال" أن فرض التعرِفات على السلع الكندية والمكسيكية سيُأجّل لمدة 30 يوماً، وأشار إلى أنه خلال هذه الفترة، ستجري إدارته مفاوضات مع المكسيك وستسعى للتوصل إلى "اتفاق اقتصادي نهائي مع كندا".

قراءة المقال بالكامل