تصاعد الحرب التجارية بين ترامب وكندا وسط رسوم متبادلة وتهديدات

منذ ٦ أيام ١٤

تصاعد الحرب التجارية بين الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، وكندا وسط زيادة ملحوظة في الرسوم الجمركية المتبادلة والتهديدات الانتقامية، وفيما أعلن ترامب مضاعفة الرسوم المفروضة على واردات الصلب الحديد والألمنيوم الكندية إلى 50% بدءا من الغد الأربعاء، فقد استبقت أوتاوا القرار بفرض رسوم بنسبة 25% على صادرات الكهرباء إلى الولايات المتحدة. كما هدد ترامب أيضا بزيادة الرسوم الجمركية "بنحو كبير" على السيارات القادمة إلى الولايات المتحدة في الثاني من أبريل "إذا لم تسقط كندا الرسوم الجمركية الشنيعة الأخرى".

وأعلن دونالد ترامب اليوم الثلاثاء أنه أصدر أوامر لإدارته بزيادة الرسوم الجمركية على واردات الصلب والألومنيوم من كندا بنسبة إضافية تبلغ 25%، لتصل إلى 50%. وفي منشور عبر منصة "تروث سوشيال"، قال إن الرسوم الجديدة ستدخل حيز التنفيذ صباح يوم الأربعاء، مكرراً دعوته لضم كندا إلى الولايات المتحدة لتصبح الولاية الحادية والخمسين.

وأشار ترامب إلى أن هذه الرسوم جاءت رداً على قرار حكومة أونتاريو بفرض ضريبة بنسبة 25% على صادرات الكهرباء إلى الولايات المتحدة، وهو القرار الذي اتخذه رئيس وزراء أونتاريو، دوج فورد، كرد فعل على الرسوم الجمركية الشاملة التي فرضها ترامب بنسبة 25% على الواردات الكندية.

وفي منشوره، كتب ترامب: "بناءً على قيام أونتاريو، كندا، بفرض رسوم بنسبة 25% على الكهرباء المصدرة إلى الولايات المتحدة، فقد أصدرت تعليماتي لوزير التجارة بإضافة 25% أخرى، ليصل المجموع إلى 50% على جميع واردات الصلب والألومنيوم القادمة إلى الولايات المتحدة من كندا، إحدى أكثر الدول فرضاً للرسوم في العالم". وأكد أن القرار سيدخل حيز التنفيذ صباح يوم 12 مارس/ آذار الجاري.

الرسوم الجمركية تعصف بأسواق المال

وبعد إعلان ترامب، تراجع مؤشر داو جونز الصناعي بأكثر من 500 نقطة، مثلت نحو 1.25% من قيمته، في حين انخفض مؤشر ستاندرد آند بورز 500 بنسبة 0.8%، وتراجع مؤشر ناسداك المركب بنسبة 0.4%، إذ تزايدت مخاوف المستثمرين بشأن التداعيات الاقتصادية المترتبة على فرض الرسوم الجمركية.

وفي رد سريع، أكد دوج فورد أنه سيبقي التعرفة الكندية على الكهرباء المصدرة إلى الولايات المتحدة كما هي، قائلاً: "لن نتراجع. سنكون حازمين". وأضاف في مقابلة مع شبكة MSNBC: "أعتذر للشعب الأميركي لأن الرئيس ترامب قرر شن هجوم غير مبرر على بلدنا، وعلى الأسر والوظائف. هذا أمر غير مقبول". وكان ترامب قد فرض في السابق رسوماً على كندا والمكسيك في فبراير/ شباط الماضي، ثم أجّلها لمدة شهر، قبل أن يُعيد فرضها مجدداً ثم يؤجلها جزئياً مرة أخرى. ومع ذلك، تعهد فورد بالإبقاء على تعرفة أونتاريو رغم التعديلات التي أجراها ترامب.

وأعرب فورد عن استغرابه من قرارات ترامب قائلاً: "لست متأكداً من سبب استمراره في مهاجمة أقرب أصدقائه وحلفائه، ولكننا بحاجة سماع الشعب الأميركي يتحدث بصوت عالٍ. نحتاج إلى أن يقف الرؤساء التنفيذيون ويخبروه بأن هذا سيكون كارثياً. الأوضاع فوضوية تماماً الآن".

تهديدات ترامب وتصعيد إضافي

وإلى جانب إعلان الرسوم الجمركية الجديدة، طالب ترامب كندا بإلغاء ما وصفه بـ"الرسوم المناهضة للمزارعين الأميركيين" على بعض منتجات الألبان الأميركية، كما هدّد بإعلان "حالة طوارئ وطنية" تتعلق بالكهرباء في المناطق المتضررة. وأضاف ترامب مؤكداً أنه إذا لم ترفع كندا "الرسوم المجحفة وطويلة الأمد" على الولايات المتحدة، فإنه سيزيد بشكل كبير التعرفات الجمركية على واردات السيارات الكندية اعتباراً من 2 إبريل/ نيسان، وهو ما وصفه بأنه سيؤدي إلى "الإغلاق الدائم" لصناعة السيارات الكندية.

ولم يصدر البيت الأبيض تعليقاً فورياً على تصريحات ترامب، الذي اعتبر في أكثر من مناسبة سابقة الرسوم الجمركية أداة اقتصادية متعددة الاستخدامات، ووعد بفرض "تعرفات متبادلة" واسعة النطاق على الدول التي تفرض رسوماً على البضائع الأميركية. وأدّت سياسة ترامب التجارية المتقلبة إلى توترات متزايدة مع الجارتين كندا والمكسيك، حيث تصاعدت في كندا حملات مقاطعة للمنتجات الأميركية، وانتقد القادة السياسيون في البلاد بشدة الحرب التجارية التي يشنها ترامب.

دعوة لضم كندا إلى الولايات المتحدة

ووسط التصعيد التجاري، صعّد ترامب من لهجته تجاه كندا، مؤكداً مجدداً دعوته لضمها إلى الولايات المتحدة كولاية جديدة. وكان رئيس الوزراء الكندي السابق، جاستن ترودو، قد اتهم ترامب سابقاً بالسعي إلى إضعاف كندا لجعلها أسهل للضم، في إشارة إلى تصريحاته المتكررة حول تحويل كندا إلى "الولاية الحادية والخمسين". وفي منشوره يوم الثلاثاء، ربط ترامب بين خططه الجمركية ودعوته لضم كندا، قائلاً: "هذا الوضع لا يمكن أن يستمر. الحل الوحيد المنطقي هو أن تصبح كندا ولايتنا العزيزة الحادية والخمسين".

وأضاف أن ذلك سيؤدّي إلى اختفاء جميع الرسوم الجمركية وغيرها من المشاكل التجارية، مشيراً إلى أن الضرائب في كندا ستنخفض نتيجة لهذه الخطوة. وأكد ترامب أن "الحدود المصطنعة التي رُسمت منذ سنوات طويلة ستختفي أخيراً، وسنحظى بأكثر الدول أماناً وجمالاً في العالم". كما وعد بأن النشيد الوطني الكندي "يا كندا" سيظل يُعزف، ولكن هذه المرة كممثل "لدولة عظيمة وقوية ضمن أعظم أمة شهدها العالم على الإطلاق".

قراءة المقال بالكامل