تشير التقديرات الإسرائيلية إلى احتمالات ضعيفة بشأن التوصل إلى اتفاق في محادثات الدوحة بحجة أن حركة حماس قد لا توافق على ما يُسمى مقترح ويتكوف المحدّث، والذي يتضمن الإفراج عن عشرة محتجزين إسرائيليين أحياء في اليوم الأول من تمديد وقف إطلاق النار في غزة لمدة 60 يوماً إضافية، من بينهم عِدان ألكسندر الذي يحمل الجنسية الأميركية.
ونقلت قناة كان 11 العبرية، مساء الثلاثاء، أن إسرائيل تطالب بتطبيق مبادئ مقترح المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف، وتمديد وقف إطلاق النار في قطاع غزة لمدة 60 يوماً إضافية، إلى ما بعد ما تسميه "يوم الاستقلال" (ذكرى احتلال فلسطين)، مقابل إطلاق سراح عشرة محتجزين أحياء. ونقلت القناة ذاتها عن مصادر مطّلعة على المقترح الإسرائيلي المطروح على الوسطاء أنه يشمل إطلاق سراح عشرة محتجزين أحياء في اليوم الأول والإفراج عن الباقين في اليوم الأخير. ومع ذلك، تشكك المصادر نفسها في مدى احتمال تنفيذ هذه المبادرة.
وفي جميع الحالات فإن إسرائيل، وفقاً للقناة العبرية، مستعدة في الوقت الراهن لمناقشة الإفراج عن المحتجزين على دفعات تدريجية فقط، بدلاً من إطلاق سراحهم دفعة واحدة، وذلك بسبب رفضها مناقشة وقف الحرب. وذكر موقع واينت العبري، اليوم الأربعاء، أن إسرائيل تُبدي شكوكاً حيال قبول حماس للخطة التي اقترحها ستيف ويتكوف، مبعوث الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى الشرق الأوسط، لذا تقترح تمديد المرحلة الأولى من الصفقة عبر دفعات إفراج صغيرة تدريجية.
وكان وفد التفاوض الإسرائيلي، برئاسة أحد مسؤولي جهاز الشاباك، قد وصل إلى الدوحة يوم الاثنين. ويضمّ الوفد منسق المحتجزين والمفقودين غال هيرش، والمستشار السياسي لرئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو أوفير فلك، وممثلين عن الموساد، والشاباك، وجيش الاحتلال. كما وصل ويتكوف أمس إلى الدوحة، ومن المتوقع أن ينضم اليوم إلى المفاوضات، وعندها فقط يمكن فهم خطواته المستقبلية لدفع جهود إطلاق سراح 59 محتجزاً اسرائيلياً لا يزالون في غزة.
وأعلنت إسرائيل، مطلع مارس/آذار الجاري، عن موافقتها على ما وصفتها بخطة المبعوث الأميركي، والتي تضمنت في نسختها الأصلية إطلاق سراح نصف المحتجزين الأحياء والجثامين في اليوم الأول لوقف إطلاق النار، على أن يتم إطلاق سراح بقية المحتجزين والجثامين في حال التوصل إلى اتفاق حول وقف دائم لإطلاق النار. ورفضت حماس المقترح الأول، في حين رحبت به إسرائيل لخدمته مصالحها.
في غضون ذلك، منحت حكومة الاحتلال تفويضاً محدوداً جداً لفريق التفاوض الإسرائيلي الذي وصل إلى قطر، ينص على تركيز الجهود للتوصل إلى اتفاق بناءً على خطة ويتكوف الحالية، أو على الأقل محاولة إطلاق عملية تؤدي إلى تمديد المرحلة الأولى من الصفقة، وهو ما يتيح الإفراج عن مزيد من المحتجزين مقابل استمرار وقف إطلاق النار المؤقت.
وبالتزامن مع التطورات، صرّح وزير الأمن الإسرائيلي يسرائيل كاتس للقناة 11 العبرية بأن "الهدف في غزة واضح والنتيجة ستكون واضحة، القضاء على حماس. قبل كل شيء، آمل أن يتم إطلاق سراح المخطوفين (المحتجزين)". وأضاف كاتس: "هناك مبدأ واحد، هو أن دولة إسرائيل لن تهاجم أبداً مكاناً لا يمكن استبعاد احتمال وجود مختطفين فيه. حتى لو رصدنا عناصر مختلفة، فإن هذا الأمر مقدّس بالنسبة لنا".
