قال مسؤول تركي، اليوم الثلاثاء، إن تركيا تشعر "بتفاؤل حذر" تجاه الاتفاق المبرم بين "قوات سوريا الديمقراطية (قسد)" وبين الحكومة السورية، مشدداً على أن أنقرة تريد رؤية كيف سيجري تنفيذ الاتفاق أولاً، وكان الرئيس السوري أحمد الشرع قد وقع اتفاقاً مع قائد "قسد" مظلوم عبدي، أمس الاثنين، يقضي بإدماج "قسد" ضمن مؤسسات الدولة السورية، وتأكيد وحدة الأراضي السورية، ورفض التقسيم.
وأضاف المسؤول التركي: "نشعر بتفاؤل حذر تجاه الاتفاق، ونتطلع إلى كيفية تنفيذه في هذه المرحلة"، مضيفاً لرويترز: "قدّم التنظيم الإرهابي وعوداً في السابق أيضاً، ولذا نتطلع إلى التنفيذ وليس التعبير عن النوايا هنا". وأشار المسؤول، مشترطاً عدم الكشف عن هويته، إلى أنّ الاتفاق لا يغير من عزم تركيا على مكافحة الإرهاب، موضحاً: "من غير المقبول أن يدخل هؤلاء الأشخاص (وحدات حماية الشعب) المؤسسات السورية دون تفكيك سلسلة قيادتهم، ثم هناك سلسلة قيادة داخل سلسلة القيادة. من المهم إدماجهم، وليس دخولهم مع استمرار كونهم وحدات حماية الشعب".
ودأبت تركيا على المطالبة بنزع سلاح "وحدات حماية الشعب" المنضوية في "قسد"، وحلها، ورحيل أي مقاتلين غير سوريين بين صفوفها عن البلاد، كما شنت أنقرة منذ 2016 أربع عمليات عسكرية في شمال سورية، أرجعتها إلى ما وصفته بتهديدات للأمن القومي، وشكّل الجيش التركي مناطق آمنة عدة في سورية، في مناطق "درع الفرات" و"غصن الزيتون" و"نبع السلام".
وينص الاتفاق مع "قسد" على ضمان حقوق جميع السوريين في التمثيل والمشاركة، ودمج كل المؤسسات المدنية والعسكرية في شمال شرق سورية ضمن الدولة، ودعم الدولة السورية في مكافحة فلول نظام بشار الأسد المخلوع والتهديدات الأخرى، ورفض دعوات التقسيم وخطاب الكراهية ومحاولات بث الفتنة. كما ينص الاتفاق على دمج المؤسسات المدنية والعسكرية التي تهيمن عليها "قوات سوريا الديمقراطية" في شمال شرق البلاد ضمن الدولة، وعلى أن تصبح المعابر الحدودية والمطار وحقول النفط والغاز في شرق سورية جزءاً من إدارة دمشق.
وأشار المحلل السياسي محمد جزار في حديث سابق مع "العربي الجديد" إلى أن "فرص نجاح الاتفاق جيدة، نظراً لأنه يجري بين قوتين ناضجتين سياسياً، وبعلم وربما مشاركة أطراف دولية وإقليمية فاعلة، خاصة الولايات المتحدة الراعي الرسمي لقسد، وتركيا الحليف الأقرب لحكومة دمشق"، مضيفاً أن "تركيا، وإن كانت تدعم الاتفاق مبدئياً كما يُفترض، ستواصل مراقبة تطبيقه على الأرض، لأن ثقتها ضعيفة بقسد وقيادتها، خاصة في ما يتعلق بإبعاد قيادات قنديل (عناصر حزب العمال الكردستاني) عن سورية، وللتأكد من أن القوات التي تنتشر على الحدود مع تركيا سوف تأتمر من دمشق وليس من قيادة قسد".
(رويترز، العربي الجديد)
