ترامب يستخدم النفط الفنزويلي سلاحاً ضد مادورو

منذ ٢ شهور ٣٣

من المتوقع أن يستخدم الرئيس ترامب واردات النفط الفنزويلي التي تستوردها الشركات الأميركية من فنزويلا سلاحاً للضغط على الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو الذي التقى مفوض ترامب في كاراكاس أمس الجمعة. ووفق قناة "سي بي سي" اليوم السبت، اجتمع، المستشار ريتشارد غرينيل، أحد أقرب مستشاري دونالد ترامب، بالرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو يوم الجمعة. وتستورد المصافي الأميركية حالياً كمية كبيرة من الخامات الثقيلة الفنزويلية.

وتنوي إدارة ترامب مراجعة التنازل عن العقوبات الذي حصلت عليه شركة شيفرون من إدارة الرئيس السابق جو بايدن. وترجح شركة كيبلر أن تواجه واردات النفط الفنزويلية تدقيقًا مكثفًا من إدارة ترامب، وهناك تكهنات متزايدة بأن شركة شيفرون قد تفقد رخصتها لإنتاج النفط في فنزويلا، خاصة بعد التصريحات المشدّدة التي أدلى بها وزير الخارجية ماركو روبيو بشأن فنزويلا. وانتقد روبيو إدارة بايدن، مدعيًا أنها "تم التلاعب بها" في المفاوضات مع مادورو. ونتيجة لذلك، تتوقع كيبلر أنه في عهد ترامب، قد تواجه إمدادات النفط الفنزويلية انخفاضات كبيرة، إذ تنخفض من المستويات البالغة 830 ألف برميل يوميًا إلى 670 ألف برميل يوميًا في عام 2025، وهو ما يعادل انخفاضًا بنسبة 26% على أساس سنوي وفق شركة كيبلر الأميركية.

من جانبها، قالت نشرة "أكشن نيوز" الأميركية اليوم السبت، إن حكومة الرئيس نيكولاس مادورو أطلقت سراح ستة أميركيين محتجزين في فنزويلا خلال الأشهر الأخيرة، بعد أن التقى مفوض ترامب يوم الجمعة الرئيس مادورو وطلب منه استعادة المهاجرين المرحّلين الذين ارتكبوا جرائم في الولايات المتحدة.

ووفق التقرير، ركزت رحلة غرينيل التي استغرقت ساعات طويلة إلى فنزويلا، وفقاً للبيت الأبيض، على جهود ترامب لترحيل الفنزويليين إلى وطنهم، وإطلاق سراح الأميركيين المحتجزين. ووفق تقرير "أكشن نيوز"، نشر غرينيل على موقع إكس صورة تظهره مع الأميركيين الذين أطلق سراحهم على متن الطائرة التي حملتهم إلى الولايات المتحدة. وقالت كارولين ليفيت، السكرتيرة الصحافية للبيت الأبيض، للصحافيين يوم الجمعة، إن ترامب أصدر تعليماته لغرينيل "بالتأكد من أن رحلات العودة التي تقل الفنزويليين، بما في ذلك أعضاء منظمة ترين دي أراغوا الإجرامية تهبط في فنزويلا".

وأضافت أن ترامب أمر غرينيل أيضاً "بالتأكد من عودة جميع المعتقلين الأميركيين في فنزويلا إلى ديارهم"، وعقد الاجتماع بين غرينيل والرئيس مادورو في العاصمة الفنزويلية بعد أقل من شهر على أداء مادورو اليمين لولاية ثالثة مدتها ست سنوات، ولا تعترف الحكومة الأميركية، إلى جانب العديد من الدول الغربية الأخرى، بادعاء مادورو النصرَ في الانتخابات.

وأعلن الرئيس دونالد ترامب ومبعوثه للمهام الخاصة ريتشارد غرينيل، عبر وسائل التواصل الاجتماعي، إطلاق سراح الرجال الستة، ويتوقع محللون أن يكون لقطع واردات النفط الفنزويلية تأثيرات سلبية على إمدادات الخامات البترولية الثقيلة التي تستهلكها المصافي الأميركية، ورغم أنّ ذلك قد يضغط على حكومة مادورو، لكنه قد يضرّ بمصافي التكرير على ساحل الخليج الأميركي المصمّمة لمعالجة الخام الثقيل الذي تنتجه فنزويلا.

ويرجح محللون أن تواجه إدارة ترامب عملية توازن معقدة، ويجب عليها أن توازن بين الأهداف الدبلوماسية والمصالح الاقتصادية المحلية. وستكون صناعة النفط وسياسة الهجرة من العوامل الرئيسية في تشكيل استراتيجية فنزويلا الجديدة، ومن الممكن أن يعيد قرار الرئيس ترامب تشكيل السياسات الإقليمية وأسواق الطاقة. وقد يجبر ذلك فنزويلا على البحث عن مشترين جدد لنفطها، ما قد يزيد من اعتمادها على الصين، وقد يكون لهذا التحول آثار جيوسياسية بعيدة المدى. وبينما يتكشف الوضع، تظل العديد من الأسئلة دون إجابة، إذْ لم يتضح بعد تأثير ذلك على أسعار النفط العالمية، واقتصاد فنزويلا، والعلاقات بين الولايات المتحدة وأميركا اللاتينية، ولا يستبعد محللون وفق صحيفة "ريو تايمز" البرازيلية، أن تمثل سياسة ترامب نقطة تحول في الأزمة الفنزويلية المستمرة.

قراءة المقال بالكامل