نال الروائي الألماني من أصل عراقي، عباس خضر، "جائزة برلين للأدب" لعام 2025، والتي تُعتبر إحدى الجوائز الأدبية الكبرى في أوروبا، بعدما وجد محكّمو الجائزة أن أعماله الأدبية "أسهمت بشكل كبير في تطوير الأدب المعاصر باللغة الألمانية". وقد جرى حفل استلام الجائزة، التي تبلغ قيمتها المادية 30 ألف يورو وتُمنح منذ عام 1989، في قاعة البلدية الحمراء أول من أمس.
وجاء في بيان الجائزة أن الروائي "شكّل نقلة نوعية في الأدب الألماني المعاصر"، مشيرًا إلى الأساليب المتعددة التي كتب بها أعماله السابقة؛ فقد تنقل بسلاسة بين السخرية والجدية، والسرد والشعر، والسياسة والحروب، والواقع والخيال، فاضحًا الديكتاتورية والسجون والتعذيب وهشاشة وضراوة النفس البشرية.
وعموماً، تدور مجمل أعمال الروائي التي تُرجمت إلى عدة لغات حول العراق، مع وجود لقطات هنا وهناك من أماكن أخرى. وفي حديث مع "العربي الجديد" يبرّر صاحب "قصر البؤساء" ذلك بأن "العراق مخزنٌ مستمرّ للسرد بسبب إشكاليّاته السياسية والثقافية وحروبه وقضاياه التي لا تنتهي. ورغم ذلك فأنا أكتب بشغف عن العراق وأيضاً عن ليبيا وألمانيا ولبنان وتونس والأردن وإيطاليا وتركيا واليونان. هذه كلها أمكنة تلعب دوراً مهماً في أعمالي ربما بسبب خبرتي ومعرفتي بهذه الأمكنة".
تنقّلٌ بين السخرية والجدية، والسرد والشعر، والسياسة والحروب
وحول هوية أعماله أضاف خضر: "إنَّ كلَّ كاتبٍ يكتب باللغة العربية وينتمي لمكان محدد يمكن تسميته بكاتب مرتبط بمكانه؛ مثل كاتب سوري أو كاتب لبناني وهكذا. أما بالنسبة إليّ فوضعي مختلف كثيراً؛ فأنا لا أكتب باللغة العربية أو باللهجة العراقية إنما أكتبُ باللغة الألمانية مباشرة ولهذا تعتبر كتبي جزءاً منتجاً ضمن هذه اللغة والثقافة. ضمن هذا المعنى أعتبر شخصياً أن تعريف كاتب ألماني من أصول عراقية أكثر دقة".
يذكر أن عباس خضر وُلد في مدينة بغداد عام 1973 وغادرها عام 1996 بعد قضاء سنتين في سجون صدام حسين بسبب آرائه السياسية وظلّ متنقلاً بين العديد من الدول حتى وصوله إلى ألمانيا عام 2000 حيث درس الأدب والفلسفة في جامعة ميونخ. صدرت له باللغة العربية مجموعتان شعريتان هما "تدوين لزمن ضائع"، و"ما من وطن للملائكة". كما صدر له كتاب نقدي بعنوان "الخاكية" (2004).
بعد ذلك، بدأ خضر الكتابة باللغة الألمانية وأصدر روايته الأولى "الهندي المزيّف" (2008)، ثم "برتقالات الرئيس" (2011)، ثمّ "رسالة إلى جمهورية الباذنجان" (2013) التي حصدت جوائز ومنحاً أدبية عديدة. وفي عام 2016 صدرت روايته "الصفعة"، ثم صدر كتابه النقدي الساخر "الألمانية للجميع" (2019) ومن ثم روايته "قصر البؤساء" (2020)، وأخيراً روايته "مزوّر الذكريات" (2022) التي ستصدر بالعربية عن دار المتوسط بترجمة سمير جريس.
