توقف الشحن في ميناء السدرة النفطي في ليبيا

منذ ٢ شهور ٤٠

أكدت ثلاثة مصادر مسؤولة من ميناء السدرة النفطي لـ "العربي الجديد" توقف عمليات شحن النفط بعد تعذر دخول الناقلة "ألفا فينلانديا" لتحميل شحنة قدرها 600 ألف برميل، نتيجة الاحتجاجات. بالتوازي مع ذلك، أُعلن عن إغلاق ميناء رأس لانوف النفطي، الذي تديره شركة الهروج للعمليات النفطية.

 حتى اللحظة، لم يصدر أي تعليق رسمي من المؤسسة الوطنية للنفط بشأن هذا التوقف، الذي يشمل أحد أكبر الموانئ النفطية في ليبيا. 

وكان الحراك الاحتجاجي قد أصدر بيانًا في وقت سابق دعا فيه المؤسسة الوطنية للنفط إلى نقل مقار عدد من الشركات النفطية إلى منطقة الهلال النفطي، مطالبًا بتحقيق العدالة في توزيع الموارد وتحسين الظروف المعيشية لسكان المنطقة. كما أعرب المحتجون عن استيائهم من تجاهل مطالبهم، محذرين من خطوات تصعيدية مع اقتراب انتهاء المهلة الزمنية التي حددوها. 

يعتمد الاقتصاد الليبي بشكل شبه كامل على عائدات النفط، التي تمثل أكثر من 90% من الإيرادات الحكومية و95% من عائدات التصدير. منذ اكتشاف النفط في الخمسينيات، ظل القطاع النفطي العمود الفقري للاقتصاد الوطني. وتملك ليبيا أكبر احتياطيات مؤكدة من النفط الخام في أفريقيا، تُقدر بـ48.4 مليار برميل. 

خسائر ميناء السدرة

في عام 2024، أعلنت المؤسسة الوطنية للنفط عن انخفاض إيراداتها بمقدار 6.447 مليارات دولار مقارنة بالعام السابق. وعزت المؤسسة هذا التراجع إلى انخفاض إنتاج النفط بنحو 36 مليون برميل بسبب الإغلاقات المتكررة، بالإضافة إلى انخفاض متوسط سعر خام برنت عالميًا. وأشارت إلى أن جزءًا من إيرادات العام السابق كان مستحقاً عن سنوات سابقة، بما في ذلك ضرائب وإتاوات على شركات مثل "توتال". 

ورغم هذه التحديات، نجحت المؤسسة الوطنية للنفط في تحقيق معدل إنتاج تجاوز 1.4 مليون برميل يوميًا بنهاية عام 2024، ما يعكس الجهود المبذولة لتعزيز الإنتاج واستقرار الاقتصاد الوطني. 

وفقًا للبيانات السنوية لمنصة أبحاث الطاقة ومقرها واشنطن، جاءت ليبيا في المرتبة الثانية أفريقيًا من حيث إنتاج النفط الخام بـ1.11 مليون برميل يوميًا خلال عام 2024. ومع ذلك، خسر ميناء السدرة الليبي 2.49 دولار من سعر البرميل في نفس الفترة. 

وأظهرت البيانات أن إنتاج شركة الواحة للنفط، ثاني أكبر شركة لاستكشاف وإنتاج النفط والغاز في ليبيا، ارتفع بمقدار 19 ألف برميل يوميًا مقارنة ببداية الشهر الجاري، حيث بلغ إنتاجها 355 ألفًا و850 برميلًا يوميًا. 

تمكنت شركة الواحة للنفط من استعادة مستويات إنتاجها في عام 2010، قبل أن تتأثر بالأزمات السياسية والأمنية التي ضربت البلاد عام 2011. تأسست الشركة عام 1955، وهي شراكة بين المؤسسة الوطنية للنفط بنسبة 59.16%، وتوتال إنرجي الفرنسية وكونوكو فيليبس الأميركية بنسبة 20.42% لكل منهما. 

تدير الشركة خمسة حقول رئيسية هي: "الواحة، جالو، الفارغ، السماح، والظهرة"، بالإضافة إلى عدد من الحقول الفرعية المنتجة للنفط والغاز، المرتبطة بشبكة أنابيب رئيسية لنقل النفط إلى ميناء السدرة النفطي.

قراءة المقال بالكامل