جيش الاحتلال الإسرائيلي يشتبك مع سوري في القنيطرة

منذ ٢ شهور ٣٩

أطلق شاب سوري النار على دورية لجيش الاحتلال الإسرائيلي في قرية طرنجة جنوبي القنيطرة شمالي المنطقة العازلة مع الجولان المحتل، اليوم السبت، بعد محاولة قوات الاحتلال اعتقاله، الأمر الذي أدى إلى اشتباك بينه وبين عناصر الدورية الذين تمكّنوا أخيراً من اعتقاله مع شخص آخر يرجّح أنّه من أقاربه. وبحسب مصادر "العربي الجديد" في البلدة، فإنّ الاشتباك الذي حصل لم يؤد إلى وقوع أيّ إصابات أو قتلى.

وادعت إذاعة جيش الاحتلال الإسرائيلي بأنّ "مجموعة مسلّحين سوريين" قامت بإطلاق النار على قواتها في القرية، محذرة من أي تصعيد محتمل. في المقابل قالت مصادر من القنيطرة لـ"العربي الجديد" إن ما حدث يبقى في طور الدفاع عن النفس من قبل الشاب، نافية وجود ما يؤكد أن مجموعة مسلحة كاملة قامت بمهاجمة الدورية.

الناشط سعيد المحمد من أبناء القنيطرة قال لـ"العربي الجديد" إنّ "الاحتلال يحاول من خلال مزاعمه بوجود مسلحين لتثبيت وجوده في القنيطرة تمهيدا لاحتلال دائم"، مشيرا إلى أن "كل ما يحدث من تعزيز لنقاطه العسكرية يؤكد نواياه". وأضاف: "لقد اعتدنا التدليس من الإسرائيليين لتحويل نظرة المجتمع الدولي تجاهه من كيان محتل إلى دولة ذات مظلومية". وتابع المحمد: "كل يوم يتوسع الاحتلال في قواعده التي احتلها، ها هو أنهى تحصيناته في تل قرص النفل والتلول الحمر الاستراتيجية، وبدأ بإنهاء مطار المروحيات في المنطقة ذاتها. ومع ذلك يتعامى المجتمع الدولي عن ذلك".

وفي مشهدين متباينين يعكسان تعقيدات الواقع السوري، خاصة في محافظات الجنوب، شهدت محافظة درعا أمس الجمعة تسوية عشائرية أمنية لاحتواء أحداث العنف التي حدثت في السويداء قبل يومين، فيما شهدت محافظة ريف دمشق وبالتحديد مدينة جرمانا تظاهرات تطالب بتحسين الخدمات الأساسية.

وفي التفاصيل، جاءت التسوية في درعا بين عشائر البدو ومواطنيهم من السويداء، على خلفية التوترات التي بدأت شرارتها في بلدة عرى بمحافظة السويداء، بعد إصابة شاب في اشتباكات محلية، ما دفع الأهالي في المنطقة إلى حافة المواجهة، ثم امتدت في ما بعد إلى المطلة لتقطع مجموعات مسلحة منها الطريق وتطلق النار على الحافلات القادمة من السويداء إلى دمشق وبالعكس.

ولكن مساعي أهلية ومجتمعية مُكثفة من وجهاء السويداء وأشرفية صحنايا بدمشق ودرعا وعشائر السويداء، وبالتنسيق مع جهاز الأمن العام، أثمرت في عقد اجتماع في بصر الحرير بدرعا، بحضور مجموعات مفوضة بالحل من السويداء، تمخض عن تسليم مطلق النار من العشائر للجهاز الأمني وإطلاق سراح المدنيين المحتجزين لدى أبناء السويداء والعشائر، والتأكيد على احترام القانون عبر مبدأ "الفاعل بما فعل".

ويرى الناشط هاني عزام من السويداء أنّ "التسوية خطوة إيجابية، لكنها تبقى حلولاً ترقيعية ما لم تُرفق بمحاكمات عادلة تُنهي ثقافة عدم اللجوء للقانون في حل النزاعات". وأضاف عزام أن "أبناء المحافظة بدأوا يدركون حدود الحلول الأمنية، مما يُعزز ثقافة القانون"، لكنه حذر من أي تباطؤ في انتشار الضابطة الشرطية، معتبراً أن "غياب الدولة عن مناطق الجنوب يدفع السكان للبحث عن حماة بديلين كالفصائل المسلحة وهذا مرفوض جملة وتفصيلا". وقال ناشط من العشائر فضل إخفاء اسمه إن "العشائر تدفع بالدولة لتحمل مسؤولياتها، لكن غياب العدالة الاجتماعية يكرس النزاعات، ويجعل قطاع الطرق واللصوص من العشائر وغيرهم ينتشرون".

أما في جرمانا فقد خرج عشرات السكان ليل أمس الجمعة في وقفة احتجاجية، رفعوا خلالها شعارات تطالب بتحسين واقع الكهرباء التي لا تتجاوز 4 ساعات يومياً، وتأمين مياه الشرب بشكل منتظم، محملين الحكومة مسؤولية تردي الخدمات.

وقال أحد المتظاهرين لـ"العربي الجديد": "نعيش في عز الشتاء دون تدفئة، والأطفال يدرسون على ضوء الشموع، كما نضطر لشراء الماء من الصهاريج برغم دخولنا الهزيلة"، مضيفاً: "الأزمة الخدمية نتاج تراكمي لسنوات من الحروب والعقوبات، لكن عدم كفاءة الإدارة يُضاعف الكارثة". وأوضح أن "الاحتجاجات سلمية وهي خيارنا الوحيد لتحقيق مطالبنا"، محذراً من أن "تجاهل المطالب قد يدفع نحو تصعيد غير مسبوق". وبينما لم تصدر أي تصريحات رسمية عقب الاحتجاج، أفادت مصادر محلية بنقل شكاوى السكان إلى "جهات مختصة".

قراءة المقال بالكامل