تفاؤل عراقي بزيارة الشيباني: طيّ "صفحة الحذر" وتمهيد لتعزيز التعاون

منذ ٣ ساعات ٨

عبّر عدد من المسؤولين والسياسيين العراقيين، عن تفاؤلهم بنتائج زيارة وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني لبغداد، التي جرت أمس الجمعة، مؤكدين أنها نجحت بإزالة مرحلة "التعامل الحذر" ومهدت لعلاقات مشتركة. وكان الشيباني قد وصل أمس الجمعة إلى بغداد، في زيارة رسمية، هي الأولى من نوعها لمسؤول سوري يزور العراق منذ أحداث سقوط نظام بشار الأسد.

وعقد الشيباني عدة لقاءات، من بينها مع نظيره العراقي فؤاد حسين، ورئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، ورئيس البرلمان العراقي محمود المشهداني، والرئيس عبد اللطيف رشيد، وركزت المباحثات على "تعزيز العلاقات المشتركة بما ينسجم مع طبيعة المرحلة الراهنة، وتطويرها بما يخدم المصلحة المشتركة". وبحسب بيان لمكتب السوداني، فإنه "جرى خلال اللقاء، تأكيد موقف العراق الواضح والثابت في احترام خيارات الشعب السوري، بكل مكوناته وأطيافه والحرص على أمن سورية واستقرارها، الذي ينعكس على أمن المنطقة واستقرارها"، مبيناً أنه "أُكِّدَت أهمية استمرار المشاورات السياسية والأمنية بين البلدين".

وشدد السوداني على "وحدة الأراضي السورية، ورفض جميع التدخلات في الشأن السوري، خصوصاً مع ما يجري اليوم من سيطرة جيش الكيان الغاصب على أراضٍ سورية"، معرباً عن "استعداد العراق للمساهمة في دعم سورية وإعادة إعمارها، وتقديم جميع التسهيلات اللازمة في هذا الشأن، مع تأكيد أهمية التنسيق لمواجهة مخاطر الإرهاب لتحقيق الاستقرار الداعم لإعادة إعمار سورية والعمل على مواجهة الخطاب الطائفي".

من جهته، أكد مسؤول في وزارة الخارجية العراقية اشترط عدم ذكر اسمه، لـ"العربي الجديد"، أن "الزيارة خطوة مهمة بتعزيز العلاقات المشتركة"، مبيناً أن "الزيارة أزالت مرحلة التعامل الحذر، وقد نجحت بتفاهمات مشتركة بين البلدين، وأن الجانبين أكدا أن هناك ضرورات ومصالح مشتركة بين البلدين لوضع العلاقة باتجاه التطور بما يخدم المصالح المشتركة". ومضى قائلاً: "بُحثَت ملفات عدة، منها تجارية في ما يخص التبادل التجاري، وملفات أمنية في ما يخص الحدود المشتركة وتعزيز أمنها ومحاربة بقايا داعش، فضلاً عن تعزيز العلاقات الدبلوماسية"، مؤكداً أن "هناك انفتاحاً عراقياً بهذا الاتجاه، وأن الزيارة مهدت لخطوات لاحقة باتجاه تعزيز التعاون المشترك".

من جهته، رحب رئيس "تحالف السيادة" خميس الخنجر، بالشيباني، وقال في منشور على إكس: "نرحب بوزير الخارجية السوري أسعد الشيباني في بلده الثاني العراق"، مؤكداً أن "زيارة الشيباني تأتي تأكيداً لأهمية العلاقات الأخوية والتاريخية بين العراق وسورية، وأن التعاون والتفاهم المشترك بين البلدين يمثلان ركيزة أساسية لتحقيق مصالح الشعبين وتعزيز الاستقرار في المنطقة". كذلك عبّر رئيس مركز التفكير السياسي العراقي، إحسان الشمري، عن تفاؤله بنتائج الزيارة، وقال في تدوينة له على "إكس": "زيارة الشيباني لبغداد ضرورة للأمن القومي السوري وبداية لصفحة جديدة مع العراق، شرط أن يتم التفاعل معها من صناع القرار بنيات صادقة".

وهذه الزيارة الأولى لمسؤول سوري للعراق منذ سقوط نظام بشار الأسد في الثامن من ديسمبر/ كانون الأول الماضي، إذ تخلّلت الأشهر الماضية مواقف عراقية متباينة من التغيير في سورية، خصوصاً من القوى السياسية والفصائل المسلحة الحليفة لإيران، التي تبنت مواقف سلبية من الإدارة السورية الجديدة.

قراءة المقال بالكامل