جدل في بريطانيا حول برنامج تلفزيوني يحاكي تجارب اللجوء قبل عرضه

منذ ٢ شهور ٣٦

أثار برنامج تلفزيوني أنتجته القناة الرابعة في بريطانيا جدلاً وانتقادات قبل أسبوع واحد من انطلاقه، بسبب تناوله واحدة من أكثر القضايا إثارة للانقسام في السنوات الأخيرة: اللجوء.

يتابع برنامج "عودوا من حيث أتيتم" (Go Back to Where You Came From)، المكوّن من أربعة أجزاء، ستة أشخاص لديهم آراء متشددة حول الهجرة، وهم ديف وبشرى وكلوي وناثان وماتيلدا وجيس، وهم يحاكون الرحلات الخطيرة التي يقوم بها اللاجئون إلى بريطانيا. 

يبدأ المشاركون الذين لديهم آراء حادة ومعارضة حول الهجرة، رحلتهم في مقديشو في الصومال والرقة في سورية، ثم يسافرون إلى بلدان على طرق الهجرة عبر أفريقيا والشرق الأوسط وأوروبا إلى المملكة المتحدة، ويواجهون سيناريوهات وتجارب تتحدى وجهات نظرهم باستمرار.

إذ سيكون عليهم أن يتجولوا عبر الصحراء الأفريقية، ويتسلقوا المعابر الحدودية عبر سلاسل الجبال، ويختبروا بأنفسهم رعب عبور القوارب الصغيرة، للحصول على فكرة عن الرحلات الخطيرة التي تنطوي عليها ومعرفة ما إذا كانت تجاربهم ستغير وجهات نظرهم.

قالت رئيستا تحرير البرنامج آنا ميراليس ومادونا بنجامين: "نأمل أن يوفر هذا البرنامج الفرصة للجمهور البريطاني للمساعدة في فهم بعض المخاطر المرعبة التي يواجهها طالبو اللجوء عندما يحاولون السفر إلى بريطانيا. إن إعادة إنتاج هذا البرنامج الأسترالي الحائز على العديد من الجوائز ستكون مدروسة ومؤثرة، ومن المرجح أن تخلق نقاشاً مكثفاً حول قضية تصارعت معها بريطانيا لعقود من الزمن".

Six opinionated Brits are going on an extraordinary journey to find out why asylum seekers are coming to Britain.

Will it change their minds about people coming to the UK?

Go Back To Where You Came From, coming soon to Channel 4. pic.twitter.com/WqArAd4xvH

— Channel 4 (@Channel4) January 13, 2025

وأثار المسلسل جدلاً حتى قبل أن يبدأ بثه، إذ رأى مدير حقوق اللاجئين والمهاجرين في الفرع البريطاني لمنظمة العفو الدولية، ستيف فالديز سيموندز، أن مشاهدة حفنة من البريطانيين يختبرون تجارب مماثلة ستكون محاولة "مذهلة" لجذب المشاهدين.

فيما قال الرئيس التنفيذي لمنظمة كير فور كاليه المعنية بتقديم مساعدات طارئة للاجئين في أوروبا، ستيف سميث: "لا يمكنك محاكاة تجربة الحرب والتعذيب والاضطهاد والعبودية الحديثة من خلال عدسة تلفزيون الواقع الانتقائية".

من جهته، اعتبر المنتج التنفيذي للبرنامج الذي سوف يُبث في الثالث من فبراير/شباط المقبل، ليام همفريز، أنه من المبكر إطلاق الأحكام من أشخاص لم يشاهدوا المسلسل. أضاف: "أعتقد أتهم يتخذون مواقفهم بناء على وجهات نظرهم المسبقة".

وهذه ليست المرة الأولى التي يثير فيها البرنامج الجدل، إذ أثارت النسخة الأسترالية التي صدرت عام 2011، نقاشات حول الحملات ضد اللاجئين، وطرق معاملة طالبي اللجوء في مراكز الاحتجاز.

وقالت المتحدثة باسم القناة الرابعة إن شركة مينو فيلمز المنتجة للبرنامج لديها تاريخ طويل في إنتاج الأفلام الوثائقية الحائزة على جوائز، كما أنها حصلت على استشارات من مؤسسات خيرية وحقوقية، بما في ذلك مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أثناء مرحلة الإنتاج.

وشهدت آراء بعض المشاركين تغيّرات بعد خوضهم هذه التجربة، حيث قالت إحدى المشاركات، التي كانت تعارض الهجرة غير الشرعية، إنها أصبحت أكثر تفهماً لمعاناة المهاجرين بعد أن اختبرت بعض الصعوبات التي يوجهونها، بحسب ما نقلته صحيفة ذا تايمز.

وأشارت مشاركة أخرى إلى أنها واجهت نوبة هلع خلال الرحلة، ووصفت التجربة بأنها "مقلقة، لكنها ضرورية لفهم ما يعيشه اللاجئون". في المقابل، ظلّ بعض المشاركين متمسكين بآرائهم السابقة، حيث أعاد أحدهم دعوته إلى "تشديد إجراءات الحدود البحرية"، ولم يغير موقفه كثيراً، رغم تأثره بمشاهد الفقر التي شاهدها خلال رحلته. وخلال البرنامج، التقى المشاركون بمهاجرين في عدة مناطق، من بينها مخيمات اللاجئين في لبنان وشمال فرنسا.

قراءة المقال بالكامل