ترامب يريد رؤية أكثر من مجرد صفقة معادن لاستئناف المساعدات لأوكرانيا

منذ ١ أسبوع ١٣

يتوجه الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إلى السعودية للقاء ولي العهد محمد بن سلمان، اليوم الاثنين، قبل محادثات بين مسؤولين من أوكرانيا والولايات المتحدة غداً الثلاثاء، بشأن إنهاء الحرب مع روسيا في مرحلة بالغة الخطورة بالنسبة لكييف. وبينما يستعد المسؤولون الأميركيون والأوكرانيون للاجتماع، أوضح الرئيس دونالد ترامب بشكل خاص لمساعديه أن صفقة المعادن التي تعتزم واشنطن وكييف توقيعها لن تكون كافية لاستئناف المساعدات وتبادل المعلومات الاستخبارية مع الدولة التي مزقتها الحرب، وفقاً لمسؤول في الإدارة ومسؤول أميركي آخر تحدث لشبكة "إن بي سي".

ومن المتوقع أن تركز المحادثات بين أوكرانيا والولايات المتحدة، غدا الثلاثاء، على اتفاقية المعادن بين البلدين وسبل إنهاء الحرب، وذلك في أول اجتماع رسمي منذ لقاء في البيت الأبيض شهد مناوشات كلامية بين زيلينسكي وترامب.

ويريد الرئيس الأميركي توقيع الاتفاق الذي من شأنه أن يمنح الولايات المتحدة حصة في الموارد المعدنية في أوكرانيا. لكنه يريد أيضاً أن يرى تغييراً في موقف الرئيس الأوكراني تجاه محادثات السلام، وفقاً للمسؤولين الذين تحدثوا للشبكة الأميركية، بما في ذلك الاستعداد لتقديم تنازلات مثل التنازل عن الأراضي لروسيا.

وقال المسؤولون إن ترامب يريد أيضاً من زيلينسكي أن يتخذ بعض الخطوات نحو إجراء انتخابات في أوكرانيا وربما نحو التنحي عن منصبه زعيماً لبلاده. وأوضح المتحدث باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض براين هيوز عندما سئل عن متطلبات ترامب: "كما أظهر الرئيس ترامب من خلال قراءة رسالة الرئيس زيلينسكي في الجلسة المشتركة، فإن الأوكرانيين أحرزوا تقدماً إيجابياً. ومع الاجتماعات في السعودية الأسبوع المقبل، نتطلع إلى سماع المزيد من التحركات الإيجابية التي نأمل أن تنهي في نهاية المطاف هذه الحرب الوحشية وإراقة الدماء".

وصعدت روسيا من هجماتها على أوكرانيا في أعقاب توقف الولايات المتحدة عن تبادل المعدات والمعلومات الاستخبارية هذا الأسبوع، ما جعل يوم الجمعة واحداً من أكثر الأيام دموية بالنسبة للمدنيين هذا العام، وفقاً لبعثة الأمم المتحدة لمراقبة حقوق الإنسان في أوكرانيا. وقعت معظم الخسائر في منطقة دونيتسك في الأراضي التي تسيطر عليها أوكرانيا. وقالت وكالة المراقبة إن أعداد الضحايا كانت أعلى حتى الآن في عام 2025 مقارنة بعام 2024.

ولا يوجد لدى الولايات المتحدة أي مؤشر على أن توقف تبادل المعلومات الاستخبارية كان له تأثير مباشر على الهجمات الروسية، وفقاً للمسؤول الأميركي والمسؤول الإداري. وقالا إن هذه الهجمات الكبيرة خُطِّط لها على الأرجح قبل توقف المعلومات الاستخبارية والمساعدات.

ويمارس الجمهوريون في الكونغرس ضغوطاً على البيت الأبيض لاستئناف المساعدات والاستخبارات، وقال المسؤولان إنهما متفائلان بإمكانية استئناف تدفق الأسلحة والمعدات وتبادل المعلومات الاستخبارية في وقت مبكر من الأسبوع المقبل، خاصة بعد أن أعلن زيلينسكي أن أوكرانيا "مستعدة للجلوس إلى طاولة المفاوضات في أقرب وقت ممكن". كما قال الرئيس الأوكراني إنه وفريقه "مستعدان للعمل تحت القيادة القوية للرئيس ترامب لتحقيق سلام دائم".

يمارس الجمهوريون في الكونغرس ضغوطا على البيت الأبيض لاستئناف المساعدات والاستخبارات

وأعلن المسؤولون أن الولايات المتحدة لا تزال تتقاسم المعلومات الاستخبارية الدفاعية مع أوكرانيا ــ أي المعلومات التي تساعد أوكرانيا في الدفاع عن نفسها ضد الهجمات ــ موضحين أن الولايات المتحدة لا تزال ملزمة بتحذير أوكرانيا. ولكنهم لا يقدمون معلومات الاستهداف ضد الأهداف الروسية. وهذا يعني أن الولايات المتحدة تستطيع تحذير أوكرانيا عندما تظهر المعلومات الاستخبارية أن الروس يستعدون لشن هجوم، ولكنها لم تعد قادرة على تزويد أوكرانيا بإحداثيات الاستهداف لضربها أولاً.

وزودت الولايات المتحدة أوكرانيا بمعلومات الاستهداف والصور الملتقطة عبر الأقمار الاصطناعية والإشارات الاستخبارية على مدى أغلب السنوات الثلاث الماضية. والآن يعمل الحلفاء الأوروبيون على سد بعض الفجوات، ولكن الافتقار إلى المعلومات الاستخبارية الأميركية يؤثر بالفعل على أوكرانيا كل يوم، وفقاً لمسؤول غربي. وأضاف المسؤول "كل يوم يضر بأوكرانيا، وكل يوم يمنح روسيا موقفاً أكثر ملاءمة".

زيلينسكي يلتقي بن سلمان اليوم

ومن المقرر أن يلتقي زيلينسكي اليوم بالأمير محمد بن سلمان الذي قاد السعودية إلى الانخراط في أدوار وساطة منذ غزو روسيا أوكرانيا في 2022، شملت التوسط في تبادل أسرى واستضافة محادثات بين موسكو وواشنطن الشهر الماضي.

وتحت ضغط هائل من ترامب الذي يريد إنهاء الحرب بسرعة، يبذل زيلينسكي جهداً هائلاً لإظهار التوافق رغم عدم حصوله على ضمانات أمنية أميركية تعتبرها كييف أساسية لأي اتفاق سلام. وقال زيلينسكي إنه لن يحضر المحادثات مع المسؤولين الأميركيين، وإن الوفد الأوكراني سيضم رئيس الأركان ووزيري الخارجية والدفاع ومسؤولاً عسكرياً كبيراً من مؤسسة الرئاسة.

وكتب زيلينسكي في منشور على منصة إكس للتواصل الاجتماعي: "نحن ملتزمون تماماً بالحوار البناء ونأمل مناقشة القرارات والخطوات اللازمة والاتفاق عليها". وأضاف: "هناك مقترحات واقعية مطروحة. والمهم هنا هو التحرك بسرعة وفعالية". وذكر ستيف ويتكوف، المبعوث الخاص لترامب الذي يعمل على الترتيب للمحادثات، إن الفكرة هي "التوصل إلى إطار عمل لاتفاقية سلام فضلاً عن وقف مبدئي لإطلاق النار".

ويدعو زيلينسكي إلى هدنة للعمليات الجوية والبحرية إلى جانب تبادل للأسرى، فيما يقول إنه قد يكون اختباراً لمدى التزام روسيا بإنهاء الحرب. وترفض موسكو فكرة الهدنة المؤقتة التي تقترحها أيضاً بريطانيا وفرنسا، وتقول إنها محاولة لكسب وقت لكييف ومنع انهيارها العسكري.

ويقول الرئيس الأوكراني أيضاً إن كييف مستعدة لتوقيع اتفاقية المعادن مع الولايات المتحدة التي تتضمن إنشاء صندوق مشترك من عائدات بيع المعادن الأوكرانية، وهو أمر تقول واشنطن إنه ضروري لضمان استمرار الدعم الأميركي.

وتسيطر روسيا على حوالي خمس أراضي أوكرانيا بما في ذلك شبه جزيرة القرم التي ضمتها في عام 2014، كما تواصل قواتها التقدم بمنطقة دونيتسك في الشرق بعد تكثيف الضربات بالطائرات المسيرة والصواريخ على المدن والبلدات البعيدة عن الجبهة.

قراءة المقال بالكامل