جولة ثالثة من المفاوضات النووية الأميركية الإيرانية في مسقط

منذ ٤ ساعات ١٧

من المقرّر أن تجتمع الولايات المتحدة وإيران، السبت، في مسقط، ضمن جولة ثالثة من المحادثات بشأن برنامج طهران النووي، بعد إعلان الجانبَين إحراز تقدم في الاجتماعات الأخيرة في روما. وتأتي هذه الاجتماعات، بوساطة عُمانية، عقب جولتَين سابقتَين من المفاوضات غير المباشرة، عُقدت أولاهما في 12 إبريل/ نيسان في مسقط، ثم الثانية في 19 إبريل/نيسان في روما.

ويُعد هذا أعلى مستوى من التواصل بين الخصمين منذ أن سحب الرئيس الأميركي دونالد ترامب بلده أحادياً في 2018 من الاتفاق النووي المُبرَم بين إيران والقوى الكبرى عام 2015. وسيقود المحادثات وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي والمبعوث الأميركي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف، كما سيعقد البلدان اجتماعاً فنّياً على مستوى الخبراء.

ولن تُعقد الاجتماعات بالتزامن، إذ ستُعقَد المحادثات الفنّية أوّلاً متبوعة بالمفاوضات رفيعة المستوى، وفق التلفزيون الرسمي الإيراني. ووصفت إيران والولايات المتحدة اللتان لا تقيمان علاقات دبلوماسية منذ 1980، جولة المفاوضات التي جرت السبت الماضي في مقرّ إقامة سفير عُمان في روما بأنها أسفرت عن "تقدّم"، وقالت طهران إن الاجتماع كان "جيّداً".

وذكرت الخارجية العمانية أن اجتماعات روما "أسفرت عن توافق الأطراف للانتقال إلى المرحلة التالية من المباحثات الهادفة إلى التوصل إلى اتفاق منصف، ودائم، وملزم، يضمن خلوّ إيران بالكامل من الأسلحة النووية ورفع العقوبات بالكامل عنها، مع الحفاظ على حقّها في تطوير الطاقة النووية للأغراض السلمية".

وهذا الأسبوع، أكّد عراقجي موقف إيران قائلاً "إذا كان مطلب الولايات المتحدة الوحيد هو عدم امتلاك إيران أسلحة نووية، فإن هذا المطلب قابل للتحقيق"، مضيفاً "إذا كانت لديهم مطالب أخرى، أو مطالب غير عملية أو غير منطقية، فسنواجه مشاكل بطبيعة الحال". ومنذ عودته إلى البيت الأبيض في يناير/ كانون الثاني، أعاد ترامب فرض سياسة "الضغط الأقصى" المتمثلة في فرض عقوبات على إيران، مكرراً بذلك استراتيجيته التي اتّبعها خلال ولايته الأولى.

وقال ترامب إن الولايات المتحدة "ستقود" الهجوم على إيران في حال لم تسفر المفاوضات بشأن برنامجها النووي عن اتفاق جديد، وذلك في مقابلة مع مجلة تايم نُشرت الجمعة. وفي مارس/ آذار بعث ترامب رسالة إلى المرشد الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي يعرض عليه فيها إجراء مفاوضات، لكنّه لوّح بعمل عسكري في حال فشل المسار الدبلوماسي. وأعلنت واشنطن الثلاثاء عقوبات جديدة تستهدف شبكة النفط الإيرانية، في خطوة وصفتها طهران بأنّها دلالة على "نهج عدائي" قبيل محادثات السبت في عُمان.

وخلال ولاية ترامب الأولى، انسحبت واشنطن من الاتفاق النووي لعام 2015، الذي نصّ على تخفيف العقوبات الدولية على إيران مقابل فرض قيود على برنامجها النووي. ودعا المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي إيران، الأربعاء، إلى توضيح أسباب وجود أنفاق حول منشأة نطنز النووية، معرباً عن أمله في أن تؤتي المحادثات الجارية بين الولايات المتحدة وإيران ثمارها. ونشر معهد العلوم والأمن الدولي، وهو مركز أبحاث مقرّه واشنطن، صوراً التُقطت بالأقمار الصناعية، الأربعاء، قال إنها تظهر نفقاً عميقاً جديداً على مقربة من نفق قديم حول نطنز، إضافة إلى إجراءات أمنية جديدة.

وقال غروسي إنه "لا يستبعد" أن تكون الأنفاق قد أقيمت لتخزين مواد غير مصرّح بها، لكنه شدّد على أنه لا يريد التكهّن.

في مقابلة نُشرت الأربعاء، أكّد وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو موقف واشنطن الحازم ضد تخصيب إيران لليورانيوم، وقال في بودكاست "أونستلي": "إذا أرادت إيران برنامجاً نووياً مدنياً، فيمكنها امتلاكه كما هو حال العديد من الدول الأخرى في العالم، عبر استيراد المواد المُخصَّبة". من جهته، وصف عراقجي حقّ إيران في تخصيب اليورانيوم بأنه "غير قابل للتفاوض"، وتُخصب إيران حالياً اليورانيوم بنسبة تصل إلى 60%، وهو أعلى بكثير من حد 3,67% المنصوص عليه في الاتفاق، لكنه لا يزال أقل من عتبة 90% المطلوبة للاستخدام العسكري.

(فرانس برس)

قراءة المقال بالكامل