تفاهمات بين تل أبيب وواشنطن حول محادثات بوهلر مع حماس

منذ ١ أسبوع ١٢

أوضح رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وفريقه في جلسة المجلس الوزاري للشؤون السياسية والأمنية (الكابينت)، أن محادثات جرت مع الأميركيين، بشأن المحادثات التي أجراها مبعوث الرئيس الأميركي دونالد ترامب، آدم بوهلر، مع حركة مع حماس حول المحتجزين في قطاع غزة، وأنه جرى تحديد الأمور، بحيث تُنسّق المحادثات التي تُجرى مع الحركة كلياً مع إسرائيل.

وأوضحت إذاعة كان ريشت بيت العبرية التي أوردت الخبر، اليوم الاثنين، أنه قيل للوزراء في اجتماع "الكابينت" إن "هذه القضية حُلّت"، وبحسب التقارير، فإن جزءاً من المحادثات التي أجراها مبعوث ترامب مع حماس كان غير متوافق مع إسرائيل، وأفادت قناة كان 11، مساء أمس الأحد، أن بوهلر أجرى مفاوضات مباشرة مع القيادي الكبير في حماس خليل الحية.

وقال مبعوث ترامب في مقابلة نشرت أمس على القناة 11، إنه يقدر أن الأمر سيستغرق أسابيع عدّة لإطلاق سراح المحتجزين، وأكد بوهلر أن محادثاته المباشرة مع حماس تهدف إلى إطلاق سراح جميع المحتجزين، وليس أولئك الذين يحملون الجنسية الأميركية فحسب، مشيراً إلى تحقيق بعض التقدّم في المحادثات.

بوهلر: حماس اقترحت هدنة لعشر سنوات

وقال المبعوث الأميركي "لقد اقترحوا وقفاً لإطلاق نار لمدة تتراوح بين خمس وعشر سنوات، وستتخلى حماس عن سلاحها وستضمن الولايات المتحدة ودول أخرى عدم حفر أي أنفاق في قطاع غزة. وخلال هذه الفترة، لن تبادر حماس إلى أي نشاط عسكري ولن تشارك في أي نشاط سياسي. أعتقد أن هذا كان اقتراحاً افتتاحياً ليس سيئاً على الإطلاق".

وبحسب ما تشير هآرتس، فإن المباحثات المباشرة "تعكس إلى حد بعيد انعدام ثقة إدارة ترامب بنتنياهو، وكذلك بقيادة حماس، وعدم قدرة الدولة الوسيطة على التوصل لتفاهمات"، وأُبلغت إسرائيل مسبقاً بالاتصالات المباشرة، بحسب الصحيفة، والتي كانت تهدف إلى إطلاق سراح المحتجزين الذين يحملون الجنسية الأميركية، ومن بينهم الجندي الأسير عيدان ألكسندر، بالإضافة إلى إيتي حين، وجودي فينشتاين، وغادي حجاي، وعومير نأوترا، الذين تُحتجز جثثهم في غزة.

وأقرت مصادر إسرائيلية في الأيام الأخيرة بأن المحادثات التي أجراها بوهلر مع حماس "جرت دون أن يكون لإسرائيل القدرة على التأثير في سياقها"، فيما أعرب أحد هذه المصادر عن "قلقه من أن إسرائيل ستجد صعوبة في معارضة التفاهمات التي جرى التوصل إليها بين حماس والولايات المتحدة".

وفي حين وصفت الولايات المتحدة المحادثات التي أجراها بوهلر بأنها "بناءة"، وذكرت حماس أن ثمة "مؤشرات إيجابية" على إحراز تقدم في المفاوضات بشأن المرحلة الثانية من الاتفاق، فإن إسرائيل حاولت التخفيف هذه التصريحات. وفي السياق، زعمت مصادر سياسية أمس أن "المحادثات المباشرة فشلت"، مشيرةً إلى أن "حماس رفضت بالفعل الخطة الأميركية التي صاغها ويتكوف، والتي كانت تهدف إلى جَسْر الفجوات بين الطرفين".

من جانبه، علّق وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش، في حديث لإذاعة الجيش، اليوم على المحادثات التي أجراها بوهلر، معتبراً أن الأخير "حاول التفاوض من أجل إطلاق سراح المختطفين (المحتجزين) الأميركيين بمفرده، وقد أوضحنا له أنه لا يستطيع التحدّث نيابة عنا، وإذا كان يريد التفاوض نيابة عن الولايات المتحدة، فحظاً سعيداً له".

إسرائيل تصرّ على تبني مقترح ويتكوف

في غضون ذلك، من المنتظر وصول وفد إسرائيلي من المستوى المهني إلى العاصمة القطرية الدوحة اليوم. وبحسب ما ذكرت صحيفة هآرتس اليوم الاثنين، فإن المستوى السياسي في إسرائيل يعتقد أن فرص التوصل إلى اتفاق "ضئيلة"، لافتة إلى أن المجلس الوزراي للشؤون السياسية والأمنية (الكابينت) اجتمع قبل إرسال الوفد، ليقرر حجم التفويض الممنوح له. وسيرأس الوفد نائب رئيس "الشاباك"، المُشار إليه بالحرف "ميم"، ومنسق شؤون الأسرى والمفقودين، غال هيرش، بالإضافة إلى أوفر بيلك، المستشار السياسي لرئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو.

وفي السياق، ذكرت القناة 12 الإسرائيلية أن رئيس "الشاباك"، رونين بار لم يشارك في مداولات الكابينت أمس، بسبب التوتر بينه وبين نتنياهو، على خلفية إقصائه من وفد المفاوضات وتعيين المقرّب من الأخير، وزير الشؤون الاستراتيجية، رون ديرمر.

من جهة ثانية، من المتوقع وصول ستيف ويتكوف، مبعوث الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، إلى الدوحة بعد غدٍ الأربعاء، من أجل دفع المباحثات قُدماً، كما قالت صحيفة هآرتس. وفي ظل الغضب الإسرائيلي بشأن محادثات بوهلر، أفادت الصحيفة ذاتها نقلاً هن مسؤول رفيع قوله "نحن مستعدون للتفاوض مع حماس على أساس مخطط ويتكوف فحسب"، وبحسبه فإن حماس "على علم بهذا الأمر".

وطبقاً لمخطط ويتكوف، يُعلن بداية عن وقف إطلاق النار لمدة شهرين بين الجانبين، في اليوم الأول يُطلق سراح نصف الأسرى الإسرائيليين الأحياء والأموات مقابل إطلاق سراح أسرى فلسطينيين، وفي النهاية، إذا جرى التوصل إلى اتفاق بشأن وقف إطلاق النار الدائم، يُطلق في اليوم الأخير سراح بقيّة الأسرى.

وفي سياق غير بعيد، قدّمت عائلات الأسرى الإسرائيليين صباح اليوم الاثنين، "طرداً غذائياً" لأعضاء الكنيست يتضمن رغيف خبز والرقم 521، واقتباساً لأسير أطلق سراحه مؤخراً قال فيه إن "فتح الثلاجة عالم جديد"، وذلك في رسالة احتجاجية لفتوا خلالها إلى عدد الأيام التي سجّلها أبناؤهم في الأسر والغذاء القليل المقدّم لهم بسبب قطع إسرائيل المساعدات عن القطاع، ودعا منتدى عائلات الأسرى والمحتجزين إلى منح وفد المفاوضات "تفويضاً كاملاً لإعادة جميع المحتجزين الـ59 دفعة واحدة على الفور"، واستشهد في بيان أصدره بمقابلات بوهلر، مشيراً إلى أن ثمة "أغلبية مطلقة تطالب بإعادة جميع المحتجزين".

قراءة المقال بالكامل