هدّد الرئيس الأميركي دونالد ترامب بقصف إيران وفرض رسوم جمركية ثانوية عليها إذا لم تتوصل إلى اتفاق مع واشنطن بشأن برنامجها النووي. وقال ترامب، في مقابلة هاتفية مع شبكة (أن.بي.سي)، اليوم الأحد: "إذا لم يتوصّلوا إلى اتفاق، فسيكون هناك قصف لا مثيل له... لكن هناك احتمال، إذا لم يتوصّلوا إلى اتفاق أن أفرض عليهم رسوماً جمركية ثانوية مثلما فعلت قبل أربع سنوات".
وكان ترامب قد وجه اتهامات لإيران بدعم جماعة الحوثيين في اليمن التي بدأت واشنطن بتنفيذ ضربات جوية على مواقعها خلال الشهر الحالي، وحذر طهران مطالباً إياها بالتوقف: "يجب أن يتوقف دعم الإرهابيين الحوثيين على الفور"، ومنح الرئيس الأميركي إيران مهلة شهرين لتوقيع اتفاق نووي جديد أو مواجهة عمل عسكري محتمل في رسالته المرسلة إلى المرشد الأعلى الإيراني علي خامئني قبل ثلاثة أسابيع.
واليوم الأحد، أكد الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، في اجتماع الحكومة الإيرانية، أن رد بلاده على رسالة الرئيس الأميركي للمرشد الإيراني "وصل إليهم عبر سلطنة عُمان"، وأضاف، وفق التلفزيون الإيراني، أنه "رُفض التفاوض المباشر، لكن ورَدَ أن طريقَ التفاوض غير المباشر مفتوح"، موضحاً أنه "جرى تأكيد أن إيران لم تتجنب التفاوض أبداً، والنكثُ بالعهود هو الذي أحدث المشكلة على هذا الطريق، ويجب تدارك ذلك"، وشدّد الرئيس الإيراني أن "سلوك الأميركيين هو الذي سيحدد استمرار مسار المفاوضات".
والخميس الفائت، قال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي إن طهران أرسلت رداً على رسالة ترامب "على نحوٍ مناسب عبر سلطنة عُمان"، مضيفاً: "شرحنا في الرسالة الجوابية وجهات نظرنا تجاه الوضع الراهن ورسالة السيد ترامب على نحوٍ كامل"، وأكد عراقجي: "سياستنا ما زالت هي عدم التفاوض مباشرةً مع أميركا في ظروف الضغوط القصوى والتهديدات العسكرية"، وفق التلفزيون الإيراني.
وكشفت مصادر مطلعة في إيران لـ"العربي الجديد"، أمس السبت، عن تفاصيل الرسالة الجوابية التي بعثتها الخارجية الإيرانية إلى ترامب عبر سلطنة عُمان، رداً على رسالته إلى المرشد الإيراني، علماً أن هذه هي المرة الأولى التي تردّ فيها إيران على رسالة رئيس أميركي، في وقت تجاهلت رسائل سابقة من رؤساء أميركيين. وأكدت هذه المصادر التي رفضت الكشف عن هويتها أن طهران "ردت على كل بند وفقرة في رسالة الرئيس الأميركي على نحوٍ منفصلٍ ومفصّل، بلغة تناسب ما استخدمه ترامب"، مضيفة أنه يمكن القول إنّ الرسالة الجوابية "تدور حول أربعة محاور بشأن الملف النووي، والقدرات الدفاعية، والسياسات الإقليمية، والتهديدات" التي أطلقها ترامب في رسالته.
وتابعت المصادر أن "طهران أكدت رفضها المطلق لإجراء أي نقاش حول قدراتها الدفاعية وصواريخها"، مشيرة إلى أنها في الوقت نفسه أعلنت في الرسالة عن "استعدادها للتفاوض بشأن برنامجها النووي فحسب، وذلك فقط على أساس الاتفاق النووي المبرم عام 2015 والاحترام المتبادل"، لافتةً إلى أن التأكيد على التفاوض على أساس الاتفاق النووي فحسب جاء رفضاً لأي محاولة لطرح "مطالب غير منطقية بشأن تعطيل البرنامج النووي"، موضحة أنها "لن تقبل بذلك تحت أي ظرف"، وأشارت إلى أنها أكدت لترامب أن "برنامجها النووي سلمي، وتمسكها بسلميته يأتي انطلاقاً من قناعاتها فحسب".
وربطت الرسالة الجوابية، وفق المصادر الإيرانية، أي تفاوض مباشر بالتعامل مع طهران على أساس "الاحترام، من دون إطلاق تهديدات وممارسة الضغوط القصوى"، قائلة إن المحور الرابع في الرسالة الجوابية هو الرد على التهديدات التي تضمنتها رسالة ترامب، "إذ أكدت طهران أنها ستدافع عن مصالحها وأمنها القومي على نحوٍ صارم، وردُّها على أي استهداف لن يكون له حدود معيّنة".
(رويترز، العربي الجديد)
