ترامب يفتخر باعتقال ناشط من جامعة كولومبيا ويتوعّد آخرين

منذ ١ أسبوع ١٦

في حين جُمع أكثر من مليون توقيع للمطالبة بالإفراج الفوري عن الناشط الفلسطيني محمود خليل الذي اعتقلته وزارة الأمن الداخلي الأميركية، عبّر الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن "فخر" إزاء عملية الاعتقال هذه، متوعّداً بالمزيد. وخليل أدّى دوراً بارزاً في الاحتجاجات المؤيّدة للفلسطينيين، وسط حرب الإبادة الإسرائيلية التي تواصلت على قطاع غزة على مدى أكثر من 15 شهراً، وذلك في جامعة كولومبيا بمدينة نيويورك.

وكتب ترامب، في تدوينة نشرها على منصة تروث سوشيال، اليوم الاثنين، أنّ عملية الاعتقال هذه هي "الأولى من بين عدد كبير من عمليات الاعتقال المقبلة". أضاف: "نعلم أنّ ثمّة مزيداً من الطلاب في (جامعة) كولومبيا والجامعات الأخرى بمختلف أنحاء البلاد ممّن شاركوا في أنشطة مؤيّدة للإرهاب ومعادية للسامية ومعادية لأميركا"، في إشارة إلى الاحتجاجات التي قامت في الجامعات الأميركية تنديداً بالإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل بحقّ الفلسطينيين في قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023.

وتابع الرئيس الأميركي: "لن تتسامح إدارة ترامب مع ذلك"، متّهماً "كثيرين" من هؤلاء الطلاب المشاركين في احتجاجات الجامعات الأميركية بأنّهم "ليسوا طلاباً، بل محرّضين مأجورين". وتعهّد بالعثور على "هؤلاء المتعاطفين مع الإرهاب وإلقاء القبض عليهم وترحيلهم من بلدنا"، مشدّداً على أنّهم "لن يعودوا مرّة أخرى أبداً". وأكمل ترامب تدوينته: "إذا كنت تدعم الإرهاب، بما في ذلك ذبح الأبرياء من الرجال والنساء والأطفال"، في إشارة هنا إلى المزاعم الإسرائيلية بخصوص السابع من أكتوبر التي دحضتها كلّ الجهات، "فإنّ وجودك يتعارض مع مصالحنا الوطنية والخارجية"، وبالتالي "أنت شخص غير مرحّب به هنا". وطالب كلّ الجامعات الأميركية بالامتثال لهذا التوجّه.

وبعد اعتقال الناشط محمود خليل، أوّل من أمس السبت، وقّع أكثر من مليون شخص على عريضة للإفراج فوراً عن هذا الناشط الفلسطيني، وللاعتراض على بروتوكول جامعة كولومبيا الذي سمح لإدارة الهجرة بالدخول إلى الحرم الجامعي من دون أمر قضائي. وقد جمعت التواقيع "شبكة الحراك"، علماً أنّها بلغت إلى حين كتابة هذا التقرير مليوناً و144 ألف توقيع، وذلك في أقلّ من 24 ساعة. وتُعَدّ الشبكة واحدة من منظمات وهيئات حقوقية ومجتمعية بدأت جمع توقيعات للإفراج عن الناشط الفلسطيني.

وأضافت الشبكة أنّ خليل كان هدفاً لحملات ضغط ومضايقات صهيونية، وقد نُشر اسمه على مواقع تستهدف الناشطين نصرة لغزة، مثل "كناري ميشين"، مشدّدةً على أنّ هذا الاستهداف العنصري يعمل على ترهيب الناشطين من أجل فلسطين وتوعّد الآخرين.

وتشير التقارير اليوم إلى ظهور خليل في مركز احتجاز بولاية لويزيانا الأميركية، على مسافة نحو 1900 كيلومتر من موقع اعتقاله في ولاية نيويورك. وقد قيل لأسرته في البداية إنّه نُقل إلى مركز اعتقال في ولاية نيوجيرسي، وعندما وصلت إلى هناك وسألوا عنه اُجيبوا بأنّه "ليس هنا".

من هو الناشط محمود خليل؟

يُعَدّ محمود خليل أحد قادة الاحتجاجات الطالبية المؤيّدة للفلسطينيين، على خلفية الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، خلال عام ونصف عام في جامعة كولومبيا الأميركية. وقد كان خليل المفاوض الرئيسي مع إدارة الجامعة خلال إقامة مخيّم الطلاب المحتجين في الحرم الجامعي، الذي فضّته الشرطة الأميركية. وظهر في عدد من المؤتمرات الصحافية آنذاك، وتحدّث خلالها عن الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل بحقّ الفلسطينيين، وطالب بوقف الحرب على قطاع غزة، منتقداً موقف إدارة الجامعة ومطالباً إيّاها بسحب استثماراتها من شركات تدعم إسرائيل.

يحمل خليل البطاقة الخضراء (غرين كارد)، وهو مقيم دائم قانوني في الولايات المتحدة الأميركية، كذلك فإنّ زوجته أميركية، وهي حامل في الشهر الثامن وتنتظر ولادة طفلهما. ويُعَدّ اعتقال خليل أولى محاولات إدارة ترامب العلنية لترحيل مواطنين غير أميركيين من البلاد، بتهمة معاداة السامية. يُذكر أنّه نُقل، عقب اعتقاله، بعيداً عن محلّ إقامته في نيويورك، من عملاء إدارة الهجرة والجمارك، وقيل له إنّ تأشيرة الدراسة الخاصة به قد أُلغيت. وعلى الرغم من أنّ محاميته بيّنت أنّه يحمل البطاقة الخضراء، فإنّ قوات إنفاذ القانون أبقت عليه معتقلاً.

وقد أنهى خليل دراساته العليا في كلية الشؤون الدولية والعامة في جامعة كولومبيا في ديسمبر/كانون الأول 2024، علماً أنّه كان قد حصل على درجة البكالوريوس في علوم الحاسب الآلي من الجامعة اللبنانية-الأميركية (إل إيه يو) قبل الالتحاق بجامعة كولومبيا. ووفقاً لملفّه الشخصي على موقع جمعية التنمية الدولية، فقد عمل خليل في السفارة البريطانية لدى بيروت قبل وصوله إلى الولايات المتحدة الأميركية، وكذلك في منظمة "جسور" التعليمية السورية - الأميركية غير الربحية.

وكان خليل قد كشف لوكالة أسوشييتد برس، قبل نحو أسبوع من اعتقاله، أنّ جامعة كولومبيا وجّهت إليه اتّهامات عدّة لا علاقة له بها. وقال: "ثمّة 13 ادعاءً ضدّي، معظمها استناداً إلى منشورات على وسائل التواصل الاجتماعي لم يكن لي علاقة بها على الإطلاق". وأضاف أنّ هذه الاتهامات من مكتب المساواة المؤسسية الذي أُنشئ حديثاً في الجامعة، والذي أرسل عشرات الإخطارات إلى طلاب شاركوا في مجموعة من الأنشطة لدعم الفلسطينيين.

قراءة المقال بالكامل